الرئيسية / صوت الجبهة / إطلاق “إعلان تونس من أجل مغرب عربي موحّد” بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج محمد براهمي
إطلاق “إعلان تونس من أجل مغرب عربي موحّد” بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج محمد براهمي

إطلاق “إعلان تونس من أجل مغرب عربي موحّد” بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج محمد براهمي

اجتمعت بتونس يومي 21 و22 جويلية 2017 أحزاب ومنظمات وشخصيات من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد محمد براهمي المناضل القومي العربي وعضو المجلس الوطني التأسيسي ومؤسّس التيار الشعبي والجبهة الشعبية بتونس، حيث انعقدت ندوة بعنوان “راهن المغرب العربي ورهانات الاستقرار والبناء” وتناول المشاركون بالدّرس الوضع الراهن وكلفة الفرص المهدورة في المغرب العربي والمخاطر التي تتهدّد المنطقة في ظلّ المتغيرات الجيواستراتيجية التي يشهدها الوطن العربي والعالم. كما استعرضوا نشأة فكرة اتحاد المغرب العربي، وتطورها منذ حركة نجم شمال افريقيا، ونشأة حركات التحرر الوطني ثم تبلور هذه الفكرة في مؤتمر طنجة التاريخي وقيام الاتحاد المغاربي بعد ذلك.

وأكّد المشاركون على التعثّر الكبير في مشروع بناء الاتحاد المغاربي والوهن الذي وصل إلى حدّ التلاشي للمؤسسات الرسمية والشعبية خاصة بعد أحداث ما سمي بالربيع العربي.

إن المقاربة القطرية المستندة الى وطنية ضيّقة قد وصلت إلى حدودها القصوى، ولم يعد بإمكانها إخراج البلدان المغاربية من الوضع المتردّي الذي توجد فيه، وباعتبار أنّ كل تأخّر في تحقيق المشروع المغاربي يصاحبه تدهور في الأوضاع المعيشية لشعوبه وانسداد آفاق العمل أمام شبابه. لذلك وجب علينا إطلاق عمل شعبي دؤوب من اجل وضع حد لهدر الطاقات في تنافس عقيم بين حكومات بلدانه والقوى المرتبطة بها، والعمل على تكوين قطب اقتصادي اقليمي يتوفر على كل مقومات النهوض الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والتطور الحضاري، فالشراكة الاستراتيجية وحدها المدخل الضروري للازدهار والتقدم الاجتماعي والتنمية البشرية لكل أقطار المنطقة.

وأمام فشل كل الرهانات المنفردة لدول المغرب العربي خاصة على المستوى الاقتصادي على الدول الغربية وغيرها وأمام المخاطر المحدقة بالمنطقة اقتصاديا واجتماعيا وامنيا نتيجة اسقاط الدولة الليبية وانتشار الجماعات الارهابية في كامل دول الساحل والصحراء لم يعد أمامنا الا العمل من اجل اعادة مشروع وحدة الاقطار المغاربية للواجهة من خلال عمل شعبي منظم تشارك فيه شخصيات وأحزاب و مؤسسات مجتمع مدني ومثقفين وفنانين هدفه خلق حالة وحدوية مغاربية للدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية والحفاظ على امن المنطقة واستقرارها وحماية استقلالها الذي دفعت من أجله ملايين الشهداء.

إنّ الاحزاب والشخصيات المغاربية المجتمعة بتونس، وإيمانا منها بحتميّة وحدة المغرب العربي ووعيا منها بخطورة الأوضاع الراهنة في منطقتنا والوطن العربي عموما وإسهاما منها في تهيئة الظروف لقيام مشروع وحدوي يحقّق طموحات الجماهير الشعبية في الحياة الكريمة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية يؤكّدون على ما يلي:

1/ أن اتّحاد أقطار المغرب العربي هو القادر على تحقيق طموحات شعوب المنطقة والاستجابة للمتغيّرات الكبيرة التي يشهدها العالم حيث لا مكان إلا للتكتّلات الاقتصادية والسّياسية والعسكريّة الكبرى.

