الرئيسية / صوت الثقافة / خيمة الشعر “خيمة الحياة” بمدينة العلا
خيمة الشعر “خيمة الحياة” بمدينة العلا

خيمة الشعر “خيمة الحياة” بمدينة العلا

العلاn
تحاول دار الثقافة العلا نسج خيمة ابداعية تشبهها عمقا وبعدا في التاريخ والمجد. في الأيام الأولى من الليالي البيض السادس والعشرين من شهر ديسمبر تلحفت جدارن الحيطان وتزيّت الأنهج والشوارع باللافتات والمعلقات الداعية لهذا الحدث الذي يحاول ادخال مظهر الفرحة وابعاد شبح الموت وثقافة العدم وذلك بمواصلة ملتقاها السنوي في دورته الثانية والذي انتخبت له من الاسماء “خيمة الابداع”.
كان اللقاء بالجماهير الشعرية رائعا و بدا التنافذ على أوجه. لقد كان التواصل جميلا والحوار اجمل حيث اكد الحضور على زيادة تدعيم هذا الملتقى والعمل على تطويره كما وكيفا.. كان للشعراء الحاضرين اثر فعل السحر على الحضور الذين عبروا عن اعجابهم لما استمعوا اليه بكل تلقائية وحب.. لقد كان لسمير طعم الله والعكري يوسف البلطي والشابة شيماء زعرور والسيد السالك شطحات تنافذ معها الجميع ليضربوا مواعيد اخرى لهذا الفرح ولهذا الابداع المختلف، ايقاعا وتأسيسا.
لقد صادف وصولنا إلى مدينة العلا خبر عن الموت واليأس والاحباط الذّي دبّ في عقول وأفئدة وأحلام الأطفال في تلك الجهة النائية والتي تفتقد إلى الكثير من المسائل الأساسية التي تجعل من الحياة غاية ومن الوجود رهانا حقيقيا للأجيال القادمة، لكنها جهة تكتنز بكنوز الدّنيا من الطيبة والمحبّة وحفاوة الاستقبال.
ونكاية في الموت وشماتة في الظلام تسامقت القصائد اليانعة بلذّة الحياة لتبعث الأمل في الحضور، هذا الحضور الذّي طغى عليه الأطفال الذّين أناروا الخيمة بضوء اللامع في عيونهم وهم يستمعون بانتباه التلميذ ونشوة المتذوّق للشعر، وأذكر من بينهم الطّفل “فرات” الذي شدّ انتباه الشعراء بحضوره الدافء والمتميّز فأهدوه قصائدهم علّه يصاب “بفيروس الحياة” وحب الشعر والشعراء والفن فينقله لأترابه وأصدقائه ولما لا لمعلميه وأساتذته الذّين تغيّبوا رغم أنها عطلة وحضر هو ليحمل معه بعض هذه القصائد:

لأنك لست …
افرّ من اهلي و من لغتي
افرّ
كل الابواب انفلات
و المواقيت تصرّف اطراف شرعتها
تتلو تواريخ العزاء و انت
مدار لفلك قديم
و نجم تهاوى بلا اقنعه
ستخلع الاسماء اسماءها عند بابي
و تذرو تفاصيل وحشتها الرصيف
تهيّأ
للسقوط معان ليت تدركها
و تدري
ان المواجع صيّرتنا
وصرنا نسيّج بالأموات فرحتنا
و نسمو فوق المنابر و المعابر و السنن
هناك على مسافة دمعة امي و والدي
يقرآن فصول لهفتكم و تذوي المواويل
ارض المواجع ترحال و موعدنا
عند مواني القول ما نضبت رؤاي
هات حروفك
ذي حروفي مقاصل
تبري الزمان و للمكان وعود
و والدي
لو شاء غنّت اراضي الشعر نوبته
تعلّم
كل النساء اذا ناءت فراستهن بعبء
تناسلت عند الهزيع
ايها الواقف قرب ناي يتيم
لتعلن موتك و الفاجعة
اقرأ تفاصيل غربتك
تفاصيل غربتي و الضياع
اثنان نقترف المضي الى الرؤى
و نعود
مكبّلين و بألف حلم
بألف شوق
……………………………….
السيد السالك

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

13 + اثنا عشر =

إلى الأعلى
×