الرئيسية / صوت الثقافة / إلى المفروزين أمنيّا … إلى المعطّلين المجوّعين وكلّ المفقّرين…دائما وأبدا
إلى المفروزين أمنيّا … إلى المعطّلين المجوّعين وكلّ المفقّرين…دائما وأبدا

إلى المفروزين أمنيّا … إلى المعطّلين المجوّعين وكلّ المفقّرين…دائما وأبدا

إلى المفروزين أمنيّا … إلى المعطّلين المجوّعين وكلّ المفقّرين…دائما وأبدا

“إنّني أحسّ على وجهي بألم كلّ صفعة توجّه إلى مظلوم فأينما وجد الظلم فذلك هو وطني” (تشي غيفارا)

“إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغيّر المدافعين، لا أن نغيّر القضية” (غسّان كنفاني)

 وينتسبون في وطن إلى وطن…  87

ولا الأوراق تنفعهم…
ولا الأسماء ترفعهم…
ولا حقّا لهم وطن…

سوى الكلمات والتّجنيد والإيقاف والموتى…
يعيشون على وطن بلا وطن…
وتبّت يا أبا لهب…

لباب السّجن والصّندوق والسّلطان والمنفى…
وكلّ الوهم والأحلام عن بعض الّذي يأتي…
ولن يأتي…
ويمضي العمر في أسلوب “برمودا”…
وربع الحاكم الخالي…
ومن يبكي على الخازوق ذكرى بابه العالي…
وجاء الوحي و”الفرمان” من عتبات بيزنطه…
إلى شعب على وطن بلا وطن…
يرى السّلطان والخلفاء والكهّان والقيصر…
بوقت العرض قد جاؤوا لعرض الفتنة الكبرى…
بنفس الأرض والتّاريخ والشّعب الّذي يمضي…
ولا إثبات ينفعه عن الميلاد والأجداد والثوّار والماضي…
ولا معنى الأنا أصلا ولا القاضي…
بأرض الرّوم ضاع القوم لا ذكرى “لعلّيسه”…
ولا قرطاج تذكرهم…
سوى عبس وذبيان وحرب الأوس والخزرج…
وجلد الذّات ردف مناة، ردف اللاّت والعزّى…
هنا تونس، هنا الثوّار والأعراب والأحياء والموتى…
هنا الفقراء قد قتلوا ببنك الرّاهب الدّولي…
فلا الصّندوق والكرسي سوى فتوى علي بابا…
ولا معنى لما يأتي وما يمضي ولا الفتوى…
ولا التّفسير لا التّأويل لا التّنسيب في روما…
وكلّ خريطة الدّنيا ستنفعهم وتقنعهم…
بأنّ التّابع المخدوع لن يشقى ولن يعرى…
وضاع الحلم والتّفكير بالبنت الّتي تكبر…
وشكل الغيم إذ يعبر…
وهذا الحاكم الوطنيّ لا يعني لهم شيئا…
سوى ما تحتوى الكلمه…
وإن ضاعت تضيع البنت والشّفتان والبيت الّذي أقفر…
ولم يفتح ولو مرّه…
ويكتشفون أنّ السّارق الوطنيّ للثّوره…
وللأطفال للمخيال للكفّ التّي تضحى…
وهكذا كانت الكلمه…
طريقا لاغتيال الورد فوق الخد “هولاكو”…
وهذا الجزر والمدّ اغتيالا يحمل الأسرى…
على وطن بلا وطن ولا خبز ولا سكن…
وهذا العدل في الأحلام محمول بلا كفن…
ولا إثبات للمجهول والمنفيّ في الوطن…
إلى تأشيرة التّأجيل من نسبيّة الغرقى…
بشيء سوف يأتيهم وما انتبهوا…
بأنّ العمر يتركهم…

وأنّ الحاكم القرصان لم يأت لكي يسمع…
وكم يتعوّد المجهول يوميّا بأن يخدع…
وهل لليوم أن يرجع…
وكم يتعوّد المجهول أن لا ينتمي أبدا…
إلى النّاسوت في الكهنوت إذ خدعوه كم ينسى…
يعيشون على وطن بلا وطن…
وكم يتعوّد المفقود في الأحزان أن يرجع…
إلى العينين إذ تدمع…
إلى مشروع ما يأتي…
ولا ينتبهون أنّ اليوم لن يبقى…
ولا الآتي الّذي يمضي…
ولا ربّان “غلغامش”…
ولا المنسيّ في الهامش…
ولا السّجّان والحارس…

ولا المنفيّ والمنفى…
على وطن بلا وطن…

ويحتلمون أن يصلوا إلى المرسى…
ويحتلمون أن يتحصّلوا يوما…
على الجنسيّة الوطنيّة الكبرى…
بأرض الفتنة الكبرى…
ولا التّسويف ينفعهم…
ولا التّجنيس يقنعهم…
بأنّ الحلم يكفيهم وهم أسرى…

حسين الذوادي

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×