الرئيسية / منظمات / أخبار / رسائل من الحدود اللتونسية – الليبية
رسائل من الحدود اللتونسية – الليبية

رسائل من الحدود اللتونسية – الليبية

اتصلت “صوت الشعب” بعدد من المواطنين التونسيين العالقين منذ أيام بالمعبر الحدودي رأس جدير بسبب غلق السلطات التونسية للبوابة الحدودية ورفضها استقبالهم بتعلات وتبريرات واهية ومتناقضة لئن دلت على شيء فإنها تدل على حجم الاستهتار والتخبط الذي أصبح يسيّر مختلف هياكل الدولة.

وقد أفاد أحد المواطنين التونسيين بحرقة بالغة أنهم أصبحوا محل سخرية وتندر من الجنود الليبيين الذين يحرسون الجانب الليبي من المعبر، حيث إنهم لا يفوّتون فرصة دون تذكيرهم بأنّ “دولتهم هي من ترفض استقبالهم” قبل أن يتكرموا عليهم ببضع لترات من الماء يطفؤون به عطشهم تحت أشعة الشمس الملتهبة حيث تجاوزت درجات الحرارة طيلة الأيام الفارطة الـ50 درجة. هذه الحرقة التي تحولت إلى نقمة وغضب عارم عندما شاهد المواطنون العالقون الذين يناهز عددهم الـ300 شخص مراسيم إستقبال المهاجرين التونسيين العائدين من أوروبا في ميناء جرجيس بالفرق الموسيقية وبحضور والي الجهة ودون مراعاة للتدابير الوقائية وإجراءات الحجر الصحي. في حين ما انفكت القنصلية التونسية بطرابلس تذكرهم بوجوب تحمّل تكاليف الحجر الصحي بأحد النزل السياحية مما يطرح عدة تساؤلات عن دوافع هذا التمييز ومدى جدية الأخبار التي يتناقلها التونسيون في ليبيا من وجود لوبيات متمعشة من مسألة الحجر الصحي الإجباري. إضافة إلى سياسة تمييز غير معلنة بين المهاجرين. فالسلطة لا تجرؤ على التحرش بالمهاجرين القادمين من أوروبا لأنّ العديد منهم يحمل جنسيات مزدوجة لدول يتمسح أعضاء الائتلاف الحاكم على عتبات حكوماتها. أمّا عندما يتعلق بمهاجرين تونسيين في بلد من بلدان العالم الثالث كليبيا تصبح المعاملة نوعا آخر .

وندد مواطن آخر بالأسلوب الفج للقنصلية في تعاملها مع التونسيين العالقين في ليبيا الذي وصل إلى حد التعنيف اللفظي من أحد أعوان القنصلية وهرسلة المواطنين لمنعهم من الاتصال بمنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام وختم المواطن شهادته قائلا: “سيدي القنصل إذا كانت الديبلوماسية التونسية هي ما يمارسه أعوانكم في القنصلية فعلى الوطن السلام”.

وقد انتقل الاحتقان بسبب سلوك السلطات التونسية جهويا ومركزيا المستهتر بحياة المئات والآلاف من التونسيات والتونسيين إلى داخل التراب التونسي، حيث أغلق مواطنون طريق بن قردان في وجه الوالي ومنعه من العودة إلى مركز الولاية قبل إيجاد حل لأبنائهم المحتجزين في الأراضي الليبية ولكن بقرار تونسي.

إنّ أوضاع المواطنات والمواطنين التونسيين العالقين بمعبر رأس جدير تتطلب تدخلا إنسانيا عاجلا ولا مجال للزج بهم في مهاترات الصراع داخل منظومة الحكم حول الوضع الليبي.

صوت الشعب

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×