الرئيسية / صوت الجهات / حراك حاجب العيون إلى أين؟
حراك حاجب العيون إلى أين؟

حراك حاجب العيون إلى أين؟

بعد طول انتظار وتردد، انتظار مفاوضات بنّاءة مع السلطات لم تأت وتردد حول الشكل النضالي الملائم للمساعدة على تحقيق المطالب، اختار الأهالي غلق الطريق الرابطة بين القيروان والقصرين/بوزيد بتعطيل الشاحنات المقلّة للسلع والسيارات الإدارية دون سواها وذلك كل يوم باستثناء الثلاثاء موعد السوق الاسبوعية بحاجب العيون. وهو شكل من أشكال الضغط حتى تلتفت السلطات جهويا ومركزيا لمطالب الجهة.

الحراك بحاجة إلى تعبئة أوسع
بعض القطاعات مثل المعطلين والفلاحين وبعض المطالب المحلية مثل الماء الصالح للشرب والكهرباء وبعض المطالب المتعلقة بالمشاريع الصغرى والمتوسطة لشباب الحاجب هذه المطالب وغيرها لم تؤخذ بعين الاعتبار ولم تدرج ضمن اللائحة المطلبية. لذا خسر الحراك هذه الفئات التي إمّا تابعت الاحتجاجات عن بعد وبنوع من اللامبالاة باعتبارها غير معنية بها مباشرة أو شاركت مشاركة محدودة ومناسباتية.
وهو ما جعل الحراك بحاجة إلى مزيد الزخم والتوسع والجماهيرية حتى يشكّل بالفعل عنصر ضغط ويفرض على السلطات الخروج عن صمتها ولامبالاتها.

بإمكان حراك حاجب العيون التطور والمراكمة وكسب مزيد المؤيدين والأنصار ولف أوسع الأهالي حول المطالب. وهذا يتطلب طول النفس وعملا دؤوبا وسط الأهالي في الأحياء والمناطق المجاورة مثل الشواشي والسرجة والمناسة وغيرها من المناطق التابعة لمعتمدية حاجب العيون. مثلما يتطلب قيادة مواطنية مستقلة عن الحكم وأحزابه وأجنداته بعيدة كل البعد عن الحسابات والمنافع الضيقة لهذا الشخص أو ذاك والتي عادة ما تنتعش في مثل هذه الحراكات.

الحراك بحاجة إلى سند خارجي
لئن تحملت المنظمات (وبصفة خاصة الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان- فرع القيروان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان-المحامين-اتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل…) و الأحزاب التقدمية وتحديدا أحزاب المبادرة الوطنية مجموعة القيروان مسؤولية المساندة سواء بالحضور والتأطير (الاتحاد الجهوي للشغل) أو بإصدار البيانات (أحزاب المبادرة) فإنّ مساهمة الجهات الأخرى كانت غائبة، حيث كان من المنتظر التحاق بوحجلة ومعتمديات أخرى بحراك حاجب العيون و تأثيث حراكات محلية لتوسيع الحركة الاحتجاجية ومزيد الضغط على السلطات لتلبية المطالب المزمنة لأبناء القيروان التي سمسرت بها الحكومات المتعاقبة بدءا بحكومة حمادي الجبالي وانتهاء بحكومة يوسف الشاهد. إلى جانب السكوت المحيّر لحكومة النهضة/الفخفاخ الحالية.

إنّ اتساع الحراكات محليا من شأنه تعبئة أوسع الجماهير في القيروان وتشكيل قطب ضغط حقيقي قادر على فرض التفاوض الجدي الذي يُفضي إلى حلول. إنّ الأسباب الموضوعية الدافعة إلى الاحتجاجات بهذه الجهة المنكوبة متوفرة لكنها بحاجة إلى مبادرة من الأحزاب الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني وكل المتحسسين لمشاغل وهموم القيروانيين من شغل لشباب أفنى حياته في الدراسة ويتكدس اليوم في المقاهي أو يبحث عن فرص للحرقة وخدمات أساسية من صحة وتعليم وثقافة وبنية تحتية وبيئة نظيفة.

نعتقد أنّ الحلول متوفرة وممكنة لكن الغائب هو الخيارات الخادمة لمصالح الأغلبية من معطلين ومهمّشين وفلاحين فقراء وحرفيين وأصحاب مشاريع صغرى معطلة. لقد آثرت منظومة التبعية والاستغلال والفساد خدمة مصالح الأقلية الأكثر ثراء على حساب الشعب والوطن وهي ماضية بلا هوادة في هكذا خيارات.

القيروان لا يخدمها ولا ينقذها إلاّ أبناؤها. البداية انطلقت من حاجب العيون، هذه البؤرة المناضلة في انتظار باقي المعتمديات.

علي البعزاوي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×