الرئيسية / صوت الوطن / إفتتاحية : عدنا…

إفتتاحية : عدنا…

 تعود “صوت الشعب” إلى الصدور بعد احتجاب دام أشهرا لأسباب مادية بحتة أدّت في الواقع إلى احتجاب جميع الصحف الحزبية الورقية. وهو احتجاب، إذا أردنا فهمه على حقيقته، بمثابة الحَجْب من حكومات متعاقبة ظلّت كلها تماطل في تنظيم الدعم والإشهار الخاص بالصحافة المكتوبة التي تعاني صعوبات جمّة. لقد كان الدعم والإشهار يُستعملان في عهد بن علي وسيلة ضغط للإخضاع. ولكن بعد سقوط الدكتاتورية تُرك الأمر للفوضى بما يتيح لأصحاب النفوذ المالي استعمال الدعم والإشهار وسيلة لإفساد المشهد الإعلامي والسياسي. لقد ظلّ مشروع تنظيم الدعم والإشهار في رفوف مكاتب رئاسة الحكومة لمدة سنوات دون أن يجد طريقه إلى التنفيذ.

ولكن إصرار مناضلات حزب العمّال ومناضليه على إعادة إصدار جريدتهم، “صوت الشعب” يبقى أقوى من الصعوبات. لقد ظهرت جريدتنا منذ اليوم الأول لتأسيس الحزب ورافقته دون انقطاع في مختلف مراحل تطوّره متحدّية الآلة القمعية للدكتاتورية التي كانت تخنق أنفاس كلّ وسيلة تعبير حر. لقد ظلت “صوت الشعب” تصدر في السرية على مدى خمس وعشرين سنة دون أن تتمكن أجهزة الدكتاتورية من وضع اليد عليها. وقد قامت بدورها على أحسن وجه في فضح الدكتاتورية وفي توضيح الطريق لمقاومتها. كما قامت بدورها في توحيد مناضلات الحزب ومناضليه بشكل دائم.

وبعد الثورة خرجت “صوت الشعب” إلى العلن لتكون أداة كفاحية لتعميق المسار الثوري والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والشعب الكادح عموما. وقد تمكنت من الصمود في الصعوبات المادية وتعدد وسائل الاتصال والتواصل الجديدة، وذلك بفضل جهد مناضلات الحزب ومناضليه وبفضل دعم نصيراته وأنصاره وغيرهم من الناس الحريصين على دعم الحريات في بلادنا والتصدي لعودة الاستبداد. إن العاملات والعاملين في “صوت الشعب” هم في أغلبيتهم الساحقة من المتطوّعات والمتطوّعين الذين يعتبرون المساهمة في تحرير جريدتهم وفي مدّها بالإخبار واجبا نضاليّا وقد أبدوا في مختلف المراحل التزاما كبيرا هو أحد أسرار نجاح “صوت الشعب” واستمرارها.

واليوم فإنّ “صوت الشعب” إذ تعود إلى الصدور، بمناسبة غرة ماي، عيد العمال العالمي، فمن أجل مواصلة مهمتها. إنّ الحاجة إلى صحافة ثورية وتقدمية أمر متأكّد في مثل هذا الوضع المتأزّم الذي تعيشه بلادنا اليوم والذي يكثر فيه الدّجل والتّضليل وتخريب الوعي الذي تصرف عليه الأموال الطائلة من أجل الحفاظ على مصالح السماسرة والمافيات واللوبيّات المعادية للشّعب والوطن. إنّ جريدتنا ستظلّ كما كانت الصوت الذي يكشف الحقيقة ويعرّي جرائم النظام الرجعي القائم بمختلف مكوّناته ويدافع بأمانة عن مصالح الوطن والشّعب ويوضّح طريق الانتصار. ومن هذا المنطلق فإنّ “صوت الشعب” ستكون كالعادة منفتحة على كافة الأقلام الثّوريّة والتّقدّميّة في مختلف المجالات السّياسيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة.

إنّ “صوت الشّعب” عادت لتستمرّ، وسيكون فريق تحريرها المكوّن أساسا من شابّات وشبّان الضّامن لكسب هذا الرّهان. وإلى الأمام.

 

    

    

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×