الرئيسية / أقلام / ملاحظات حول طبيعة الصراع في الجبهة.
ملاحظات حول طبيعة الصراع في الجبهة.

ملاحظات حول طبيعة الصراع في الجبهة.

وحدها الحقيقة ثورية…استكمال مهام الثورة يتطلب الجراة والوضوح السياسيين .فأما وحدة ثورية أو افتراق ثوري . وعليه:
1 – ان الهدف الاصلي من الترشح للانتخابات لرئاسية في قاموس الثوريين ليس الفوز بهذه الانتخابات لان هذه الانتخابات ككل انتخابات تتم في اطار المنظومة البرجوازية محكومة بعدة اعتبارات تخدم مرشحي البرجوازية ( الاعلام، المال السياسي، التضليل الدعاىي، الدعم الخارجي ، محدودية الوعي السياسي ..) ان الهدف من خوض غمار الانتخابات هو قبل كل شيء التعريف بمشروع الجبهة الشعبية المستقل والمتمايز عن المشاريع اليمينية الظلامية منها والحداثوية والفاشية ، ان الانتخابات هي فرصة للتعريف بذلك المشروع السياسي والنضالي الثوري بما يخدم الجبهة مستقبلا ويساهم في مزيد التحامها بقاعدتها الطبقية والاجتماغية، انها فرصة للالتخام بالجماهير لاقناعها بمشروع الجبهة ، تثقيفها وتنظيمها وتخليصها من حالة الاستلاب السياسي . ان اختيار حمه الهمامي من قبل 8 احزاب من 9 تم من هذا المنطلق لكونه هو الاقدر على التعبير عن هذه الرؤية الثورية وقد رأت فيه القوى المرشحة له المجسد لروح المشروع الجبهوي بقيمه ومبادئه ..ان من دافع عن الدخول في حكومة الوحدة الوطنية ودعم شق من الامنيين ضد اخر ومن وراء ذلك شق في الائتلاف الحاكم ضدالاخر ومن صادق على قانون البنك المركزي وخالف موقف المجلس المركزي للجبهة في اكثر من مرة وادخل الارتباك على مناضليها ووفر لاعدائها خدمات مجانية واتاح لها مادة لتنظيم الهجوم علينا لا يمكن ان يؤتمن على مشروعنا مشروع الجبهة او يكون قادرا عاى التعبير عن رؤية الجبهة ومسلكيتها المناضلة والثورية وبالتالي المستقلة عن رؤية اليمين وفهمه للعملية الانتخابية اننا لن نقع في انحراف تغليب الموقع على الموقف ونريد ان نسم المعركة الانتخابية ببصمة المشروع الجبهوي اي ان نخوض الانتخابات وفق مقاربة نضالية مبدئية وثوريةوليس بمنطق التموقع والبراقماتية الدخوليةوالانتهازية. وبالمحصلة فان الصراع هو بين رؤيتين رؤية تتبناها اغلبية الاطراف بالجبهة ( جبهة سياسية ثورية) ورؤية يتبناها الموحد ( جبهة انتخابية ومساهمة في المنظومة)
2 – ان الانتهازية والاصلاحية وعبر التاريخ كانت تجد في الكلمات المغرية من قبيل الديمقراطية وتغيير الخطاب والتشبيب مدخلا لتمييع المسائل وخلط الخطوط وتلبيس الباطل بالشكليات المغرية.ان الديمقراطية عند الثوريين هي، من حيث الجوهر والمنطلقات، ديمقراطية المشروع والمضامين ( المشروع الثوري المنحاز للوطن والشعب) وهي من حيث الاليات ديمقراطية التوافق الرفاقي فان تعذر ذلك تحسم الخلافات عبر التصويت وانضباط الاقلية للاغلبية مع تأمين وحدة الممارسة .