الرئيسية / أقلام / حصري ل”صوت الشّعب”: حوار مع مانيا بارسفسكي عن جبهة “سيريزا” اليونانيّة
حصري ل”صوت الشّعب”: حوار مع مانيا بارسفسكي عن جبهة “سيريزا” اليونانيّة

حصري ل”صوت الشّعب”: حوار مع مانيا بارسفسكي عن جبهة “سيريزا” اليونانيّة

سيريزابعد تشكيل حكومتها مباشرة، دخلت سيريزا مرحلة التنفيذ العملي للبرنامج الذي وعدت به ناخبيها وشرعت في اعادة ترتيب علاقاتها بالمجموعة الاوروبية وبمؤسساتها المالية خصوصا وهي التي تكيف الاقتصاد اليوناني وترتهن المسار التنموي بتعميق التبعية لها على حساب مصالح اوسع الفئات الشعبية ومصلحة الوطن مما يضع الحكومة الجديدة امام ارهاصات صعبة وفي موقع تصادم مع كامل المنظومة النيوليبرالية ومع رموزها المحليين والاجانب. في لقائنا بالرفيقة مانيا بارسفسكي، عضو القيادة التنفيذية  لجبهة سيريزا، سالناها عن كيفية تعاطي الجبهة، كسلطة سياسية جديدة على راس البلاد، مع الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها الحكومات السابقة وعن المهام المباشرة المطروحة على الحكومة وعن افاق بناء نمط تنموي جديد محكوم بالخيارات الاجتماعية لحزب “سيريزا”.  فكان لنا معها الحوار التالي:

1– “سيريزا” تشكل جبهة يسار في اليونان، فما هي هويتها الايديولوجية وما هي توجهاتها السياسية العامة ؟

 شكّلت سيريزا في خطواتها الأولى ائتلافا يساريا يهدف الى تجميع الاحزاب والمنظمات اليسارية والتنسيق بينها واصبحت، منذ جوان 2013، حزبا موحدا يدار بشكل ديمقراطي ويتبنى الاشتراكية الديمقراطية كنهج سياسي. أما الآن، ونظرا للظروف الحالية التي تمر بها بلادنا ورغم وجودها في السلطة، فهي تدعو كافة القوى الديمقراطية، التي صمدت امام “الميمرندوم”، الى التعاون معها على المستوى الاجتماعي والسياسي من اجل مواجهة الازمة الانسانية وضمان حل مقبول اجتماعا لديون اليونان وقادر على توجيه البلاد، دون ركوب الاخطار، نحوالانتعاش الاقتصادي. .

2- بالنسبة ل”سيريزا” يبقى حجم الرهان كبيرا: بطالة، فساد، مديونية متفاقمة، تقشف وانهيار اقتصادي متزايد…

– ما هي الخطة المستعجلة لمجابهة الركود الاقتصادي والاجتماعي ؟

– ما هي القرارات التي تم اتخاذها والتي تنوون اتخاذها في القريب العاجل؟

ما تطالب به حاليا “سيريزا” المؤسسات الاروبية هو اتفاق “عبور” محدود ولبعض الاشهر حتى تتمكن من مناقشة مسألة فسخ الجزء الاكبر من الدين العمومي ليسهل عليها استخلاص ما تبقى من الدين بالاعتماد على خلق الثروات الجديدة وليس على حساب الفوائض  الاساسية لان ذلك سيؤول الى امتصاص مداخيل الدولة. في نفس الوقت، قام  وزرائنا باعلام البرلمان بسلسلة الاجراءات الواسعة القادرة على تحقيق الانعاش الاجتماعي واعادة تحريك الاقتصاد، مثل تقديم الإعانة للعائلات التي تفتقد إلى دخل قار، توفير الخدمات الطبية والصيدلية بالنسبة للعاطلين عن العمل ولا يتمتعون بنظام تامين، بعث هيكل عمومي وسيط مكلف بالقروض الشخصية مع الايقاف الاني للتتبعات بالنسبة لكل القابلين بالانخراط في مسار تسوية وضعياتهم، إعادة تشغيل الإطار المؤسساتي الخاص بحماية حق الشغل الذي خربته حكومات “المموراندوم”، إلغاء جميع التراتيب المتعلقة بالطرد الجماعي الغير مبرر، إسناد الجنسية اليونانية لمهاجري الجيل الثاني… إن هذه الإجراءات الأولية ستسمح بالشروع في بعث درع وقاية لحماية الفئات الاجتماعية الضعيفة وتنشيط الاقتصاد وتشجيع التشغيل وتدعيم الديمقراطية.

