الرئيسية / صوت الثقافة / “الليالي السّود” لعبد الجبار المدّوري:
“الليالي السّود” لعبد الجبار المدّوري:

“الليالي السّود” لعبد الجبار المدّوري:

أصدر الرّوائي عبد الجبّار المدّوري روايته الجديدة خلال شهر ماي الجاري بعنوان “الليالي السود” وهي رواية من نوع الخيال السياسي. وتدور أحداثها في المستقبل عندما أفاق الشعب التونسي على خبر مرعب يتمثل في تمكن تنظيم “داعش” الإرهابي من احتلال مدينة قفصة وإعلانها ولاية تابعة له وهدّد باستعمال السلاح الكيمياوي في صورة تعرّضه إلى هجوم من القوات المسلحة التونسية.  بطل الرواية هو صحافي يعمل في تونس العاصمة ثم يحاول التسلل إلى قفصة لنقل الأحداث فتواجهه صعوبات كبيرة…

1-833479

وتتواتر أحداث الرواية بشكل سريع ومشوق ما يجعل القارئ لا يفارقها إلا عندما تنتهي… رواية الليالي السود هي رواية الرعب الإرهابي. لكنها أيضا رواية المقاومة والصمود في وجه التحجر والانغلاق، وهي إنذار بأنّ الإرهاب ليس بعيدا عنّا وأنّ ما حصل ويحصل في البلدان العربية من سيطرة “داعش” على مناطق بأكملها يمكن أن يحصل في تونس أيضا…

والرواية لا تتوقع حدوث الفعل بقدر ما هي تنبّه إليه وتجعل منه حافزا لتوطيد الوحدة الوطنية والتأكيد على أنّ الشعب التونسي عصيّ على الإرهابيين مهما بلغوا من قوة. ما يميز رواية “الليالي السود” هي أنها أول رواية عربية في الخيال السياسي ولم يسبق لأي كاتب عربي أن تناول هذا النوع من الكتابات في رواياته، وكل ما هناك هو توصيف للواقع من زوايا مختلفة وليس استباقا للواقع. يُذكر أنّ عبد الجبار المدوري اختصّ في كتابة الرّواية السياسية الاجتماعية، وقد كتب ثلاث روايات وهي “أحلام هاربة” و”رغم أنفك” و”تحت الرماد” وكانت رواياته ممنوعة في عهد بن علي بسبب جرأتها السياسية وتخطّيها للخطوط الحمر وخرقها للممنوع السياسي ونقدها اللاّذع لسياسة الاستبداد التي كان ينتهجها بن علي وكشفها لواقع السجون والمعتقلات وما يعانيه المناضلون من قمع وتسلّط بأسلوب سهل ومشوق. وقد نشر كتاباته في السرية متحديا بذلك قوانين المنع التي فرضها الدكتاتورية ولقب بالكاتب الفلاق. وبسبب هذه الكتابات تعرّض المدوري للسجن والتعذيب عديد المرات وعاش في ظروف السرية القاهرة وقد أثرت هذه التجربة كتاباته وطبعتها بطابع واقعي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×