الرئيسية / صوت الثقافة / المهرجان الدولي للشعر بتوزر يكرّم فلسطين ويحرز نجاحا في التنظيم
المهرجان الدولي للشعر بتوزر  يكرّم فلسطين ويحرز نجاحا في التنظيم

المهرجان الدولي للشعر بتوزر يكرّم فلسطين ويحرز نجاحا في التنظيم

المهرجان الدولي الشّعر بتوزر،عرس شعري تونسيّ عانق الكونية منذ سنوات،له من العمر ستّ وثلاثين دورة،بهذا الصّيت، لن يمرّ المهرجان دونأن يحدث رجّة ويثيرلغطا بين مباركٍ وآخرلم ترق له أسماء الضيوف. في الواقع،هذا المهرجان هو حلم ومحطّة كلّ شاعر رام التميّز والإشعاع، لذلك لن نبخس حقّ هؤلاء في التّواجد والمشاركة والنقد والانتقاد،ولكنّنا ندعو هيئة التنظيم إلى مزيد الانفتاح لتشريك أكبر عدد ممكن من الشّعراء كي لا يحرم أحد.untitled-3

هذه الديباجة ليست من باب الإطراء أو الانتصار للمبارك أو المنتقد، ولكنّها رصد للتفاعل الذي حصل، وهو تفاعل إيجابي في مجمله مع مفخرة الساحة الثقافية.

في مدينة أنجبت عمالقة الشعر التونسي: أبو القاسم الشابي ومنوّر صمادح والميداني بن صالح ستقف على صعيد طيّب بجريده الذي يتنفّس الشّعر ويجيد الاحتفاء به وبالشعراء،التأمت هذه الدّورة بإحدى الوحدات الفندقية ذات الخمس نجوم وهذا الأمر أيضا أثار الكثير من اللّغط بالساحة الثقافية فطرح السؤال التالي “ما طعم الشعر بنزل الخمس نجوم؟” لست بباب الإجابة عن هذا التساؤل المشروع، ولكنّ طعم الشعر واحد في الصّحراء أو في النزل المرصّع بالنجوم، والسؤال الذي توجّب أن يطرح “لما لا يقرأ الشعر في الفنادق الرّاقية ؟؟ مادام قدّ ثمّن تاريخيا وكتب بماء الذّهب؟ “

انطلقت الدورة صباح يوم الجمعة 25 نوفمبر 2016 بحضور كوكبة من الشعراء التونسيين والاشقاء العرب والأصدقاء من كوبا واليابان وايطاليا وكانت فلسطين – جرحنا النازف – ضيفة الشّرف على الدورة،تواصل المهرجان اربعة  ايّام باعتبار يوم الخميس الذي تم فيه استقبال الضيوف، افتتحت الدورة بمعرض للكتاب من منشورات أبناء الجهة وآخر تشكيلي للفنان الجزائريّ الصادق بوديار، وكانت الكلمة الافتتاحية للسّلط الجهوية ولمدير الدورة الشاعر محمد بوحوش ورئيس الجمعية الشاعر عادل بوعقة وفسح المجال إثر ذلك لكلمة اتحاد الكتّاب التونسيين ولتكريم ضيفة الشرف فلسطين من خلال عرض شريط رمزي يجسّد ملحمة صمود الشعب الفلسطيني، واختتم الافتتاح بالقراءات الشعرية لشاعر فلسطين وضيف الدورة “سليمان الدغش” والشاعرة السورية أحلام غانموكرّم الشاعر التونسيّ محمد الهاشمي بلوزة.

الجديد في هذه الدورة أنها لم تقتصر على مكان واحد، وحاولت أن تغطّي بعض المعتمديات المجاورة من ذلك أنّها قد عقدت بدار الثقافة “دقّاش” جلسة علميّة مسائيّة وكان مدارها المواضيع التالية:

– فضاء الذاكرة / ذاكرة الفضاء من خلال العالم زهرة لمحمد بوحوش و”أبحث عن وطن في وطني” لعادل بوعقة (د. عثمان بن طالب)

– فضاء الكتابة وأسئلة الغياب (“الغيمة” لشكري ميعادي نموذجا) تقديم الد. سمير السحيمي

– “الفضاء وبناء المعنى في الشعر العربي المعاصر”قراءة في نماذج شعرية تونسية (د. محمد الصالح البوعمراني)

– دلالات الفضاء اللغوي (د. يوسف بديدة من الجزائر)

تواصلت القراءات الشّعرية ليلا لكوكبة من الشّعراء الحاضرين بنفس الوحدة الفندقية، وفي الغد أيضا بمنطقة تمغزة.ولا يسعنا المجال هنالذكر جميع الأسماء المشاركة لذاك نعتذر منهم جميعا.

ليلاً، كان الموعد مع الفنّ التونسي الملتزممن خلال سهرة أحياها الفنان نبراس شمّام برفقة مجموعة البحث الموسيقي تغنّى فيها بالمرأة التونسية المناضلة وحيّى فيها الشهيد شكري بلعيد بيوم عيد ميلاده الذي صادف السهرة.

في اليوم الأخير اختتمت التّظاهرة بتكريم الشعراء الضيوف والإعلاميين وأُعلِن عن فوز المبدعة “خولة المونة” بالجائزة الثانية في مسابقة الشباب، التي انتظمت على هامش المهرجان. وأخيرا تمت قراءة البيان الختامي الذي عبّرت فيه هيئة التنظيم عن مساعيها إلى مزيد تطوير المهرجان عبر الدّعوات الموجهّة لشعراء “كونيّين” من الحجم الثقيل وطالبوا بتوفير الدّعم لهذا المهرجان الذي صار مفخرة للمنطقة ولتونس والعالم.

جمال قصودة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×