الرئيسية / الافتتاحية / معاناة ابتسام الحناشي صاحبة الدكتوراه
معاناة ابتسام الحناشي صاحبة الدكتوراه

معاناة ابتسام الحناشي صاحبة الدكتوراه

لقد استفحلت الأزمة السياسية بين التشكيلات الحزبية الفاقدة لبرامج وتصورات عدا الخضوع للإملاءات الخارجية نتجت عنها أزمة اقتصادية واجتماعية وقيميّة وبيئية…الخ. هذه الاختيارات الاقتصادية النيوليبرالية نتجت عنها مخلفات كارثية أبرزها تفاقم البطالة وتهميش الشباب وخاصة أصحاب الشهائد العليا الذين فقدوا الأمل ووصلوا مرحلة اليأس. ولولا حب الوطن الذي يسكن أغلب شرائح هذه النخبة وإيمانهم بإمكانية تغيير الواقع بما أنهم الرأسمال الحقيقي القادر على بناء مستقبل تونس لأصابهم ما تصبو إليه منظومة الحكم من تركهم فريسة الانتحار والهجرة والإدمان والانحراف…الخ، يعني الموت واليأس.

في هذا الإطار ومن هذا المنطلق نتحدث عن ولاية سليانة الحالمة رغم تهميشها وتفقيرها وحرمانها من التنمية والمشاريع كالبنية التحتية وغيره.. من أجل تخفيض نسب البطالة المرتفعة. فالعديد من شاباتنا وشبابنا يملك تصورات لحلول مدروسة ومعمقة ودراسات علمية واقعية تتماشى وخصوصيات الجهة من واقع ومناخ وطاقات.. يمكن أن تحدّ من نسبة البطالة في ظل تنصََل السلطة من مسؤولياتها. بل وعرقلتها لبعض المحاولات نتيجة الفساد المستشري والبيرقراطية المقيتة على جميع المستويات المحلية والجهوية والمركزية.

ولعلّ خير دليل على ذلك وضعية الدكتورة الصامدة ابتسام الحناشي أصيلة مدينة مكثر من ولاية سليانة التي التقيناها يوم الوقفة الاحتجاجية لأصحاب المشاريع الصغرى والمعطلين عن العمل، متحصلة على شهادة الدكتوراة في العلوم الفلاحية سنة 2017 وهي إلى حد هذا اليوم عاطلة عن العمل مثل غيرها وهن كثيرات. حيث تقدمت بدراسة مشروع معمقة تناهز نسبة نجاحه الـ100٪ تمحورت في وضع مخبر تحليل لأمراض النباتات هو الأول في الشمال الغربي وتونس عامة.

وسلكت أبواب مؤسسات سليانة المعنية لتقضي ساعات بين الولاية ومندوبية الفلاحة وبنك تونس للتضامن. وكل وإجابته، الأول “وثيقة ناقصة” والثاني “أرجع غدوة” والثالث “اصبري شوية” لتقضي اليوم والأسبوع والشهر والعام ماشية بين الأنهج تدقّ الأبواب دون جدوى. ولم تيأس إمرأتنا الصامدة رغم محاولة قتل طموحها مرات ومرات.

ولكن للأسف انحبس الأمل مع رفوف الوثائق المرفوضة والمهملة رغم ما قدمته الكونفدرالية الدولية للفلاحة التي تضع بالخزينة 75 مليارا كنصيب سليانة لتمويل هذه المشاريع والتي نجهل مصيرها. هنا تموقعت البيروقراطية في مستوى الولاية وأصبحت سلوكا قارا تطبيقا لسياسة الحكومات المتعاقبة التي تدفع أمثال ابتسام في ثلاث مسالك مظلمة، إمّا حرق أنفسهم في الشوارع والساحات أو مغادرة البلاد أو الجمود والعزلة ولكن هيهات.

عبد الله بوبكر

.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×