الرئيسية / صوت الجهات / حاجيات مدينة سُكرة بالجملة والتّفصيل: فهل ستكون زيارات السيّد الوزير كسابقاتها؟
حاجيات مدينة سُكرة بالجملة والتّفصيل: فهل ستكون زيارات السيّد الوزير كسابقاتها؟

حاجيات مدينة سُكرة بالجملة والتّفصيل: فهل ستكون زيارات السيّد الوزير كسابقاتها؟

عوّدتنا حكومات ما بعد الثورة على الزيارات الميدانيّة للمناطق التي تعاني مشاكل مع أن هذه الزيارات تُستغلّ للدعاية الإعلامية للحكومة والوزير الذي قام بها دون أيّ إنجاز في الحقيقة.
وحتى نبتعد عن الرّجم بالغيْب ومحاكمة النوايا نودّ طرح السؤال التالي: هل بإمكان وزير البيئة في الحكومة الحالية أن ينجز شيئا مهمّا لحلّ الإشكاليات البيئيّة التي تعاني منها منطقة حي الزيتون من معتمدية سكرة؟

جوابا على هذا السؤال لا بدّ من تقديم المعطيات التالية:

1- معتمدية سكرة والأحياء الشعبية منها كحي الزيتون وحي النور ونهج المطار وحي الفاتح بأجزائه الثلاثة وسيدي صالح ونهج النمر وحي بنكيلاني وبقية المناطق الشعبية في منطقة برج الوزير سكرة كجامع الروضة وحيّ النسيم وغيرها هي مناطق جاذبة للسكان، والمنازل التي كانت تقطنها عائلة واحدة أصبحت تقطنها ثلاث أو أربع عائلات بحكم توسّع البناء وتطوّر ظاهرة كراء المنازل. وحسب الأرقام المتداولة هناك حوالي 160 ألف ساكن وربما أكثر. وعليه فإن قنوات التطهير التي هي في الأساس صغيرة الحجم لا تكفي حتى لثلث عدد السّكان الحاليّين، فما بالك بالعدد المتوفّر حاليا في مختلف مناطق سكرة والتطور السريع للبناءات أفقيّا وعموديّا.

2 – وتطبيقا وخضوعا لسياسة الجهات المانحة والدّائنة فإنّ مختلف الحكومات التونسية لا تستطيع رفع إصبعها الصغير أمام صندوق النقد الدولي وبقية صناديق النهب الأخرى وعليه فإن الحكومة التونسية اتّخذت قرارها بتجميد الانتداب في الوظيفة العمومية ومناب ديوان التطهير منها هو عدم انتداب أعوان جدد لتعزيز صفوف العاملين، بحيث أنّ من يتقاعد لا يعوّض. وتبقى منطقة سكرة وغيرها من مناطق بلادنا تسبح في الفضلات والأوساخ وبِرَك المياه الآسنة والناموس والحشرات وحتى الثعابين وهي موجودة حاليا وبدون أدنى مبالغة في بركة مياهٍ في آخر نهج البرتقال آخر حي الزيتون بسكرة.

3 – مؤسسة مثل ديوان التطهير لا يمكن أن تكون خاسرة بالمرّة ومن يقول عكس هذا فهو مُجانِب للحقيقة لأنّ مواردها في تجدُّدٍ دائم من الاقتطاعات في فاتورة استهلاك الماء الصالح للشراب لكننا لانفهم لماذا لا يقع تجديد أسطول الشاحنات الشافطة لمياه الصّرف الصحّي وتعزيز الموجود منها والصيانة المستمرّة لمحطات الضخّ وبناء محطّات جديدة لمواكبة التطور العمراني المتسارع في سكرة على سبيل المثال.

4- عديدة هي الأنهج في مدينة سكرة غير المرتبطة بشبكة التطهير مثلا في المنطقة التي زارها الوزير اليوم جزء مهم من نهج تاكلسة لم يقع ربطه إلى حد الآن بالرغم من مطالبة السكان بهذا الربط منذ سنوات. أُنجِز جزءٌ منه تحت الضغط والآخر بقي معلّقا وهو في الحقيقة لا يكلّف الكثير.

نهج ازمر بحي الزّيتون قريبا من المكان الذي حلّ به الوزير عند نزول الأمطار تمتلئ ساحات المنازل ويحاصر السكان في بيوتهم وتصبح الحركة شبه مستحيلة. هذا دون الحديث عن السّاحات العفنة فقد رآها الوزير عند زيارته كنهج الملاحة والبطحاء حول محطة الضخّ الجديدة والأحياء التي حدّثه عنها المواطنون اليوم أثناء زيارته وهو مصحوبا بثلّة من المسؤولين الجهويّين والمحليين.

وحتى لا نطيل وأمام المعطيات المقدّمة، نكاد نجزم أنّ السيد الوزير لن يذهب بعيدا في فعل شيء مهمّ بالنّظر إلى حجم الضّرر المتراكم وأمام الكوارث البيئية الموجودة بالمنطقة ونقص الإطار والأعوان العاملين في قطاع التطهير وكذلك آليات التدخّل.

هذه الزيارة لن تخرج عن نمط الزيارات الدعائية المعتادة: سماع المواطنين الغاضبين على الوضع، الكثير من الكلام وقليل من الفعل أو لا شيء. في الختام أتمنى أن تكذبني الحكومة ويطل علينا السيد الوزير من خلال شاشة التلفزة ليعلن حزمة إجراءات كفيلة بتغيير الوضع البيئي في المنطقة نحو الأفضل وحلّ كل الاشكاليات والاستجابة لطلبات المواطنين وحقهم الدستوري في بيئة نظيفة وسليمة.

محمد الحبيب بلحاج
مستشار بالمجلس البلدي بسكرة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×