ان اختيار حمه الهمامي تم بالاغلبية المطلقة، ورغم تجاوزات الموحد واخراجهم للمعركة من الاطر التنظيمية الى فضاءات الاعلام البرجوازي حتى تكون مادة للتوظيف ضدنا من قبل اعداء الشعب والاستعانة على رفاقهم بالاعلام البرجوازي للابتزاز والضغط ، فاننا تحلينا بضبط النفس ورحابة الصدر والنضج السياسي وديدننا في ذلك الحفاظ على الجبهة موحدة بكل مكوناتهاولكننا ايضا اردنا توفير ضمانات الحفاظ على الثقة التي يقتضيها العمل الجبهوي المشترك (اشتراط ان يلتزم الموحد بقرارات مجلس الامناء وفرض انضباط المنجي الرحوي لهذه القرارات) ولكن الرفاق في الموحد والمتقاطعين م معهم في نهج تصفية الحسابات الضيقة ( نواب فقدوا ثقة احزابهم وثقة رفاقهمبالجهات التي ترشحوا عنها) خيروا مرة اخرى الهروب الى الامام والحاق الضرر بالجبهة بضرب كتلتها وشقها في الربع الساعة الاخير من العهدة البرلمانية ولم يراعوا في صنيعهم غير المسؤول هذا لا دماء الشهداء ولا اخلاقيات العمل السياسي الرفاقي والنضالي ولا ثقة ناخبيهم ولا تضحيات واتعاب مناضلي الجبهة وقواعدها خلال المعارك الانتخابية وفي كل المحطات التي تلت تشكيل الجبهة . ان المجموعة المستقيلة لا يحركها سوى امر واحد وهو لي الذراع وفرض الامر الواقع وتصفية الحسابات غير المبدئية وهو ما ستثبته الايام القادمة ( الاستحواذ على كتلة الجبهة والانخراط في مشروع اخر ) وما الشعار الديمقراطي الا الشجرة التي تخفي الغابة.
ان طرح فكرة الاستشارة الموسعة مع العلم بواقع الجبهة التنظيمي جهويا ومحليا ومع ادراك من هو المسؤول عن تعطل حملة توزيع الانخراطات كما الدعوة الى تنظيم ندوة وطنية في هذا التوقيت وفي ظل الاستحقاقات السياسية والانتخابية المطروحة لهو ضرب اخر من اسلوب المغالطة التي يعتمد اصحابه الجمل والفرضيات النظرية المغرية مع انهم يدركون ان الاكراهات الواقعية والموضوعية لا تسمح بتفعيل تلك الحلول .
3 – ان الاصل في الاشياء عند الثوريين هو ان تكون الكتلة البرلمانية في خدمة المشروع السياسي الكبير للجبهة واحدى ادوات انفاذه وبالتالي يجب ان تكون منقادة للقيادة السياسية برنامجا وخطة وتكتبكات. علما وان قيادة الجبهة تضم كل الامناء العامين للاحزاب المكونة لها والمستقيلون هم اما امناء عامون لاحزابنم او من قيادات هذه الاحزاب الممثلة على قدم المساواة في قيادة الجبهة ويغدو بالتالي مسوغ الاقصاء والتهميش الوارد في نص الاستقالة لا اساس له.
4 – ان دور الثوريين في البرلمان وهم في كل الحالات اقلية هو الفضح وكشف مناورات ومؤامرات الاغلبيات اليمينية والتعريف بمشروع البديل الثوري كمشروع مستقل محتكم لمبادى وميكانزمات الفعل الثوري وليس لاكراهات واغراءات انتلجنسيا البرجوازية وتقليعاتها ويغدو بالتالي الحفاظ على مجموعة متماسكة ثورية ومبدئية- حتى وان كان عددها قليل _ ومستوعبة تمام الاستعاب لدور الناىب الثوري في البرلمان لافضل الف مرة من عدد كبير من النواب الطيعين الذين تبهرهم كواليس الحياة البرلمانية واغراءاتها فيتخلون عن دورهم كثوريين وينتقلون الى عرابين لمشاريع التتركيع والتدجين وادوات للتخريب .ان هكذا نواب فقدوا بوصلة الثوريين واصبحوا مجرد نواب للبرجوازية ويشكلون خطرا على الخط الثوري للجبهة ويصبح من الواجب طردهم.
ان الجبهة الثورية حقا تقوى بتطهير نفسها من كل القوى الانتهازية وتجذير خطها الثوري والاتجاه رأسا الى كسب رهان الانغراس في قاعدتها الاجتماعية ولف الشعب حولها وهو الشرط الموضوعي الذي يتيح لها فعلا امكانيات التغيير الثوري وليسالجريوراءالبرجوازيةالصغيرةالمثقافاتية والمتذاكية المتأثرة بالوصفات الاكاديمية والواقعةتحت تأثير اجهزة التضليل الايديولوجي الرسمي.
فإلى العمل فالبوصلة الثورية اليوم أكثر وضوخا.

محمد الحباسي 
مناضل في الجبهة الشعبية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×