الرئيسية / أقلام / مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف: تظاهرة على درب الإبداع لنتبنى المشاريع الجدّية حتى يكتمل المشروع
مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف:  تظاهرة على درب الإبداع لنتبنى المشاريع الجدّية حتى يكتمل المشروع

مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف: تظاهرة على درب الإبداع لنتبنى المشاريع الجدّية حتى يكتمل المشروع

وهيبة العيدي متخرّجة من معهد الموسيقى والمسرح بالكاف

وهيبة العيدي متخرّجة من معهد الموسيقى والمسرح بالكاف

لم يترك مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف لحظة الإبداع الأولى تمرّ دون أن يقتنصها ليحوّلها إلى تظاهرة تحمل في طيّاتها حلم خرّيجي المعهد العالي للموسيقى والمسرح بعرض أعمالهم أمام الجمهور العريض، وبإخراج أعمالهم من رفوف المعهد.  تظاهرة تحاول التأسيس لعلاقة حقيقية وواقعية بين مؤسسات التعليم المختصة في فن المسرح والمؤسسات العمومية الإنتاجية المهتمة بنفس الشأن، وهي مبادرة على درجة من الجدّية والأهمية إذا ما رصدنا تاريخ مشاريع التّخرّج التي لم ترى النور منذ تمّ عرضها أمام لجنة التقييم العلمي لنيل شهادة التّخرج.. فحسب علمنا لم يصل إلى خشبة المسرح من تلك الأعمال إلاّ العمل المعنون بـ”طرق عساليج ».

خمسة أيام من يوم 21 إلى 25 جوان الجاري، افتتحت بعرض “برج الوصيف” للشاذلي العرفاوي وإنتاج المسرح الوطني بعد أن جابت شوارع الكاف مجموعة من طلبة المعهد مشيا على العِصِيّ، لكن أهم ما يشدّ الانتباه في يوم الافتتاح هي الأعمال التي أفرزتها مختبرات المركز مع مجموعة من الأطفال الذّين أفصحوا عن قدرات هائلة من جانب الأداء واللعب المسرحي، وهي تجربة ستثمر مع الوقت جيل على محبة كبيرة للركح ولزرع ذائقة جديدة تعيد للمسرح حضوره وجمهوره.. التظاهرة شملت ستة مشاريع تخرّج تراوحت قيمتها الفنيّة والإبداعية بين الجيّد والمتواضع، لكن ما يلفت الانتباه هو أن التقييم والمجادلة أثناء المناقشة لم يراعي هذا التفاوت بقدر ما شاب هذا التقييم من محاباة للمشرفين على هذه المشاريع، وهي مسألة في حاجة إلى المراجعة حتى نحافظ على قيمة الشهادة المتحصّل عليها.. فالتقييم العلمي أمانة ومسؤولية في الدّفاع عن مستقبل المسرح عموما وجدّية التحصيل العلمي من جهة أخرى.. مثّل مشروع الطالب قيس عمايرية المعنون بـ”منازيس” مفاجأة حقيقية يرقى إلى مستوى الأعمال المحترفة أو يفوقها من حيث التّملك لأبجديات اللعب المسرحي وتوظيب المكان والإضاءة علاوة على الموضوع الذّي يعالج قضايا مصيرية حارقة تشق مجتمعنا اليوم، من ظاهرة الشعوذة إلى طاعون الإرهاب. التظاهرة بانفتاحها على تجارب شبابية تحمل راهنية طرحها مضمونيا وفنيا هي بذاتها مكسب للمركز وفرصة حقيقية لاكتشاف طاقات جديدة.. يبقى السؤال المهم متى يسمح للطلبة استغلال مشاريع تخرّجهم الجدّية في تجربة الاحتراف بعد تخرّجهم خاصة وأنها على قيمة عالية وتحمل شغف البحث والتجربة الأولى التي غالبا ما تضيع في زحمة الأيام ووطأة الشاغل الاجتماعي. على مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف أن يواصل في باب المبادرة ويعمل على تبنّي بعض المشاريع وإدماجها في عالم الاحتراف ووضع الطلبة الّذين تخرجوا على سكّة حياة الإبداع ومواصلة الإحاطة بهم وبذلك يكتمل المشروع.

بقلم: وهيبة العبيدي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×