الرئيسية / صوت الوطن / حكومة السيّد “الفخفاخ” والمصير المجهول
حكومة السيّد “الفخفاخ” والمصير المجهول

حكومة السيّد “الفخفاخ” والمصير المجهول

عمار عمروسيّة

يبدو أنّ “الزّنقة وقفت بالهارب” كما يقال، فأحاديث رئيس الحكومة عن وحدة الصّف الحكومي والانسجام في العمل قد استنفذت كلّ مفاعيلها في المغالطة والتّزوير أمام وقائع الفصول المتّجدّدة من الصراعات الرّجعيّة لأطراف الحكم ألأساسيّة.

إخوة الحكم وشركاء السّلطة ينغمسون حتّى العنق بأساليب فجّةٍ ووقحةٍ أيضا في “حروب” تحسين المواقع والمغانم على حساب مصلحة الوطن والشعب. فالدّولة تشارف الدّخول إلى مربع الإفلاس الشامل ويختنق الجزء الأكبر من الشعب التّونسي تحت وطأة ذاك الانهيار كما لم يحدث من قبل ومراكز النّفوذ ماضية حتّى النّهابة في تعفين الأوضاع ودهورتها.

أمّا مراكز النّفوذ فالصّراع مستعر بينها، وليس مستبعد أن يعرف في الأيّام القليلة القادمة أطوارا جديدة أكثر دراماتيكية وقسوة، وحسب معطيات اليوم فيبدو أنّ أكبر المتضررين منها هو سيّد القصبة، أي رئيس الحكومة، الذي يبدو أنّه الأضعف من الجميع في معركة ذئاب السلطة، ليس فقط في تحسين موقعه وإنّما المحافظة على كرسيّه قياسا بغيره.

فقدومه إلى القصبة منتوج حسابات غيره وخاصّة رئيس الجمهورية، وتثبيته هناك كان محصلة ضرورة سندٍ برلمانيٍّ قطع الطّريق أمام المرور لحلّ البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعيّة مبكّرة مازال شبحها يخيّمّ على ” باردو” حتّى الآن، حكومةٌ منهكة ومتعبة وكأنّها تلفظ أنفاسها الأخيرة رغم مساعي الأخير القائمة على تدوير الزّوايا وربح الوقت بمحاولات خجولة للحم الصّفوف المتباعدة دون جدوى.

آخر المساعي، رغم طابعها الشكلي والدّعائي، انتهت إلى إخفاق جديدٍ، فإمضاء أحزاب الحكم على ما سميّ وثيقة “الاستقرار والتّضامن الحكومي” تبخّر هذا اليوم تحت رفض حزب “حركة النّهضة” واشتراط توقيعه بتوسيع مضمون الوثيقة إلى مجال البرلمان حيث مساحات الفُرقة والتّباعد أكثر.

يضيق الخناق على رئيس الحكومة ولا أسلحة بيدهِ سوى وضْع نفسه في خندق “قرطاج” المُنتشي بشعبيّة “الرئيس” ونشاط تنسيقيّات أنصاره، أو الاصطفاف مع محور “النهضة” وأتباعها.
ومن المفارقات العجيبة أنّ أيّ تموقع لرئيس الحكومة لا يمثلّ طوق نجاةٍ للغارق، بل إنّ كلّ خطوة هي حاملة لمصاعب إضافيّة نهاياتها الرّحيل وخسارة “الكرسيّ” واحتراق الطّموحات.
حكومة القصبة صامتة “في بيت الإنعاش” أمام النّهوض الواسع للحركة الاجتماعيّة، حيث لا جديد لديها سوى تدوير “الدّيسكة المشروخة” حول الإصلاحات الهيكليّة والإنعاش الاقتصادي!!! ذاك الخطاب الاستفزازي المبشّر بآلام جديدة لضحايا الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية المتّوحشّة.

ضائعةٌ حكومة توافقات الضّرورات الرّجعيّة أمام نهش الإخوة الأعداء وانقلابات مواقفهم الحادّة والمتسارعة على إيقاع أثقال صراع المحاور في المنطقة والإقليم، زيادة عن خسائرها الكبيرة شعبيّا ضريبة اجتهادها في لعب دور أنجب تلامذة دول ومؤسّسات النّهب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×