الرئيسية / رأي / تسقط البنية الفوقية للفساد، تسقط هيئة أركان الدفاع عن الفساد !
تسقط البنية الفوقية للفساد، تسقط هيئة أركان الدفاع عن الفساد !

تسقط البنية الفوقية للفساد، تسقط هيئة أركان الدفاع عن الفساد !

صلاح الدّاودي

إن بأيادينا الطوفان، فكن يا فساد بردا وسلاما على ائتلافنا الفخفاخي.

لا يعرف نسب لهذا الشعار سوى لسان حاله: هي المجاميع المعتنقة لشعار آخر: فسادنا حلال وفساد الآخرين حرام.

يجرم في حق الوطن والشعب من يتبنى مفهومكم المتخلف للفساد هذا، ومفهومكم الفاسد للفساد الذي هو في الحق نتيجة من نتائج التبعيّة والعمالة والاختراق. ومن ثم كلّ أبواب الفساد المستدام والكبير دائما. وتحته تنتظم كل الجرائم الأخرى المستبسطة.

لقد أصبحت العدالة في بلدنا متنافية مع طبيعتها ومتضاربة مع مبدأ الحق وضرورة الواجب وامتثال أي مشتبه إلى قانون الشرف الأسمى والاعلى والأرقى وهو إعطاء المسؤول السياسي المثال وانضباطه انضباطا تاما كما تقتضيه كل الأعراف الأخلاقية في كل الدنيا إذا ما أثير حوله أيّ انحطاط بالدولة والمجتمع، بالوطن وبالشعب.

لقد نكلت نخب رعاع الاستعمار الحاكمة بشعب تونس وبتونس أيما تنكيل تبعية وعمالة وارهابا وارتزاقا وفسادا وألحقت الأذى الكبير بشرف البلاد والعباد. الأمر لا يتعلق اليوم بافتعال شروط منافية للمبادئ وادعاء ظروف غير الظروف التي تحمي وتبني؛ تحمي من الانهيار وتبني إنقاذا وإصلاحا وطنيا بديلا.

إنّهم لا يفكرون إلا بأنفسهم وبأحزابهم وبناخبيهم وبمصالح رعاتهم في الداخل والخارج. أما الوطن فقليلون حقّا حوله.

إن زمرة نظام الحكم الحالي ومن معه وخاصة زمرة الحكومة الحالية ومن معها باطلا أو باطلا، يظنون أن الطوفان الذي بأياديهم (والطوفان هنا حصيلة الانهيار الاقتصادي والخارجي والشامل للبلد)، يظنون أنّ الطوفان سلاح لإسكات الحقيقة والعدالة، بينما لا يأتي الطوفان إلّا بالطوفان ولا يستثني أحدا. إنهم يتوهّمون القدرة على إطفاء نار الجوع والافلاس والانهيار ببرد الفساد وتبييض الفساد ولا يهمهم حرق البلد وحرق عقول وارزاق ومبادئ ومصالح غالبية الناس.

بحجم وقاحة قحة تعرض نفسها على الأعداء، يهددون تونس وشعبها بدمار طوفان الفشل الذي تراكم قبلهم وبهم حتى ظنوا أنفسهم الدولة والشعب والوطن ولا يجب عليهم الامتثال دون أن يطلب منهم ذلك أحد. جفّت وجوههم من كلّ شرف، ولبسوا لُبوس لصوص وجوعى يبنون من دم الشعب قصورا لهم في كل حضيض. هذه بلادنا ولن نتهاون فيها مهما وقع.

وفي غياب غالبية الشعب عن صنع تغيير مستقبله بعد أن فعلها في نفسه، كل شيء ضبابي، كلّ شيء رمادي. والكل يتخبط ولا حياة لمن تنادي. الباطل يتزايد والكذب يملأ الدنيا والنفاق يستشري والتخاذل في حقّ الحق سيحترق به حتما كلّ من يقترفه.

تسقط البنية الفوقيّة للفساد.
تسقط هيئة أركان الدفاع عن الفساد.
الوطن أو الوطن.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×