الرئيسية / أقلام / “الخُشَّةْ” مشروع تخرّج بحجم الاحتراف
“الخُشَّةْ” مشروع تخرّج بحجم الاحتراف

“الخُشَّةْ” مشروع تخرّج بحجم الاحتراف

سمير طعم الله

سمير طعم الله

“الخُشَّةْ” عمل مسرحي هو في الأصل مشروع تخرّج للطالبة آمنة الكوكي والطالب مؤيّد الغزواني، حاولت من خلاله رصد ظاهرة اجتماعية وجريمة أخلاقية وممارسة وحشية وهي فعل “الاغتصاب”. لم يكن المبحث سهلا ولم يكن القادح والمحفّز لهذا المبحث ومعالجته مسرحيا من باب الترف الفكري أو الشاغل الحقوقي، بل كان محاولة إبداعية للإجابة عن أسئلة حارقة تحملها هواجس الطالبة والباحثة آمنة الكوكي. فعادت في بحثها وفي عملية تأثيث عملها من حيث النص والمقاربة الجمالية والمعالجة إلى وقائع معيشة، وأحداث هي علامة في تاريخ النضال الإنساني من أجل الإنعتاق والتحرر. عادت بنا إلى المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد ومصار القمع والمقامة في تجربة تتخذها حركات التحرر مرجعا في ثقافة المقاومة والجرأة الإنسانية في رد الاستعمال والظلم البشري. ومن المراجع الواقعيه إلى جانب جميله بوحيرد ودراسة أنواع التعذيب الذي تعرضت إليه والاضطهاد والقمع الذي عانته نجد المواطنة الإيرانية ريحانة الجباري المغتصبة من قبل الحرس الثوري حيث تمّ إعدامها في الأخير بتهمة القتل لأنها دافعت عن نفسها.

مشهد من الخُشّة

مشهد من الخُشّة

كل هذا جاء في تصورات جماليه وظّفت فيها الملابس والسينوغرافيا ورسم صورة المشهدية كان عمل الممثل ركيزتها الأساسية يقوم علي حضور جسد وطاقة متناغمان.فموضوع الاغتصاب لم يقتصر على المرأة فقط بل تجاوزها في المعالجة إلي اغتصاب الوطن عبر أحذية الجيش في الأنظمة العسكرية في مشهد تظهر خلاله آمنة الكوكي التي حملت في لعبها وملامحها كلّ النساء المضطهدات والأوطان المسلوبة الحرية وهي في قفص محاط بأحذية الجنود. بل إن الفرجة والمسرح أصبح مغتصبا من أجناس فنّية أخرى وأنماط فرجوية اقتحمت فضاء المسرح عبر تقنية الفيديو وعرضه علي ثلاث شاشات في مواقع مختلفة وكل شاشة تقدّم صور مغايرة للشاشة المقابلة.

ما يطمئن في هذا السياق هو النضج الفكري والالتزام بمعالجة الراهن واليومي من قضايا ومسائل حارقة تهم البلاد والعباد.

بقلم: سمير طعم الله

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×