الرئيسية / صوت الثقافة / “عز الدّين قنون” الغائب الحاضر في أيام قرطاج المسرحية”
“عز الدّين قنون” الغائب الحاضر في أيام قرطاج المسرحية”

“عز الدّين قنون” الغائب الحاضر في أيام قرطاج المسرحية”

تفتتح الدورة الجديدة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية بعرض مسرحية المخرج المسرحي التونسي عز الدين قنون “غيلان” في لمسة وفاء لذكراه بعد سبعة أشهر عن وفاته..
وقنون هو أحد المبدعين البارزين في عالم الفن الرابع في تونس بفضل أعماله الفنية الناجحة، وقد حاز على الإجازة في الدراسات المسرحية من جامعة السوربون عام 1980، وبعد سنة أسس فرقة “المسرح العضوي”.
وعام 1985، قام قنّون بتحويل صالة قديمة للسينما كانت متداعية إلى منبع للفنون المسرحية.
وكتب قنون وأخرج عددا من الأعمال المسرحية أبرزها “المصعد” عام 1994 و”طيور الليل” عام 1996 و”حب في الخريف” عام 1997 و”نواصي” عام 2000 و”ولنتكلم بصمت” عام 2003.
كما مثل في عدة أفلام تونسية أبرزها “شيشخان” لمحمود بن محمود وفاضل الجعايبي و”موسم الرجال” لمفيدة التلاتلي و”أوديسة” لإبراهيم باباي.
ويعتبر قنون الذي أسس أول مركز أفريقي عربي للتأهيل والبحوث المسرحية عام 2011 من أبرز المدربين المسرحيين، وأقام عدة دورات تدريبية في بلدان عربية وغربية.
ونال المسرحي التونسي الراحل العديد من الجوائز بالمهرجانات الدولية والوطنية، واختِير عضوا في الكثير من اللجان الدولية.
الافتتاح سيكون يوم 16 أكتوبر بداية من الساعة الرابعة و النصف بلمسة وفاء لقنون ثم يفسح المجال لعرض مسرحية غيلان اخر الانتاجات التي انجزها قبل ان يفارقنا…
«غيلان» هي حكاية الصراع من أجل المصالح الذاتية ونسيان مصلحة البلاد حكاية تغير المسؤولين وبقاء النظام ذاته، صرخة في وجه الظلم والأنانية والفقر والإرهاب والموت ودعوة للانتفاض من جديد من أجل حياة أفضل .
الكل متّهم والجميع بريء، الكل وطني والجميع خائن، الكل نظيف اليدين والجميع متورط في ملفات فساد، الكل باع الوطن والجميع يفدى الوطن بدمه إن أراد، “غيلان” قنون كغيلان المسعدي يكره الارض يريد التحليق في السماء ليست سماء افتراضية بل سماء الكرسي و السلطة، غيلان قنون تسانده ميارى السياسة ليحلق ويحاول الفوز باكثر الرتب و المناصب غير آبه بالطوفان.
في “غيلان” تتدافع الكراسي تتشابك الاوراق تختلف الطموحات ولكن الهدف واحد التأقلم مع الاسياد الجدد ومواصلة الفساد المالي والإداري والسياسي لتحقيق أرقى المناصب الفردية والمصلحة الذاتية على حساب الوطن، ابطال المسرحية جزء من التونسي، صحفي ومديرة بنك وفنانة وعاشق انترنات وسياسي جميعهم يتحركون لخدمة مصالحهم ومصلحة النظام، قبل الثورة هم رجال الحزب الحاكم كل منهم ينفذ الاوامر والتعليمات دون سؤال، بعد الثورة أصبحوا يبحثون عن طريقة للتودد للحاكم الجديد خوفا من المحاسبة .
«غيلان» هو تونس بعد الثورة، غيلان صرخة في وجه الظلاميين الذين غيروا أقنعتهم واصبح الإيمان سلاحهم ليقتربوا الى السلطة والنظام، نقد لأولئك الذين التحوا وألبسوا نسوتهم النقاب والجلباب لينثروا بعض إيمان يكون سلاحهم للوصول الى الحكم .
في “غيلان” إشارة الى ماحدث في تونس بعد 14 جانفي، الكل واحد ومصلحة الوطن فوق الجميع اتحد التونسيون وهتفوا بصوت واحد بإسم تونس الوطن-الأم التي تجمعهم وإن اختلفوا.
كل الممثلين على كراسٍ يتحركون يقفون وهم متمسّكون بكراسيهم، تمسكهم بالكراسي رسالة إلى السياسيين الذين يأبون ترك المناصب لغيرهم «تداول، ما عندناش تداول لا في سبرنا ولا عادتنا ولا ثقافتنا عندنا ثقافة التدافع» هكذا يقول البحري الرحالي رئيس المجموعة حين يخبره احدهم انه حان وقت التداول على السلطة.
في غيلان يصبح الكرسي جزء من جسد الممثل جزء لا يمكن فصله عنه «نحبك نموت عليك، استطيع التخلي عن نفسي وروحي أفارق اولادي واحبابي واكبادي ولن استطيع فراقك» هكذا هو الحب بين صاحب السلطة والكرسي حب يتحول الى مرض فمن يمسك كرسي السلطة يأبى تركه كما فعلت الترويكا التي انتخبت لعام فبقيت في الحكم لثلاثة أعوام وسياسيوها يؤكدون انهم لا يرغبون في السلطة «الكرسي أفيون لا اريد ان اشفى منه».
وعن “غيلان”، قال قنون إنها أوّل مسرحيّة عرضت بعد ثورة 14 جانفي من إخراجه ومن نصّ ليلى طوبال، تقدّم وصفا للواقع السياسي التونسي من خلال الشخصيات.
وأوضح المخرج المسرحي أن عنوان “غيلان” هو جمع كلمة “غول” وتعني الشيء المخيف للتعبير عن الوضع في تونس قبل ثورة 14 جانفي وبعدها في انتظار اكتشاف “غيلان” الغدّ.
ما الذي تغير في البلاد بعد الثورة؟ هل حوسب المخطئون ؟ هل فتحت ملفات الفساد؟ هل اعتذر من نهبوا خيرات البلاد الى الشعب؟ ما دور الإعلام في لعبة السياسة؟ كيف يتعامل صاحب المال مع الدولة؟ أسئلة طرحها الراحل عز الدين قنون في المسرحية..

جمع وإعداد: منير الفلاح

قنووون قنونقننون

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×