الرئيسية / أقلام / الهاشمي الحامدي: كيف وظّف الوقفة التي دعا إليها اليوم في العاصمة؟
الهاشمي الحامدي: كيف وظّف الوقفة التي دعا إليها اليوم في العاصمة؟

الهاشمي الحامدي: كيف وظّف الوقفة التي دعا إليها اليوم في العاصمة؟

الهاشميحضر اليوم بشارع الحبيب بورقيبة قرابة الألف من المواطنين، لبّوا نداء صاحب “تيّار المحبّة”، الهاشمي الحامدي، الذي أعلن منذ اكثر من شهرين على موعد هذا التحرّك الاحتجاجي “العاصمي”، من أجل منحة بطالة والقطع مع “الحقرة” ول”تصحبح مسار الثورة”، حسب تصريحاته من لندن وعبر قناته الخاصّة “المستقلّة”.

كان الرّأي العام ينتظر أن يكون خطاب السيّد الهاشمي الحامدي الذي ألقاه أمام أنصاره والمارّة في شارع بورقيبة، والذي بثّته “الجزيرة مباشر” حاملا لبرنامج ملموس يضع الحكومة في الرّكن ويبيّن زيف ادّعاءاتها المتكرّرة بأن “لا حلّ لديها لمعظلة البطالة، وللتنمية الجهويّة”.. وكان من المأمول أن يكون خطابه عقلانيّا صادر عن شخصيّة سياسيّة قد تعتلي ذات يوم السلطة، فعليها أن تكون مجمّعة لكل التونسيّين وفوق كل انحياز لهذه الجهة أو تلك، لهذه الفئة او تلك.

إلاّ أن كل ذلك لم يكن. فقط جاءت كلمات صاحب حزب “تيار المحبّة” شعبويّة فضفاضة، تشحذ الأصوات لانتخابات قادمة أكثر منها دافعة لتوعية البسطاء ومن لا صوت لهم حتّى يدركوا طريق خلاصهم ويهتدوا ببديل واقعي وشعبي ووطنيّ.. ومن جهة أخرى جاءت كلماته ترشح حقدا جهويّا، مقسّما للتونسيّين حسب انتماءاتهم الجهويّة، أبعد ما يكون على “المحبّة” التي يتسمّى بها حزبه.

إنّ ملفّ البطالة هو فعلا مشكلة المشكلات، وهو النقطة السوداء لكل الحكومات المتعاقبة، لأنها على ما يبدو متهافتة على المواقع واقتسام كعكة الحكم، ومنغمسة في مشاكلها الداخليّة وصراعات قياداتها على التزعّم، وهي أيضا متعثّرة في حلّ القضايا الكبرى والمطالب التي رفعتها الثورة المجيدة، لأن جلّ الحكومات خالية من برنامج جديد يقطع مع السياسات التي هي بدورها أنتجت الأزمة وادّت إلى الثورة..ولكن، أيضا، ملفّ بهذه الأهمية وهذه الخطورة، لا يعالج بإذكاء النعرات الجهوية وتقسيم التونسيّين، بل بتوحيدهم على قاعدة مصالحهم في الحرية وفي العدالة الاجتماعية والسيادة الوطنيّة.

(ش.خ)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×