3- أمام فشل النمط الاقتصادي النيولبرالي، أي منوال تنمية تتبنون إذن ؟

لقد أدت سياسات التقشف القصوى إلى تفقير العمال وتدمير الجزء الأكبر من الطبقة الوسطى وأوصلت إلى إعادة رسكلة التاخر الاقتصادي الذي فاقم الديون ولذا فان الاولوية يجب ان تمنح الى دعم الاقتصاد الحقيقي عبر حذف الضرائب الافقية وتخفيف العبئ المالي عن المواطنين وضخ السيولة وزيادة الطلب واكتساح ميدان التشغيل من جديد وبصفة تديريجية سنعمل على إصلاح كل المظالم الي تسبب فيها “الميمرودوم” بترفيع الاستثمارات العمومية واعادة الاجور والجرايات الى مستواها الطبيعي بشكل يتصاعد معه الاستهلاك وبإسناد المؤسسات الصغيرة والوسطى والاستثمار في ميدان العلم والبحث والتكنولوجيت الحديثة وإعادة بناء الدولة الفاه والجدارة وفي الوقت نفسه سنسعى إلى تشجيع الاقتصاد الاجتماعي والمجهود التعاوني القائم على التسيير الذاتي في مجال العمل. فعوض أن نقوم ببيع الممتلكات العمومية، نقوم بتوضيفها لصالح التنمية الاقتصادية التي تحترم المحيط الطبيعي وتعمل على حمايته.

4– كيف ستباشرون التفاوض حول مسالة الديون وكيف ستردّون عن القرارات الاخيرة التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي في هذا الشأن ؟

إن حرصنا على وضع مصلحة المجتمع فوق منافع المقرضين وعدم الإذعان للابتزاز والتهديدات يبقى أفضل سلاح لدينا، فالإفلاس المحتمل لليونان لن يكون دون خطر حقيقي على منظومة اليورو بعينها ودون خسائر جسيمة للاقتصاديات القوية لشمال اوروبا. ان ما نطالب به يبقى جد منطقيا، لا بالنسبة لليونان فقط وإنما للاقتصاديات الاوروبية ككل، لذلك نحن بدأنا نلحظ تصدّعا في محيط  المقرضين وفي هذه المعركة نلقى السند الكافي حتى من اللواتي والذين لم يصوتوا لصالح “سيريزا” كما تكشف لنا عنه استطلاعات الرأي الاخيرة. نحن لسنا بمفردنا اذن ونحن نحضى بتضامن عديد الحركات في اوروبا والعالم وحركة  “بودموس” في إسبانيا تسير الآن على خطانا ولدينا القناعة الراسخة في اننا نمثل نموضجا لشعوب أوروبا والعالم.

5– بعد وصولكم الى السلطة، بصفتكم يسار ثوري، هل سينعكس ذلك على علاقتكم بالضفة الجنوبية للمتوسط وخصوصا بالجبهة الشعبية في تونس ؟

بطبيعة الحال فإن مسار الثورة التونسية والربيع العربي كانا عاملا مشجعا لنا والجبهة الشعبية في تونس لها تماهيات عديدة مع “سيريزا” فنحن نتقاسم معها نفس الاهداف ونفس القيم، ففي تونس تشكل الجبهة الشعبية مثلا بالنسبة للوطن العربي وهي تناضل ضد الاصولية الدينية وقمع الليبيرالية الاقتصادية، في نفس الوقت. معا نحن نستطيع تحويل المتوسط إلى بحر سلام وحقوق انسان وتضامن وثراء وتنمية اقتصادية لجميع شعوبها وفي هذا السياق، يبقى تعاوننا الوثيق أكثر من ضروري.

                                   حـاورهـا أحـمـد الـمولـهـي

    

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×