الرئيسية / صوت الحزب / في الذّكرى 32 لتأسيسه: حزب العمّال يدعو الشّعب  إلى مواصلة ثورته والدّفاع عن حرّيّته وحقوقه
في الذّكرى 32 لتأسيسه:  حزب العمّال يدعو الشّعب  إلى مواصلة ثورته والدّفاع عن حرّيّته وحقوقه

في الذّكرى 32 لتأسيسه: حزب العمّال يدعو الشّعب  إلى مواصلة ثورته والدّفاع عن حرّيّته وحقوقه

في الذّكرى 32 لتأسيسه:

حزب العمّال يدعو الشّعب
إلى مواصلة ثورته والدّفاع عن حرّيّته وحقوقه

تمرّ اليوم 32 سنة على إعلان تأسيس حزب العمال يوم 3 جانفي 1986 في لحظة دقيقة من تاريخ تونس المعاصر، تتّسم باشتداد الصراع حول “خلافة بورقيبة” الذي بلغ ونظامه قمّة الشيخوخة والتأزّم في الوقت الذي كانت أوضاع الشعب تعرف تدهورا مريعا انتهى حينها بالشروع في تطبيق إملاءات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في إطار ما سُمّي زيفا “الإصلاح الهيكلي”. “إصلاح” لم يكن في الحقيقة إلاّ خرابا وتخريبا هيكليا وممنهجا من قبل منظومة الخيارات اللاّوطنية واللاّشعبية المهيمنة على بلادنا ومقدّراتها منذ خروج الاستعمار الفرنسي.

ولقد انخرط حزبنا منذ اللحظة الأولى في النضال مع الشعب التونسي في المدن والأرياف، مع العمّال والفلاّحين والشباب والنساء والمثقّفين، مع الطلبة والتلاميذ والمعطّلين، من أجل مطالبهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، المشروعة والعادلة التي كان نظام بورقيبة ثم نظام الجنرال بن علي ينتهكها ويدوسها. لقد ارتبط حزب العمال بنضالات التونسيات والتونسيين ولم تنزح بوصلته قيد أنملة رغم القمع والتعذيب والمحاكمات والفصل من العمل والدراسة التي طالت المئات من مناضلي الحزب وأنصاره، ورغم اغتيال الرفيق نبيل البركاتي من قبل البوليس في 8 ماي 1987.

إنّ ظروف القمع التي عاشها شعبنا طيلة عقود لم تزد حزبنا إلاّ قناعة بضرورة تنظيم النضال وتوحيده وتوسيعه ضد الدكتاتورية والعمالة والفساد والاستبداد. وقد تمكّن شعبنا فعلا من إسقاط الدكتاتورية بعد مسار نضالي صعب ومعقّد عرف ذروته مع ثورة 17 ديسمبر 2010 – 14 جانفي 2011 التي أزاحت حكم الطاغية وحزبه. ورغم أهمية هذه الخطوة التي فتحت آفاقا لنضال شعبنا فإنّ الصراع مع معسكر الثورة المضادة ما يزال مستمرا ولم يُحسم بشكل نهائي رغم حجم المؤامرات التي ينظّمها الائتلاف الطبقي والسياسي السائد برئاسة حركتي النداء والنهضة، رأسي هذا المعسكر.

إنّ حزب العمال، إذ يُحيي الذكرى الثانية والثلاثين لتأسيسه، وإذ ينحني أمام نضالات شعبنا وتضحيات أجيال من بناته وأبنائه من مختلف التعبيرات السياسية والتنظيمية التقدمية الذين عبّدُوا بنضالهم وثباتهم طريق الحرية وفي مقدّمتهم شهيدي الجبهة الشعبية شكري بلعيد ومحمد البراهمي، فإنّه:

يؤكّد تمسّكه بالمبادئ والقيم التي انبعث من أجلها وهي المساهمة في تحقيق التحرّر الوطني الفعلي لبلادنا وتحقيق الانعتاق الاجتماعي لجماهير العمال والفلاحين والكادحين ومجمل فئات شعبنا المفقّر والمهمّش، وبناء مجتمع العدالة والتحرر والاشتراكية باعتباره المجتمع الأفضل لوضع حدّ لاستغلال الإنسان للإنسان.

