الرئيسية / صوت العالم / الحزب الشيوعي اللبناني: إلى السلاح.. لنكمل التاريخ
الحزب الشيوعي اللبناني:  إلى السلاح.. لنكمل التاريخ

الحزب الشيوعي اللبناني: إلى السلاح.. لنكمل التاريخ

“علام كان اعتماد الألمان عندما هجموا على بلادنا الشاسعة الأرجاء؟ لقد كانوا موقنين بأنهم في الحملة الشرقية، سيرافقهم في طليعة طوابير الدبابات الجنرال “خوف” الذي سيحني له كلّ حيّ هامته أو يهرب مp04_20150615_pic1ن وجهه.

“قصة الرعب والجرأة” ألكسندر بيك

هذه هي استراتيجية الفاشية في كل حرب، ألم ترتكب عصابات الهاجانا المجازر بحق الفلسطينيين في دير ياسين وغيرها لِبثّ الرعب والخوف؟ واليوم يستخدم داعش وأخواتها من فاشيّي هذا العصر نفس الأساليب. من ينحني ويركع لظلمهم فيحيا مذلولا تحت حكم فاشيّتهم ومن يرفض فله الذبح. هذا هو “الجنرال” الذي تقدّم جحافلهم وبه سيطروا على عزيمة المواجهة قبل الأرض. فهزيمة هذا “الجنرال” هي المهمة الأولى في سبيل هزيمة هذا المشروع. لذا فإنّ قرارات التصدّي والمواجهة من قبل الشيوعيين تساهم في رفع عزيمة الشعب وبالتالي تساهم في كسر الحرب النفسية التي تُخاض ضد شعوبنا.
إنّ تاريخ الشيوعيين في كلّ العالم وكلّ المراحل كان تاريخ التصدي للفاشية بوصفها إحدى أدوات النظام الرأسمالي التي يحاول من خلالها الخروج من أزماته. فشيوعيو أميركا اللاتينية (كوبا، تشيلي…) وأوروبا (إيطاليا، فرنسا، إسبانيا…) وشيوعيو آسيا (الصين، فيتنام…) وشيوعيو الاتحاد السوفياتي، وكذلك الشيوعيون العرب، جميع هؤلاء كتبوا بدمائهم بيانات النصر على الفاشية، بيانات عودة البشرية إلى مسارها التقدمي والتطوري في وجه سالبي الحياة والحب والفرح..
أما شيوعيو لبنان ففي كل محطة تاريخية كان لهم الدور الطليعي في التصدي لأي اعتداء على بلادهم. فكانوا في طليعة المواجهين للانتداب الفرنسي، مرورا بقوات الأنصار والحرس الشعبي للدفاع عن القرى الواقعة مع حدود فلسطين خلال فترة دخول العصابات إليها. وكذلك أطلقوا جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) في وجه الاحتلال الاسرائيلي للبنان. بفضل سلاحهم أطلقت نداءات الاستغاثة الصهيونية “يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار على جيش الدفاع “الإسرائيلي”، نحن منسحبون من بيروت” معلنة بذلك تحرير بيروت على يد أبطال المقاومة الوطنية. وكان للشيوعيين مع كل اعتداء إسرائيلي على لبنان دور في المواجهة العسكرية وآخرها في حرب تموز 2006. هذه الجبهة التي أجبرت الصهاينة على الانسحاب من بيروت خلال أيام حاملين معهم جثثا اتّسخ تراب بيروت بالدماء التي سالت منها، فاتحة بذلك عصرا جديدا هو عصر المقاومة الوطنية التي حررت فيما بعد أكثر من 70% من الأراضي اللبنانية.
إنّ هذا الحزب الذي أخذ كل هذه القرارات التاريخية وبشكل مستقل ودون الالتفات إلى الإمكانات بل إلى مصلحة الشعب، كان من الطبيعي أن يعلن وبعد اكتمال التحضيرات عن استعداده للانخراط وبشكل منظّم في عملية الدفاع عن الأرض والشعب في وجه أعداء الحياة.
