الرئيسية / صوت الجبهة / واحد يزرع والآخر يحصد 
واحد يزرع والآخر يحصد 

واحد يزرع والآخر يحصد 

تعتبر الفلاحة في تونس العمود الفقري وركيزة أساسية للاقتصاد، فهي تساهم بقسط كبير في توفير العملة الصعبة من خلال تصدير بعض المنتوجات الفلاحية. كالزيت والتمور والقوارص… كما أنها توفر اليد العاملة وتخفف من عناء البطالة لجانب كبير من المنقطعين عن الدراسة وحتى أصحاب الشهائد العليا وجدوا فيها ملاذا عندما تقطّعت بهم السبل في إيجاد وظيفة في القطاع العام والخاص.

وإلى جانب كل هذا، فالفلاح التونسي يعمل بكل جد وعزم ليلا نهارا متحديا العوامل المناخية الصعبة ليوفر منتوجا يلبي حاجيات السوق والمستهلك في الآن نفسه. وكان يأمل من الحكومات المتعاقبة بعد الثورة أن تحمي هذا القطاع المهم. إلاّ أنه تعرض إلى التهميش وإلى هجمة كبيرة وإهمال لا يطاق فأصبحت مستلزمات العمل باهظة الثمن ومفقودة في أغلب الأحيان. كالأسمدة والبذور والآلات الفلاحية والمحروقات…

كما كبلت أداءه الزيادات المشطة المسلطة على هذه المواد وفي أسواق الجملة وعند اقتنائه للمعدات الفلاحية وفواتير الكهرباء. وزيادة إلى هذه الصعوبات لقد أصبح الفلاح مهددا بإتلاف منتجاته وهجر مزرعته. ففي كل مرة يكابد ويشقى ويقدم التضحيات البدنية والمالية ممنيا النفس أن يحقق إنتاجا وربحا يحفظ له كرامته وكرامة أبنائه ويمكّنه من الإيفاء بتعهداتها من ديون للبنوك والمؤسسات الفلاحية وشركة الكهرباء… لكن للأسف لقد امتلأت الأسواق ببضائع أجنبية كاللحم والحليب والبصل والثوم والتفاح و… بدعوى ندرة المنتوج وحماية المستهلك، فنحن كفلاحة نتساءل؟ هل التفاح “الإسرائيلي” مفيد أكثر من تفاح سبيبه؟، هل السكر البرازيلي أحلى من سكر باجة؟، هل القلوب البيضاء تقتل الوقت أكثر من القلوب السوداء؟، هل الثوم الصيني أفيد أكثر من ثوم تونس؟، هل الحليب البلجيكي أكثر دسامة من حليبنا؟

فهل يعقل مثلا نحن فلاحو سيدي بوزيد بدأنا جمع صابة الثوم بداية من شهر مارس ونبيعه بسعر أقل من 500 مي الكلغ في حين تكلفته تفوق 900 مي ثوم أخضر والسبب هو إغراق السوق بهذه المادة من طرف الدولة بمنتوج أجنبي ويبيعونه بسعر 7 د كلغ وأكثر. فبهذه الطريقة يصلح حال الفلاح وحال كل القطاع؟ من المستفيد من ذلك؟ من يقف وراء التوريد العشوائي؟

نحن نسأل علماء الرياضيات فك هذه المعادلة الصعبة علنا نحن الفلاحة أميين.

يقومون بالتوريد العشوائي تحت غطاء حماية المستهلك وتعديل الأسعار “هذا التعديل وإلا بلاش”.!!! فمن أين جاءتهم العملة الصعبة؟ لقد قالوا عندما انقطعت الأدوية عن الصيدلية المركزية لأشهر ليس لنا عملة صعبة. فهل حكومتنا وجدت كنزا لتوريد المنتوجات الفلاحية؟.

نحن التجأنا إلى جريدتنا “صوت الشعب” صوت العامل والفلاح لتقف إلى جانبنا لأنّ الوضع ينذر بثورة الجياع “

رياض حامدي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×