الرئيسية / أقلام / علي البعزاوي: “سباق الأشهر الأخيرة”
علي البعزاوي: “سباق الأشهر الأخيرة”

علي البعزاوي: “سباق الأشهر الأخيرة”

ali-234x300بينما كان العالم مشدودا إلى ضربات داعش في باريس التي خلّفت عشرات القتلى والجرحى وأربكت السلطات في “الإيليزي” وهزت كل دول الاتحاد الأوروبي والعالم، تتحرك القاعدة في مالي لتحتجز عشرات الرهائن في إحدى نزل باماكو.
ولئن انتهت العملية بتدخل قوات خاصة مشتركة أسفرت عن سبعة وعشرين قتيلا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا هذه العملية الآن؟ وماذا تريد القاعدة؟
الصراع على أشده في سوريا بين جبهة النصرة المنتمية للقاعدة وبعض أتباعها من المجموعات المسلحة من جهة وداعش من جهة أخرى. مدار الصراع هو محاولات السيطرة على بعض المناطق والبلدات والقرى سواء في ريف حلب المتاخم للحدود التركية أو في ريف دمشق… القاعدة تحاول تحويل أنظار العالم عن “انتصارات” داعش وتأكيد حضورها في سوريا استعدادا للمرحلة القادمة خاصة بعد إجماع دول العالم على ضرورة هزم داعش باعتبارها الخطر الأكبر، مثلما تحاول السيطرة على شمال إفريقيا والصحراء ظنّا منها أنها مجالها الحيوي، تحسّبا لانتقال الصراع من بلاد الشام والعراق إلى ليبيا ومنها إلى باقي دول المغرب العربي.
وما يزيد القاعدة استنفارا هو ضعف الحضور الداعشي في منطقة شمال إفريقيا وتردّد بعض المجموعات المسلحة بين الالتحاق بداعش أو البقاء ضمن تنظيم القاعدة.
المعركة إذا معركة وجود ومحاولة لفرض الذات واستثمار اللحظة. ومن المنتظر أن تتصاعد عمليات القاعدة في دول المغرب العربي وفي تونس تحديدا لتأكيد الحضور واستيعاب الخلايا الإرهابية النائمة والمتحركة من جهة، وسد الباب أمام الدواعش التي قد تقذف بها تطورات الأوضاع في سوريا والعراق الى ربوعنا من جهة أخرى.
معركة القاعدة والدواعش في تونس وباقي دول شمال إفريقيا لا أفق لها. لقد اكتوى الشعب الجزائري الشقيق بنار إرهاب القاعدة ولن يسمح لها ولداعش بالسيطرة على الجزائر. الشعب التونسي وقواه الديمقراطية والتقدمية والمدنية قادرة على ربح المعركة سياسيا وإعلاميا وعلى مستوى تعبئة الشارع الذي لا يمكنه التعويل على ائتلاف حاكم متآكل وآيل للسقوط.
وتبقى الشقيقة ليبيا مصدر الخطر الأكبر في المنطقة باعتبار الحضور الهام للمجموعات والتنظيمات الإرهابية على أراضيها. لكن الشعب الليبي متفطن وينتظر مساعدات خارجية حتى يلعب جيشه الوطني دوره في المعركة وهو قادر على فرض حل سياسي للأزمة قبل أن تستفحل وتفتح المجال للمجاميع التكفيرية للسيطرة على ليبيا.

 (علي البعزاوي: عضو ل. مركزية لحزب العمال)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×