الرئيسية / الافتتاحية / القصرين تلملم جراحها وتسلّح أبناءها بدماء شهدائها
القصرين تلملم جراحها وتسلّح أبناءها بدماء شهدائها

القصرين تلملم جراحها وتسلّح أبناءها بدماء شهدائها

عندما تُذكر القصرين، فإنّ الأذهان تذهب مباشرة إلى عناوينها الأكثر بروزا… القصرين الثورة، القصرين الشهداء، القصرين وجانفي 2011، القصرين وعناد شبابها المحتج الذي لا يتراجع، القصرين تلك العجوز التي صرخت إبان الثورة لي أربع أولاد إثنان منهما استشهدا برصاص القناصة ومستعدة للتضحية بالبقية، القصرين تالة العنيدة.. القصرين ومعتمدياتها الممتدة شمالا وجنوبا.. القصرين وشبابها العاشق للتحدي والمواجهة… القصرين الصمود التي لا يهاب شبابها رصاص القناصة..نعم إنها القصرين البركان الدائم، والعملاق النائم إذا تململ ونهض يقلب الطاولة على مزعجيه وسارقي لقمة عيشه، ومنه تفتح أبواب التحدي لبقية العمالقة التي تنتظر إشارة الانطلاق من العملاق الأكبر.. القصرين التي كانت وقود الثورة ودفعت دماء أبنائها من أجل الحرية والعيش الكريم، بقيت على حالها، كحال العقود التي خلت. فلا البطالة تقلصت ولا التنمية انتشرت ولا ابتسامة رسمت على شفاه أهاليها. بل انتشر البؤس والفقر والبطالة والشقاء.

وزاد الوضع دمارا وخرابا في ظل حكم الإخوان وشركائهم طيلة عقد من الزمن. ها هي القصرين اليوم تلملم جراحها وتسلّح أبناءها بدماء شهدائها الزكية نقمة في سلطة خانت الأمانة وانقلبت على ما صرخت به حناجر شهدائها “شغل حرية كرامة وطنية”. تلملم جراحها في العيون، الدولاب، وماجل بلعباس، السرڨاز، وفوسانة وجدليان والقصرين وفريانة وسبيطلة. تلملم جراحها بأغلب معتمدياتها، بتالة العنيدة، تالة الثورة، تالة الثوار الشجعان الأبطال ستكون في الموعد حتما مع انطلاق الساعة الصفر.

في القصرين تتسع رقعة الاحتجاجات يوما بعد يوم وتنتظم أكثر كل يوم ويصبح الإيمان بضرورة افتكاك الحقوق عقيدة تترسخ في أذهان الكثيرين يوما بعد يوم. فاعتصام الدولاب الذي بدأ في اليومين الأولين متعثرا أصبح اليوم اعتصاما متماسكا موحدا. ويتضاعف عدد المرابطين هناك من حين لآخر. واحتجاجات فوسانة وجدليان وفريانة وماجل بلعباس واحتجاج عمال معمل الحلفاء والمعطلون عن العمل. حالة من الغليان والغضب لدى عموم المواطنين تبشّر بانفجار شعبي عظيم قريبا. إنّ حالة الاحتقان بالقصرين منها المعلن ومنها غير المعلن ومنها ما يُطبخ على نار هادئة هو نتيجة حتمية لسياسات حكومات متعاقبة همّشت القصرين وأهملت مطالب الشعب ودمّرت طموحات شبابها وجعلتها في المراتب السفلى في مؤشر التنمية ونسبة الفقر. سياسات في خدمة لوبيات المال والأعمال لا مصلحة للشعب فيها. فهي سياسات معادية للشعب ومتناقضة مع مطالب الثورة والثوار.

ففي ماجل بلعباس ورغم اعتصام مجموعة من شباب أولاد مرزوق امام محطة السرڨاز فالتنسيق مازال جاريا والتحشيد مازال متواصلا من أجل الدخول في اعتصام متماسك وقوي تكون مطالبه واضحة تهم كافة أهالي ماجل بلعباس. هذا بغض النظر عن مدى قدرة السلطة على إخماد الاعتصام الحالي. فحتى إن نجحت اليوم في ترضية البعض بأيّ شكل من الأشكال فسيكون عسيرا عليها مغالطة الكثيرين وتركيعهم ولا خيار أمامها سوى تلبية مطالب المحتجين. إنّ الأهالي في القصرين يعيشون تحت القصف العشوائي لكل الحكومات المتعاقبة، قصف زاد في تدمير القطاع الصحي وهمّش القطاع الفلاحي ورهن الفلاح وزاد من معاناة المربي خاصة في الأرياف. قصف ضاعف عدد المعطلين عن العمل وأفقد الكثيرين موارد رزقهم، بإختصار قصف دمّر كل شئ. قصف ساهم بشكل مباشر في لملمة الجراح واتساع رقعة الاحتجاجات بالولاية التي تتجه نحو النهوض من جديد وقلب الطاولة على سارقي أحلام الشباب. القصرين ستتمكن قريبا من قلب موازين القوى لفائدة الجماهير المحتجة على حساب أعداء الثورة ورأس المال.

فلتكن السلطة للشعب…

كــمــال فـــارحـــي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×