الرئيسية / عربي / ندوة باريس حول الصراع “الفلسطيني ـ الإسرائيلي”: مجرّد تبرئة ذمّة للمنتظم الأممي أمام عجزه المزمن في حلّ القضيّة
ندوة باريس حول الصراع “الفلسطيني ـ الإسرائيلي”:  مجرّد تبرئة ذمّة للمنتظم الأممي أمام عجزه المزمن في حلّ القضيّة

ندوة باريس حول الصراع “الفلسطيني ـ الإسرائيلي”: مجرّد تبرئة ذمّة للمنتظم الأممي أمام عجزه المزمن في حلّ القضيّة

احتضنت باريس خلال الأسبوع المنقضي ندوة دولية حول الصراع “الفلسطيني ـ الإسرائيلي” كما يحلو لهم تسميته، حضرها ممثّلون عن سبعين دولة وغاب عليها طرفا النزاع. وانعقدت هذه الندوة بضعة أيام فقط قبل استلام دونالد ترامب مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده إلى القدس، أي اعتبارها عمليّا عاصمة للكيان الصهيوني، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والمجتمع الدولي. كما تأتي الندوة بعد بضعة أسابيع فقط من إصدار مجلس الأمن قرارا يدين السّياسة الاستيطانية للكيان الصهيوني، ولم تعطّل الولايات المتحدة إصداره إذ اكتفت بالاحتفاظ بصوتها، وهي المرّة الأولى التي لا تعترض فيها الولايات المتحدة على قرار يُدين إسرائيل منذ سنة 1979.paris_conference_paix_afp

وقد جدّد المشاركون في الندوة التزامهم بدعم حلّ تفاوضي لهذا الصراع على أساس مشروع الدولتين، مهدِّدين بعدم الاعتراف بأي خطوة يأتيها هذا الطرف أو ذاك بصفة أحاديّة، خاصة في ما يتعلق بقضايا الحدود والقدس واللاجئين. وناشد الحاضرون الفلسطينيّين والإسرائيليّين على المضيّ قدما في المفاوضات المفضية إلى سلام دائم.  وقد أشاد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بنتائج ندوة باريس واعتبرها خطوة في الاتّجاه الصحيح بينما ندّدت بها الإدارة الإسرائيلية واعتبرتها بلا جدوى، بل أنّ مثل هذه الندوات تُبعد الطرفين عن السّلام الحقيقي حسب بنيامين نتانياهو.

وقد تفادى المشاركون الإشارة في البيان الختامي إلى موقف الرئيس الأمريكي المنتخب، والذي يتعارض مع السّياسة الأمريكية التقليدية ويضرب عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة وخاصة منها المتعلّقة بوضع القدس والتي تعتبر القدس الشرقية أرضا فلسطينية احتلّتها إسرائيل سنة 1967 وألحقتها سنة 1980، الأمر الذي لم يعترف به المجتمع الدولي. وقد اعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن اعتزام الرئيس الأمريكي نقل السفارة إلى القدس هو عمل استفزازي يحتوي على مخاطر كبيرة، وذكّر أن أي حلّ للنزاع يجب أن يقوم على أساس احترام حدود 1967 وأهمّ قرارات الأمم المتحدة اللاحقة.

كما عبّر كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية على سعادته بتوصّل الندوة إلى إصدار بيان متوازن بما أنه “يندّد بأعمال العنف والتحريض على الكراهية من الجانب الفلسطيني”. أمّا وزير خارجية بريطانيا، فإنه عبّر عن احترازات تجاه نص البيان وبالتالي رفض الإمضاء عليه. وقد اعتبر الملاحظون أن ذلك يدخل في إطار التقرب من الإدارة الأمريكية الجديدة.

ولهذه الاعتبارات، فإن هذه الندوة الجديدة المتعلّقة بصراع بلغ سبعين سنة من العمر تأتي وكأنها فرصة جديدة لتبرئة الذمّة أمام عجز المنتظم الأممي والدول العظمى المتحكّمة في مصير العالم عن وضع أيّ من قراراتها حيّز التنفيذ. ويبقى الكيان الصهيوني في حماية جميع هذه الدول حتى تلك التي تُبدي كذبا نوعا من التعاطف مع الشعب الفلسطيني الرّازح تحت الاحتلال أو المشتّت في المهاجر.

مرتضى العبيدي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×