أواخر العام 2010 أعلن عن انتهاء النظام الرسمي العربي، وبدأت مرحلة جديدة عنوانها الصراع بين طرفين، يمثّل الأول مجموع القوى المتضررة على مدى عشرات السّنين من النظام القائم. ويمثّل الثاني القوى التي تحاول تأبيد القائم دفاعا عن مصالحها وعلى رأس هؤلاء كلّ قوى الاستعمار القديم منها والحديث بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
سرعان ما حسم هذا الصراع لمصلحة خطة الامبريالية بإعادة رسم الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة من خلال الحروب المدمّرة التي نشهد أبشع أشكالها في ليبيا وسوريا والعراق.. وباستخدام أدوات لطالما استخدمتها الرأسمالية في زمن أزماتها (ونعني طبعا الفاشية).
كانت نيران هذه الحروب، وعلى مدى أربع سنوات، تلسع الشعب اللبناني وترسل إشارات مفادها أنّ الوضع الأمني في لبنان لن يبقى مستقرا، خاصة أنّ كلّ أسباب التّفجير جاهزة وعلى رأسها النظام العفن المولّد للحروب القائمة في لبنان. فلقد شهد لبنان العديد من الحوادث الأمنية منذ العام 2010 وخاصة في مدينة طرابلس شمال لبنان وكذلك في مدينة صيدا جنوب لبنان وسقط نتيجة الاشتباكات عشرات الشهداء من المدنيين وكذلك من الجيش اللبناني. كما أنّ التفجيرات الانتحارية أو السيارات المفخّخة والصواريخ التي ضربت أكثر من مكان في بيروت وضاحيتها الجنوبية والبقاع كلها كانت تُنذر بأنّ الوضع الأمني سيتفاقم.
إنّ نقطة التحوّل كانت في 2 آب 2014 عندما احتلّ مئات المسلّحين الفاشيّين التابعين لجبهة النصرة وداعش مدينة عرسال شرق لبنان. وقتلوا العشرات وذبحوا عدد من جنود الجيش اللبناني واختطفوا أكثر من ثلاثين من جنوده ما يزالون حتى اليوم أسرى لدى هذه المجموعات.
استمرت هذه التنظيمات باحتلال مساحات شاسعة من الجرود اللبنانية وكذلك من جرود القلمون السوري المحاذي لهذه المناطق اللبنانية. وبناء على هذه التطورات الخطيرة انخرط الشيوعيون اللبنانيون في هذه المنطقة في مهمة الدفاع عن بلداتهم إلى جانب أهالي المنطقة وخلف الجيش اللبناني. وبدأ الحزب الشيوعي اللبناني إعادة تنظيم وتأهيل أعضائه من أجل التصدي لهذه المهمة، من خلال إمكاناته المتوفرة وبقرار سياسي مستقل.
اليوم، إنّ موقف الحزب الشيوعي اللبناني بالتصدي لأي اعتداء من قبل المجموعات الفاشية (داعش والنصرة) على الأراضي اللبنانية يعتبر الموقف الطبيعي المستند إلى تاريخ الحزب المشرّف والمستجيب إلى متطلبات الشعب اللبناني، أي حفظ أمنه وكرامته في وجه أعدائه. وهو موقف مستقل من حيث توقيته وجغرافية المنطقة التي سيتحرك فيها مقاوموه. كما أنه عبارة عن فعل مقاومة في وجه اعتداء يحصل على لبنان، أي أنه ردة فعل على فعل الاعتداء وليس العكس. وهذا الموقف يجب أن يحمله ويحصّنه كلّ الشيوعيين واليساريين العرب، خاصة وأنّ منطقتنا تحوم فوقها مشاريع التّفتيت والتّقسيم التي ستعيدنا مئات السنين الى الوراء.
إنّ حمل السلاح من قبل الحزب الشيوعي اللبناني هو في سبيل الدّفاع عن شعبه وأرضه، وبوصلة هذا السلاح واضحة فكانت وما تزال أعداء الحرية والتقدم والإنسانية، في سبيل وطن حر وشعب سعيد.

دهم السيد
مسؤول قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×