الرئيسية / منظمات / أخبار / الشعب الأمريكي يعيش أسوأ أيامه
الشعب الأمريكي يعيش أسوأ أيامه

الشعب الأمريكي يعيش أسوأ أيامه

يبدو أنّ الولايات الأمريكية في طريقها إلى تصدّر لائحة دول العالم الأكثر تضررا من جائحة الكورونا. وهي أضرار تطال مجمل المجالات البشرية والاقتصادية والاجتماعية.

فالامبراطورية التي تتزعم قيادة العالم ‘الحر’ منذ عقود ضمن ما سميّ النظام العالمي الجديد.

فأمريكا التي عملت بكل الطرق على صياغة العالم على صورتها وفق أدق تفصيلات الشعوب والأمم تحت مزاعم أنّها النموذج الأرقي على كلّ الصّعد تقف على مشارف كارثة إنسانية واجتماعية غير مسبوقة في تاريخها الحديث.
فالدّولة الأقوي اقتصاديا وعسكريا وعلميا يعيش شعبها فصلا حالكا من مأساة إنسانية يصعب تصوّر مآلاته في الأسابيع القادمة.

كيف لا؟

وعدد المصابين بفيروس “كورونا” تخطّى النصف مليون وحصيلة القتلى تجاوزت 18 الف يتركز نصفها في ولاية واحدة (كاليفورنيا).

والأدهي من ذلك مؤشرات استمرار الوباء في التمدد والانتشار الذي يدفع قريبا إلى افتكاك المرتبة الأولى في عدد الوفيات من إيطاليا.

فالدّولة الأكثر قوّة عالميا تخور قواها وأضحت تتخبط دون حلول فعّالة، فالسوبرمان “رامبو” وتلك الصور السينيمائية أخلت مكانها إلى مشاهد الواقع المؤلم القادم من “نيويورك” ومقابرها الجماعية في أجمل حدائق ومنتزهات أيام زمان.

ودولة الرخاء وبالرفاه الاستهلاكي من ساندويتشات “ماك دونالد”. و”الهمبورغر المصحوب بمشروب الكوكاكولا” أخلت مكانها إلى حيثيات طوابير المرضى والأموات في أروقة المستشفيات وأمام أبوابها الخارجية نتيجة الإيغال في الخصخصة لقطاع الصحة العمومية المحاصرة بنظام صحي فضائحي وإقصائي لملايين الأمريكيين.

فسيّدة العالم وقاهرة الشعوب تقف تقريبا مجردة من أسلحتها للدّفاع عن شعبها وإيقاف انتقال الفاتورة البشرية إلى دائرة مريعة يصعب تصوّرها تحت كثافة القصف الإعلامي للدولة الأعظم.

تلك الصورة المزيفة التي تكشفت كل عوراتها القبيحة.

كيف لا؟

فانهيار النظام الصحي مفزع ولايساوي نظيره حتى في أغلب بلدان أوروبا وأزمة شحّ المواد الأساسية الغذائية ومستلزمات الوقاية تقارب حال ماهو حاصل في بعض البلدان العربية.

والأخطر من ذلك بروز الانقسامات الطبقية الحادة المثقلة بعقلية عنصرية نجد بصماتها القوية في ضحايا فيروس “كورنا”، الذي حصد حتى الآن أرواح أكثر من 75٪ من فقراء أمريكا ومواطنها السود والمكسيكيين….

عمار عمروسية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×