الرئيسية / صوت الثقافة / تنظيم أيّام قرطاج المسرحيّة وعلم الغيب
تنظيم أيّام قرطاج المسرحيّة وعلم الغيب

تنظيم أيّام قرطاج المسرحيّة وعلم الغيب

علمنا  أنّ وفدا من تنسيقية المسرح التونسي اجتمعت يوم الثلاثاء 04 جويلية 2017 مع وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين بمقر الوزارة من أجل النظر في تقدّم عمل اللجان المشتغلة على إصلاح القطاع المسرحي، حيث حدّد هذا الاجتماع من أجل طرح المشاكل الموجودة في إصلاح القطاع المسرحي والفضاءات الثقافية ودعم الإنتاج والتوزيع وتنظيم الدورة القادمة لأيام قرطاج المسرحية في هذه السنة.

وتبقى أيام قرطاج المسرحية وتنظيمها لهذه السنة في قيد الغيب نظرا إلى التراخي المهيمن على إدارة وزارة الشؤون الثقافية وإدارة المهرجانات. فالتركيز منصبّ هذه الأيام على المهرجانات الصيفية وعلى استكمال بقية الافتتاحات في الساحات المهجورة و”بروبغندا” التسويق لمدن الفنون التي تأتي بشكل مسقط طغى فيه الظرفي والموسمي على إعادة هيكلة القطاعات الفنية وطرق الإشراف عليها.

وإن كانت الوزارة تمدّ إحدى يديها في العلن لبعض اللّجان المستقلة التي تشتغل من أجل وضع تصوّرات وسياسات، كلّ في مجاله، فإنها تُخفي في اليد الأخرى قرارات وإجراءات تصاغ في الخفاء كأنها محاولات للجذب إلى الخلف، فهل يعلم الوزير بهذا ويباركه أم أنّ الإدارة العميقة في الوزارة أقوى منه؟

وإن كنا نعلم بأنّ الإصلاح لن يتمّ بسرعة وبأنه يتطلّب عملا متواصلا ونظرة شاملة لمنظومة الإدارة الثقافية العمومية فإننا نعلم كذلك بأنّ الإجراءات الاعتباطية وقرارات المكاتب المغلقة وفعل الشيء ونقيضه يفسد محاولة الإصلاح، بل ويُفقد أهل المهنة ثقتهم في الوزير وفي بطانته وكلّ هياكل الوزارة علما وأنّ هذه الثقة مهتزة إلى حدّ بعيد فلا ينقص المثخن بالجراح سوى رصاصة الرحمة لتأخذه إلى العالم الآخر.

ورغم أنّ الوزارة قد عيّنت الفنان حاتم دربال مديرا لهذه الدورة من أيام قرطاج المسرحية للبدء في الإعداد ورغم تمسّك التنسيقية بأهمية المحافظة على الدوريّة السّنوية للأيام إلاّ أنّ الوزارة لم تحرّك ساكنا ولم تلتفت إلى الوقت الذي يمرّ والذي سيؤثر بالتأكيد على جودة هذه الدورة وعلى حسن تنظيمها بل ويطرح التساؤل حول جديّة رغبة الوزارة في تنظيم المهرجان والمحافظة عليه.

يُذكر أنّ تنسيقية المسرح التونسي التي نظّمتها مجموعة كبيرة من القطاع من أجل مجابهة الوضع الصعب الذي يعيشه القطاع واقتراح حلول وبدائل لإعادة هيكلته من أجل إنقاذ المسرح التونسي من الاندثار ومن الانقراض اتّفقت مع وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين على سنوية أيام قرطاج المسرحية. إلاّ أنه بدا للعيان بأنّ مسؤول المهرجانات ليس له وقت لمهرجان المسرح نظرا إلى انشغاله بالمهرجانات الصيفية ونظرا إلى كون المدير السابق لأيام قرطاج المسرحية صرف ثلاثة أرباع الميزانية لدورة 2017. ورغم وعود الوزير الذي التزم منذ 22 مارس بتنظيم المهرجان فإنّ الوقت قد فات لتنظيم دورة محترمة، كما أنه وعد بإجراءات استثنائية لقطاع المسرح ولم ينفّذها.

لكن التنسيقية “مازالت مصرّة على سنوية أيام قرطاج المسرحية ضدّ قرار الوزارة حتى تفهم الإدارة أننا مازلنا على قيد الحياة” على حدّ تعبير أحد أعضائها.

  • حاتم بوكسرة

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

ثلاثة + 2 =

إلى الأعلى
×