الرئيسية / صوت الوطن / المهمة عسيرة لكن النصر آت / بقلم علي البعزاوي
المهمة عسيرة لكن النصر آت / بقلم علي البعزاوي

المهمة عسيرة لكن النصر آت / بقلم علي البعزاوي

 الكثيرون يقذفون اليوم الشهيد محمد البوعزيزي ويصفونه بابشع النعوت ويعتبرون الثورة التونسية انقلابا ومؤامرة مدبرة من الخارج.لقد اطلقوا عليها بدون خجل “ثورة البرويطة” وهو توصيف فيه الكثير من الاحتقار ل”البراوطية” كفئة كادحة وللشعب التونسي الذي قام بثورة نوه بها الشرق والغرب وكتبت حولها النصوص والمقالات التحليلية بهدف الاستفادة منها والنسج على منوالها.untitled-1

لا شك ان الرجعية الحاكمة تقدمت اشواطا في الالتفاف على الثورة بدعم اقليمي ودولي.وهي تسيطر على مشهد الحكم وتمضي قدما في تطبيق الوصفات الجاهزة التي تطلقها مؤسسات النهب الاستعماري غير عابئة بانعكاساتها السلبية من انكماش اقتصادي وتهميش وتفقير ودهورة للقدرة الشرائية وتراجع للخدمات الاساسية وتخلي عن السيادة الوطنية.

الخيارات التابعة والوصفت الجاهزة دمرت عديد البلدان وربطت اقتصادياتها بكبرى الشركات والدول الناهبة لثروات الشعوب.والائتلاف الحاكم يصر على انتهاجها غير عابىء بما ينتظر البلاد من كوارث على كل الاصعدة.

 لكن مافات الائتلاف الحاكم هو ان اسباب الثورة الاجتماعية تكبر وتنمو وحالة الغليان ما تنفك تعتمل في القطاعات والجهات ولو بشيء من البطء.والثورة لا تعني تغيير الاشخاص والحكومات بل اساسا الاختيارات والبرامج.

 تونس بحاجة الى بديل وطني ديمقراطي شعبي وفريق حكم منحاز للشعب بمختلف فئاته باستثناء الاقلية المافيوزية التي تبيع البلاد لتراكم الثروات مستفيدة من تعطل الدولة وتواطؤ اجهزتها المخترقة.فريق يفتح الآفاق امام التونسيات والتونسيين ببعث مؤسسات الانتاج في القطاعات الاستراتيجية وفي الجهات الغنية جميعها بثروات طبيعية هائلة والقادرة على خلق الثروة والتشغيل والعيش الكريم.فريق يضمن سيادة البلاد وكرامتها التي فرطت فيها الانظمة العميلة المتتالية منذ اتفاقية 1956 الى اليوم.

 المسار الثوري مازال مفتوحا على كل الاحتمالات وتونس بحاجة الى الجديد قيادة وبرامج ما على القوى الثورية والتقدمية ومؤسسات المجتمع المدني الديمقراطي سوى الايمان بقدرتها على التغيير والعمل المنظم من اجل بلوغ الاهداف.

 بهذا نعيد الاعتبار للشهيد محمد البوعزيزي ونعيد الكرامة لشعب تونس ونؤكد لكل العالم اننا قمنا بثورة حققت اهدافها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

تسعة عشر − 5 =

إلى الأعلى
×