الرئيسية / صوت الجهات / حالة من الاحتقان والغليان الشعبي بسبب التلوث البحري
حالة من الاحتقان والغليان الشعبي  بسبب التلوث البحري

حالة من الاحتقان والغليان الشعبي بسبب التلوث البحري

تشهد معتمدية صيادة لمطة بوحجر التابعة لولاية المنستير في الآونة الأخيرة حالة من الاحتقان والغليان الشعبي وعلى وقع تصاعد وتيرة الاحتجاجات التي كانت شرارتها الأولى مدينة صيادة. أمّا عن الأسباب الرئيسية التي أوصلت الأمور لهذا الحد فهي تعود نتيجة لتجدد المشاهد المؤسفة لنفوق الأسماك بشاطئ المكان ولتواصل حلقات هذا المسلسل المرعب الذي تبيّن أنه لا وجود لإرادة سياسية حقيقية لإنهائه. تتعدد مصادر التلوث البيئي في الجهة والنتيجة واحدة، نفوق الأسماك والكائنات البحرية بأنواعها، تصحّر البحر، فقدان لموارد أرزاق صغار البحارة، تحوّل البحر إلى بؤرة وباء انعدمت فيه الحياة والسباحة معا، روائح كريهة لا تطاق، علاوة على ارتفاع نسب الأمراض الجلدية والمسرطنة لسكان خليج المنستير كافة.

رغم كلّ هذه المظاهر الخطيرة فإنّ خبراء وباحثي ومسؤولي الدولة لا يقرّون ولا يعترفون بماذا جنت خيارات مدرائهم على الإنسان والبيئة. بل أصبحت تقاريرهم محلّ تشكيك ومألوفة مخرجاتها عند الأهالي حتى قبل صدورها. كما أصبح المتساكنون يعتبرونها بمثابة شهادة زور، فمياه الصرف الصحي غير معالجة والمياه السامة التي تفرزها مصانع الجهة والتي تسكب بدورها في البحر دون مراقبة أو أيّ رادع قانوني لها.

وأمام نكران هذه الجرائم المتكررة وعدم تحمل السلط المحلية والجهوية لمهامها في حماية البيئة وفي تطبيق بنود اتفاقية 2017 في آجالها الزمنية المحددة والتي بدورها أبرمت بعد نضالات طويلة ومريرة، قرّر أهالي صيادة تجديد عهدهم مع النضال السلمي والمدني وذلك عبر تنظيمهم لسلسة من الوقفات الاحتجاجيّة في ميناء الصيد البحري وأمام مقر بلدية صيادة من أجل بعث رسالة للسلط المحلية والجهوية والوطنية مفادها أنّ المواطنين ملّوا الوعود الزائفة وجلسات المناورة والحلول الترقيعية والتبريرات التي تسوقها السلطة كل مرة في عدم استكمالها لجميع تعهداتها المبرمة. لذلك قرّرت مكونات المجتمع المدني بمساهمة جمعيات ومنظمات وأحزاب ومواطنون بكلّ من مدينة صيادة ولمطة وبوحجر وقصيبة المديوني التصعيد وتنظيم مسيرة مشتركة سلمية حاشدة انطلقت يوم الأحد 31 ماي على الساعة الخامسة مساءً من أمام مقر بلدية صيادة مرورا بمدينة لمطة وصولا إلى محطة التطهير التي صارت تسمّى عند أهالي المنطقة محطة التدمير والفناء، لتنظم إلى صفوفها ومساندتها كل من جمعية البيئة بقصيبة المديوني والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فرع قصيبة المديوني والغرفة الفتية العالمية بخنيس. ورغم العدد الكبير من المشاركين والحضور المتميز للشباب والحرائر في يوم عيدهن حافظ التحرك على سلميته ولم تسجل أيّ مناوشة مع قوات الأمن أو مستعملي الطريق، ردّد المحتجون شعارات عديدة كانت أهمها: “الشعب يريد بيئة سليمة، ويا مواطن فيق فيق والتلوث يقتل فيك”. كما أكّد المحتجون أنهم لن يتراجعوا قيد أنملة عن تحقيق مطالبهم وبأنهم سيصعّدون من أشكال احتجاجاتهم في قادم الأيام وذلك عبر الوسائل التي سيقررونها في حينها. هذا وقد عبّر عدد من متساكني مدينة لمطة الحاضرين في المسيرة عن استغرابهم أيضا من غياب شبه كلي لمجلسهم البلدي عن التحرك الذي شارك فيه عدد من مستشاري البلديات المجاورة مطالبينه بمزيد من الضغط على السلط المعنية من أجل رفع المظالم والتهميش الواقع على مدينتهم لمطة والتي يعتبرونها الأكثر تضرّرا على جميع الأصعدة.

أحمد المرابط

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×