2/ تحقيق وترسيخ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية والتنمية المستقلة داخل البلدان المغاربية في ارتباط بالأمن بمعناه الشامل ويتطلّب ذلك:

  • تفعيل كافة القرارات والاتفاقيات في إطار معاهدة الاتحاد المغاربي المبرمة في مراكش سنة 1989
  • بناء شراكة استراتيجية بين الاقطار المغاربية في افق اندماج اقتصادي بما يضمن:

        * حرية تنقل الأفراد وتدفق السلع والخدمات والاستثمارات في دول المغرب العربي كمرحلة أولى   للوصول الى سوق مغاربية مشتركة وعملة موحّدة.

        * إنشاء مشاريع اقتصادية مشتركة وتنشيط التجارة البينية المغاربية

       * ربط البنية التحتية للأقطار المغاربية من خلال شق الطرقات السيارة والسكك الحديدية وتدعيم النقل الجوي والبحري؛

       * توحيد تدريجي للقوانين والتشريعات ومناهج التعليم العمومي؛

       * إحداث مؤسسات للبحث العلمي والتكنولوجيا تتعاون وتتفاعل؛

       * بناء شبكات منظمات مجتمع مدني مستقلة عمالية وطلابية وثقافية وحقوقية وبيئية.

     * التوظيف الخلاّق لعلاقات دول المنطقة بإفريقيا كمجال حيوي للتّجارة والاستثمار والتّعاون وكبديل مستقبلي عن التبعيّة العمياء للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية.

3/ تحمّل القوى الشعبية والديمقراطية المغاربية المؤمنة باتحاد الأقطار المغاربية لمسؤوليتها والمبادرة إلى توعية النخب والجماهير بأهمية المشروع المغاربي وضرورته الحتمية للتغلب على حالة التجزئة والتخلف وتدارك التأخر التاريخي في منطقتنا.

4/ دعوة القوى الوطنية في كل المغرب العربي من اجل الضغط على حكومات اقطار المغرب العربي لتنسيق سياساتها الخارجية تجاه القضايا المغاربية وفي طليعتها الازمة التي تعيشها ليبيا على قاعدة وحدة واستقرار وسيادة هذا البلد واحترام ارادة شعبه ودعمه في محاربة الارهاب والمليشيات وإعادة بناء دولته ،كذلك توحيد الرؤية حول ما يحصل في الوطن العربي بما يمكن من دعم الاستقرار ووضع حدّ النزاعات والتصدي للإرهاب ولعب دور ايجابي من اجل ايقاف الحرب العدوانية على سوريا واليمن ومساعدة بقية الأقطار على معالجة مشاكلها بعيدا عن التدخلات الخارجية .

5/ العمل من أجل التصدي لكل محاولات التطبيع والاختراق الصهيوني للمغرب العربي وتصعيد وتيرة العمل من اجل دعم المقاومة كخيار استراتيجي لتحرير فلسطين وكل الأراضي العربية المحتلة.

6/ مناهضة كل أشكال الاستعمار والرأسمالية المتوحشة وكافة أشكال الهيمنة والاستغلال الذي تمارسه الدول أو الهيئات المالية العالمية أو الشركات متعددة الجنسية.

7/ التأسيس لإعلام مغاربي بديل يخدم المشروع الوحدوي ويلتزم بالقيم الاعلامية النبيلة ويوسع دائرة الاهتمام بالقضايا المغاربية والعربية بما يمكن المواطنين من الاطلاع على الفرص المتاحة في المغرب العربي لتطوير حياتهم وتحقيق طموحاتهم.

8/ دعوة الاحزاب السياسية ومنظّمات المجتمع المدني والنخب لوضع قضية وحدة المغرب العربي كخطوة نحو تحقيق الوحدة العربية في اولويات برامجهم وخطط عملهم.

9/ العمل على خلق واقع شعبي يتجاوز خلافات الأنظمة ويفرض الوحدة على الأرض بتنسيق وتشبيك العمل على مختلف القطاعات والمكوّنات.

10/ تشكيل هيئة مغاربيّة للقوى الشّعبية والدّيمقراطية المؤمنة بالوحدة المغاربية للتّنسيق والمتابعة تتّخذ المواقف المشتركة من القضايا المطروحة تجتمع دوريا وتشرف على القيام بالأبحاث والدراسات حول الموضوع وتقوم بتوعية الجماهير بأهمّية الوحدة المغاربية وانعكاساتها الإيجابية في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأمنية.

تونس في 23 جويلية / يوليو 2017

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×