الرئيسية / أقلام / احتجاجات شعبية في اليمن ضد الانقلاب الحوثي
احتجاجات شعبية في اليمن ضد الانقلاب الحوثي

احتجاجات شعبية في اليمن ضد الانقلاب الحوثي

صصصصيعيش اليمن منذ مدة أزمة شاملة تهدد أمنه ووحدته. وقد انطلقت هذه الأزمة بعد انقلاب “أنصار الله” (الحوثيون) على المؤسسات المنتخبة وفرضوا سيطرتهم على العاصمة صنعاء. ورغم أن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم إلا أن بعض المؤشرات تفتح الأمل على إمكانية خروج اليمن من محنته وإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة.

إن المتسبب الرئيسي في الأزمة اليمينة الحالية هم “أنصار الله” الذين انتهكوا اتفاق السلم والشراكة منذ اليوم الأول بعد توقيعه مع أغلب مكونات الساحة السياسية في اليمن وبدأوا يسيطرون على المحافظات بالقوة المسلحة وخلق صراعات مسلحة في أكثر من مكان تحت مبرر مواجهة الإرهاب، وهو ما همش دور الدولة وأضعفها وزاد من نفوذ الميليشيات المسلحة، بالإضافة إلى كونهم سعوا إلى السيطرة على  إمكانيات القوات المسلحة والمؤسسة الأمنية والاستيلاء على مؤسسة الرئاسة ومحاصرة الرئيس ووضعه تحت الإقامة الجبرية ووضع الوزراء تحت الإقامة الجبرية أيضاً، وكذلك اختطاف احمد عوض بن مبارك الأمين العام للحوار الوطني واقتحام منازل العديد من المعارضين لانقلابهم…

وجاء انقلاب الحوثيين بعد فشل المؤسسات المنتخبة وخاصة الرئيس عبد ربه منصور هادي في إدارة البلاد باعتماده على مجموعة من الأقارب والمقربين الفاسدين وتطبيق آليات النظام السابق وحرصه على إدارة البلاد بطريقة التوازن بين قوى النظام السابق وتردده في الحسم مع تحركات الحوثيين كقوة صاعدة وعدم التزامه بتنفيذ اتفاقات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة لا سيما تلك التي تتعلق بتحقيق الوحدة الوطنية وإحداث تغيير في العملية السياسية ومعالجة الوضع الاقتصادي وتحسين حياة المواطنين. ومما زاد من تعكير الوضع الدور السلبي الذي لعبته أغلب  القوى السياسية التي مارست الابتزاز على الرئيس هادي وقبلت أو صمتت على الكثير من أخطائه، إلى جانب التدخل الخارجي الذي لعب إلى حد الآن دورا سلبيا بانحيازه لطرف دون آخر حتى باتت اليمن منقسمة بين عاصمتين، واحدة في الجنوب (عدن) يدعمها الغرب ودول الخليج وأخرى في الشمال (صنعاء) تدعمها إيران.

ورغم صعوبة الوضع اليمني وتعقيداتها فإن الحل يبقى ممكنا في صورة جلوس الفرقاء إلى طاولة الحوار والاتفاق على حل يخرج البلاد من أزمتها، وهذا الحل لن يكون إلا بإنهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية للدستور وللمؤسسات المنتخبة ودعوة الرئيس منصور هادي إلى التراجع عن الاستقالة وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي أمضى عليه الحوثيون ثم تنكروا له وإطلاق سراح الموقوفين والمحتجزين أو من هم تحت الإقامة الجبرية والكف عن قمع الاحتجاجات الشعبية والعمل على بناء جيش وطني ومؤسسة أمنية جمهورية ومقاومة ظاهرة التسلح والميليشيات المنتشرة في كامل البلاد والحد من التدخل الخارجي في الشأن الداخلي اليمني وتمهيد ظروف ملائمة لإجراء انتخابات ديمقراطية ونزيهة في آجال محددة.

أعدّه ل”صوت الشّعب” عبد الجبّار المدّوري

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×