الرئيسية / صوت الوطن / صاحب الرّيشة على رأسه ريش
صاحب الرّيشة على رأسه ريش

صاحب الرّيشة على رأسه ريش

عمار عمروسية

لا شيء في بلادنا يتقدّم، وحدها آفة الفساد تستشري في مجمل هياكل الدّولة من فوق إلى تحت.
كالنْار في الهشيم يتمدّد فيروس الهدر الماليّ، يلتهم معدّل النّموّ ويعيق نهوض الاقتصاد ويسحق أمنيات الطّامعات والطّامعين في رغيف الخبز وحياة تشبه حياة البشر مثلما هتفت حناجر معدمي “حاجب العيون” مؤخرّا.

المرفق العموميّ ينهار إلى حدود الخراب، فيندفع جيش الميدعات البيضاء دفاعا عن وضعهم وصحّة شعب المقهورين. وفي الضّفة الأخرى ينهض عمّال وعاملات النّقل العموميّ لمنع قطار الخصخصة وموجات التّسريح الواسع لمنتجي الثّورة.

تسير أمور البلد إلى الخلف اقتصاديا واجتماعيّا وسياسيّا ومؤشر الحركة نحو الأمام، مع تواصل في السّنوات الأخيرة تنامي الفساد وتسلّله القوًيّ إلى مفاصل الدّولة والمجتمع.
فسطوة المال والفساد والمفسدين قويّة الحضور في المشهد السياسي والإعلامي وغيرهما.
والآفة أضحت لازمة حكم وقطعة أساسيّة من “السيستام” المتعفن حدّ النّخاع.
ومن المفارقات العجيبة أنّ هذا التّغلغل تمّ تحت خطاب رسميّ يزعم محاربة الفساد.
فـ”لشاهد” أدار لعبته في “القصبة” وكلّ مناوراته وحساباته تحت ضجيج “الحرب على الفساد” التي انتهت إلى أكذوبة كبيرة حوّلت صاحبها إلى نموذج عصري للإفساد والفساد.
ورئيس الحكومة الحالي وبعض شركائه في الحكم نحتوا القسم الأكبر من “بروباغندا” القبض على الحكم على معزوفة “الشفافيّة” و”الوضوح”… الخ.
فصاحب مقولة “لا أحد فوق رأسه ريشة” في إشارة إلى عدم الإفلات من العقاب في قضايا الهدر سرعان ما سقط في تبرير أخطاء المفسدين للمحافظة على توازنات أضلع حزامه السيّاسي المثقل بعناصر الفرقة والغارق في فضائح الفساد.

أفظع من ذلك، فرئيس الحكومة كشف بنفسه في آخر حوار تلفزي عن دخوله من الباب الكبير ومنذ الوهلة الأولى في دائرة الشبهات والتّلاعب.
فهل من المنطقيّ أن يقع التّكتم عن منابه في شركات ناشطة بالبلاد؟ وهل من النّزاهة ان يقع الكشف عن تضارب المصالح بعد أشهر من نيله ثقة البرلمان؟
وهل من مصداقية لخرافة التّفويت في أسهمه في تلك الشركات بعد هذا الصّمت المخزي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×