الرئيسية / صوت الثقافة / ساقي الأرض،قصيدة لحسين الذوادي في رثاء ساسي بو علاقي
ساقي الأرض،قصيدة لحسين الذوادي في رثاء ساسي بو علاقي

ساقي الأرض،قصيدة لحسين الذوادي في رثاء ساسي بو علاقي

حسين الذوادي

إلى روح الرّفيق ساسي بوعلاقي:

لِرَفيقِي فِي حَجَرِ الْوَادِي، فِي غُصْنِ الزَّيْتونِ الثَّائِرْ…
فِي وَجْهٍ مِنْ شَمْسِ بِلَادِي، تَارِيخُ الثُّوَّارِ الْعَاشِرْ…
يَا شَعْبِي فِي الْأرْضِ اِتَّحَدُوا، لَيْسَ لَدَيْنَا وَطَنٌ آخَرْ …
وَاِحْتَرِفُوا الزِّلْزَالَ الْآتِي، مِنْ “سَاسِي” وَالْغَضَبِ الْهَادِرْ…
مِنْ “سَاسِي” وَ الصَّخْرِ الْقَاسِي، أَبَدًا مَا وَافَقَ أَوْ قَامَرْ..
أَبَدًا مَا خَانَ وَمَا نَافَقْ، أَوْ تَرَكَ الثُّوَّارَ وَهَاجَرْ…
يَا شَعْبِي فِي الْأرْضِ اِتَّحَدُوا…
ضِدُّ لُصُوصِ الْوَطَنِ الصَّابِرْ ..
ضِدَّ السِّجْنِ الْعَالِي جِدًّا، ضِدَّ الْمَأْمُورِ مَعَ الْآمِرْ…
ضِدَّ عَبِيدِ الْبَنْكِ الدَّوْلِي، وَتَعَاوِيذِ الْحُكْمِ الصَّاغِرْ…
وَالرَّبِّ الْحَاكِمِ “بِالْيُورُو”، وَالْقِبَلَةِ لِلْبَيْتِ الْأَبْيَضْ…
يَا شَعْبِي فِي الْمِحْنَةِ ثُورُوا، أَوْصَانَا “سَاسِي” أَنْ نَرْفُضْ…
أَوْصَانَا أَنْ نَفْتَحَ بَابًا، نَحْوَ الْحُرِّيَّةِ لَا تَفْنَى…
أَنْ نَزْرَعَ فِي الْأرْضِ كِتَابًا، نَحْنُ الْأَصْلُ وَنَحْنُ الْأَبْقَى…
نَحْنُ النَّخْلُ وَنَحْنُ الْأعْلَى، نَحْنُ غَضَبُ الرّيحِ السَّائِرْ…
ضِدَّ الْحَاكِمِ بِالْكَهَنُوتْ، هَذَا شَعْبٌ لَيْسَ يَمُوتْ….
كَانَ الْأَوَّلَ قَبْلَ الْحَاكِمْ، وَ سَيَبْقَى مَا بَعْدَ الْآخِرْ…
مَا قَبَّلَ كَفَّ السَّلْطَانْ، هَذَا شَعْبٌ لَيْسَ يُهَانْ…
لَكِنَّ مِطْحَنَةَ الْمَنْظُومَةِ، لَا تُنْتِجُ إِلَّا الطَّحَّانْ…
يَا شَعْبِي فِي الْأرْضِ اِتَّحَدُوا، يَا نَسْلَ جَمِيعِ الثُّوَّارْ…
ضِدَّ الشَّارِي ضِدَّ الْبَائِعْ، ضِدَّ الرَّاكِعِ لِلدُّولَارْ…
لِحَرَائِرِ أَرْضِي فِي قَلْبِي، يَزْرَعْنَ جَمِيعَ الْأَحْرَارْ…
لِنِسَاءٍ فِي عَرَقِ الْمَصْنَعْ، فِي الْمَقْلَعِ بَيْنَ الْأَحْجَارْ…
لِنِسَاءٍ فِي الْحَقْلِ النَّائِي، وَرِجَالٍ تَحْتَ الْأَمْطَارْ…
حَدَّثَنِي قَلْبِي عَنْ شَعْبِي، عَنْ ” سَاسِي”: “جَاءَ الْإعْصَارْ”…
يَا ثُوَّارَ الْأرْضِ اِتَّحَدُوا، وَاِعْتَنَقُوا مَاءَ الْأَنْهَارْ…
فَالنَّارُ النَّارُ وَلَا الْعَارْ…
أَوْصَانَا “سَاسِي” أَنْ نَمْضِي، لَا نَخْضَعُ أَبَدًا أَوْ نَرْجِعْ…
لَوْ جَعَلُوا الْأَلْغَامَ حُقُولاً، وَالْمِدْفَعَ مِنْ خَلْفِ الْمِدْفَعْ …
فَالثَّائِرُ أَبَدًا لَا يَرْكَعْ، وَعُيُونُ الثَّائِرِ لَا تَدْمَعْ…
إِلَّا فَرَحًا بِالْأَحْرَارْ، مِنْ سَاسِي وَالْغَضَبِ الْهَادِرْ..
لِرَفيقِي فِي حَجَرِ الْوَادِي، فِي غُصْنِ الزَّيْتونِ الثَّائِرْ…
فِي وَجْهٍ مِنْ شَمْسِ بِلَادِي، تَارِيخُ الثُّوَّارِ الْعَاشِرْ…
يَا شَعْبِي فِي الْأرْضِ اِتَّحَدُوا، لَيْسَ لَدَيْنَا وَطَنٌ آخَرْ …

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×