كما يؤكّد مجدّدا تجنّده الكامل من أجل الدفاع عن المكاسب الديمقراطية لشعبنا وفي مقدّمتها مكسب الحرية السياسية التي تتعرّض اليوم إلى

محاولات التصفية في أفق مراجعة النظام السياسي والانتخابي، والالتفاف على الهيئات الدستورية والحريات العامة والفردية عبر إعادة سياسة العصا الغليظة إزاء الاحتجاجات الاجتماعية المتنامية.

يعتبر أنّ الحلّ الجذري لمشاكل تونس ومعضلاتها لن يكون بمواصلة نفس الخيارات الاقتصادية والاجتماعية مع نفس التعبيرات السياسية، بل من خلال خيارات جديدة تصون استقلال البلاد ومصالح الشعب في إطار الجمهورية الديمقراطية المدنية الاجتماعية التي تعتبر شعب تونس الحرّ هو المصدر الوحيد للقرار كما تعتبر سعادته هي الغاية من كلّ تنمية اقتصادية.

يُجـدّد انخراطه في كلّ معارك شعبنا خاصة مع تصاعد هجوم الطبقات الطفيلية ومنظومة حكم الفشل على قوت الشعب وما بقي من قدرة شرائية ومكاسب سياسية، وبصفة مباشرة من أجل إيقاف العمل بقانون المالية الجديد وخاصة ما ورد فيه من إجراءات تقضي بالزيادة في الأسعار (مواد استهلاك وخدمات) وتجميد الانتدابات والرفع في الضرائب والأداءات…

يؤكّد وقوفه الدائم والمبدئي إلى جانب نضال النساء التونسيات، في المدن والأرياف من أجل القضاء على كافة أشكال الميز والاضطهاد وتحقيق المساواة التامة والفعلية في كافة الميادين باعتبار ذلك شرطا من شروط تقدّم مجتمعنا نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

يُجـدّد تمسّكه بالجبهة الشعبية إطارا سياسيا وتنظيميا لتأطير نضالات شعبنا وقيادتها من أجل تحقيق أهداف الثورة والتصدي لمؤامرات أعدائها. وهو يهيب بكلّ مناضلات الجبهة ومناضليها أن يستعدّوا لخوض الانتخابات البلدية في كلّ الدوائر وأن يعملوا من أجل أن تجري هذه الانتخابات في ظروف ديمقراطية.

يدعو مجدّدا كلّ القوى التقدمية والديمقراطية، الحزبية منها والجمعياتية، إلى توحيد صفوفها وتطوير أعمالها وأطرها المشتركة من أجل التصدي لقوى الثورة المضادة ووضع حدّ لحكم الائتلاف اليميني الرجعي واستكمال مهام الثورة.

يؤكّد ارتباطه العضوي بكلّ قضايا التحرّر في الوطن العربي والعالم وعلى رأسها قضية فلسطين التي تتعرّض اليوم إلى محاولة التصفية من قبل التحالف الامبريالي الصهيوني والعربي ممثلا في الأنظمة العربية والحركات الظلامية والإرهابية التي تشكّل اليوم ورقة التدخل والحروب بالوكالة في أكثر من قطر عربي، ويجدّد تأكيده أنّ المقاومة بكلّ أشكالها هي الطريق الأقصر لتحرير فلسطين وبناء دولتها المستقلة الديمقراطية العلمانية الموحّدة وعاصمتها القدس العربية، بما يفرض على قوى المقاومة الفلسطينية توحيد جهودها وأطرها وآلياتها نحو هذا الهدف.

حزب العمال
تونس في 03 جانفي 2018

 

 

 

https://www.facebook.com/Parti.Travailleurs/posts/1495424027172639

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×