الرئيسية / صوت الجبهة / حمه الهمامي يُدين اغتيال خليفة السلطاني ويحمّل المسؤولية كاملة للحكم
حمه الهمامي يُدين اغتيال خليفة السلطاني ويحمّل المسؤولية كاملة للحكم

حمه الهمامي يُدين اغتيال خليفة السلطاني ويحمّل المسؤولية كاملة للحكم

أدان حمه الهمامي، في تصريح لـ “صوت الشعب”، العملية الإرهابية الجبانة التي ذهب ضحيتها الشهيد خليفة السلطاني، شقيق الشهيد مبروك السلطاني الذي كان ضحية timthumbنفس المجموعة الإرهابية أواخر 2015. وحمّل الناطق الرسمي للجبهة الشعبية المسؤولية كاملة للحكومة وللسلطة الجهوية موضّحا ما يلي: ” إذا كانت الحكومة تذرّعت في نوفمبر 2015، لتتملّص من المسؤولية، بالطابع الفجائي للعملية، فإنها، هذه المرة، لا مهرب ولا ذريعة لها. فبعد اغتيال الابن الأصغر، طالب الأهالي، وعلى رأسهم خليفة الذي استقبله وقتها رئيس الجمهورية نفسه بقصر قرطاج، بتوفير الحماية أوّلا وقبل كل شيء، لمتساكني “السلاطنية” حتى لا يبقوا لقمة سائغة للإرهابيّين أو يضطرّوا إلى الرحيل تاركين وراءهم أرزاقهم وأرضهم مرتعا لهؤلاء المجرمين . وكالمعتاد وعدت الحكومة بتوفير الأمن، دون أن تفي بوعدها. وقد تكلّمنا وقتها أكثر من مرّة في وسائل الإعلام ونبّهنا إلى خطورة الوضع، وأوضحنا أنّ أولويّة الأولويّات هي الأمن لضمان استقرار الأهالي وتمتّعهم بممتلكاتهم” .

وفي شهر نوفمبر الماضي، اتّصل بي أحد مواطني “السلاطنية”، وأعلمني أنه وعددا من أقاربه، قرّروا الرحيل إلى صفاقس لأنّ السّلطات تركتهم وجها لوجه مع الإرهابيّين وأنّ أحد المسؤولين واجه مطالبهم الأمنيّة وتحذيراتهم من إمكانية اعتداء إرهابي عليهم بما معناه: “لينا وليكم ربي”. وقد ذكر لي هذا المواطن، أنّ الأهالي تقدّموا إلى السلطات بمقترح وهو أن يوفّروا قطعة أرض للجيش لكي يقيم فيها نقطة مراقبة مع استعدادهم لمساعدة الجنود على القيام بمهمتهم.

ولكن لا حياة لمن تنادي وبعبارة أخرى فإنّ كل المعطيات تؤكد أنّ السّلطات المركزيّة والجهويّة والمحليّة (معتمدية جلمة) على دراية بالمخاطر المحدقة بالأهالي ولكنها لم توفّر لهم الحماية، وبالتّالي فإنّها تتحمّل اليوم بالكامل مسؤوليّة ما حصل لأنها تراخت ولم تتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية أهالي “السلاطنية”، مع العلم أننا نسمع اليوم أحد المسؤولين يعدّد ما حصلت عليه عائلة السلطاني من مساعدات مادية وكأن هذه المساعدات تبرّر عدم توفير الحماية الضرورية.

إنّ رأس المال الحقيقي لتونس هو الإنسان. هو بناتها وأبناؤها. وهذا يعني أنّ توفير الحماية لهم ينبغي أن يكون أولويّة مطلقة، بل إنّ توفير الحماية للتونسي أوّلا سيسهّل توفير الحماية لمؤسّسات الإنتاج ولغيرها من المؤسّسات التي تدرّ الأرباح.

ولكن حين يكون الرّبح هو الغاية، وليس الإنسان، فالمواطن الفقير يُترك وحده في مواجهة مصيره ولا تٌوفّر له أسباب الأمن اللاّزمة، بينما يقع تجنيد الفيالق من قوّات الأمن، بعنوان الحفاظ على مؤسّسات الإنتاج، لقمع الآلاف من أبناء هذه الجهة أو تلك (قفصة، قرقنة، الكاف، تطاوين الخ…) المطالبين بحقوقهم المشروعة.

إنّه الوجه الآخر لفشل منظومة الحكم الحاليّة العاجزة عن توفير الشّغل والصّحّة والتّعليم والسّكن والنّقل اللاّئق والبيئة السّليمة… والأمن للمواطن/المواطنة… ولكم طالبت الجبهة الشّعبيّة، التي اكتوت، مع الشّعب التّونسي بنار الإرهاب الأسود الذي استهدف زعيميها، شكري والحاج البراهمي، بمؤتمر وطني لوضع استراتيجيّة شاملة لمقاومة الإرهاب. ولكن لا حياة لمن تنادي.

إنّ طريق الكرامة صعب ولكن علينا السّير فيه حتّى النّهاية. ولا شكّ في أنّ غالبيّة فقراء تونس وكادحيها لن يغادروا أرضهم خوفا من الإرهاب ولن ينسحبوا من خطّ الدّفاع الأوّل في سفوح الجبال وفي “المداشر”، وسيقتدون بأجدادهم الذين واجهوا الاستعمار الفرنسي وجيوشه بصدور عارية وسيجدون أخواتهم وإخوتهم في كافّة الجهات إلى جانبهم. فحين يجدّ الجدّ “ما يبقى في الواد كان حجرو”.    

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×