الرئيسية / صوت الوطن / مؤسّسات التعليم الخاص ترفع شعار “الأرباح قبل الأرواح”
مؤسّسات التعليم الخاص ترفع شعار “الأرباح قبل الأرواح”

مؤسّسات التعليم الخاص ترفع شعار “الأرباح قبل الأرواح”

محمد صابر الحجري
عضو الجامعة العامة للتعليم الأساسي

نشرت وكالة تونس إفريقيا للأنباء يوم الجمعة 24 أفريل 2020 تصريحا منقولا عن عبد اللطيف الخماسي رئيس الاتحاد التونسي لأصحاب المؤسسات الخاصة للتربية والتعليم والتكوين يقول فيه أن “توجّه وزارة التربية لاعتبار السنة الدراسية منتهية بالنسبة إلى كافة الدّرجات سيُلحِق ضررا بالتعليم الخاص” وأن “الاتحاد يرفض القرار بالنّظر إلى أن وزارة التربية لم تفكّر في القطاع الخاص لدى اتّخاذه”.

وقد اعتبر الخماسي أن تطبيق قرار إنهاء السنة الدراسية الحالية سيترتّب عنه تكبّد خسائر مالية نتيجة إلغاء التّدريس وتأجيله إلى الموسم الدّراسي القادم وهو ما يعني حرمان مؤسّسات التعليم الخاص من مداخيل مالية، مؤكدا أن عدد المؤسسات ارتفع من 400 مؤسّسة في 2014 إلى حوالي ألف مؤسسة اليوم (300 ترخيص تم إسنادها زمن تولّي ناجي جلول حقيبة التربية).

وفي هذا الصدد يقترح رئيس اتحاد المؤسسات التعليمية الخاصة استئناف التدريس مع نهاية شهر ماي أو بداية جوان وحتى خلال شهر جويلية لمدة 4 أسابيع لتمكين المؤسّسات من مداخيل تساعد على خلاص قروضها!!!

إن هذا التصريح يكشف حقيقة “المستثمرين” في قطاع التربية والتعليم والتكوين بتعاملهم مع هذه القطاعات باعتبارها سلعة ومصدر ربْحٍ في حين أنها رسالة نبيلة ومن أوْكد أولويات العائلة التونسية، حيث تشير المعطيات أن التونسي يوجّه جزءا هاما من مداخيله لتعليم أبنائه وقد يصل إلى التّداين لضمان ذلك.

وتشير الإحصائيات الرسمية لوزارة التربية أن عددا كبيرا من التلاميذ هجروا التعليم الخاص للعودة إلى المدارس العمومية. ولعل تدنّي المستوى وضعف النتائج مقارنة بالتعليم العمومي في عديد المؤسسات الخاصة وارتفاع التكاليف من أهم أسباب تراجع نسبة تلاميذ التعليم الخاص.

كما يكشف أن الهاجس الأول والأخير تحقيق أكبر قدر من الرّبح ولو كان على حساب حياة الأطفال وأوليائهم وأنّ أرواح بنات الشعب وأبنائه أمرٌ لا قيمة له أمام المداخيل المالية.

أمّا الحديث عن التزام هذه المؤسسات بسداد القروض فهو كلام مرْدود على صاحبه، إذ أنّ القاصي والدّاني يعلم أن الحكومة قرّرت تأجيل سداد قروض المؤسّسات الصغرى والمتوسّطة إضافة إلى عديد الإجراءات التّحفيزية الأخرى. إضافة إلى تعمّد عديد المؤسّسات إجبار الأولياء على مواصلة دفع معاليم الدراسة وتهديدهم بعدم قبول منظوريهم في صورة رفض الدّفع، وبعضها يشترط عند التّرسيم خلاص شهري سبتمبر وجوان مسبقا والبعض الآخر يفرض خلاص السنة الدراسية مسبقا.
إن مثل هذا التّصريح يجب أن يمثّل صفّارة إنذار لكل الأولياء الذين يرتاد أبناءهم هذه المؤسسات التي اختارت شعار الأرباح قبل الأرواح.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×