صوت الشعب صوت الحقيقة
بقلم الشاذلي المغراوي
تقع قرب سلسلة مرتفعات القراعة وبالتحديد بين معتمديتي تيبار وتبرسق من ولاية باجة. إنها تلك المنطقة الساحرة بجمالها الطبيعي ومناظرها الخلابة. انها منطقة دجبة، تلك المنطقة الفلاحية البسيطة والغنية في نفس الوقت بطيبة اهلها الذين عرفوا بحبهم للأرض وتمسكهم بها رغم ظروفهم الصعبة، منطقة التين والزيتون بامتياز. فمن من سكان الشمال الغربي لا يعرف خصائص تلك المنطقة، ومن يقول دجبّة يقول لك التين الجيد.
من المفارقات، أنه رغم بهاء الطبيعة وجمالها وتنوّع منتوجها الفلاحي وخاصة أشجار التين والزيتون واللوز فالجهة تفتقر إلى أدنى مقوّمات التنمية ولا تتمتع بأفضال تلك الثروة الطبيعة؛ تفتقر إلى الماء والطريق. وعندما تتحدّث عن الماء لا يعني انعدامه بل صعوبة الحصول عليه والحال أنها من أكثر الجهات ثراءً في قاعدتها المائية.
لقد أهملت السلط المتعاقبة العناية بتنمية تلك المنطقة. فرغم الوعود المتكرّرة لديوان تنمية الشمال الغربي بانجاز الطريق الفرعية الرابطة بين قرية دجبّة ومدينة تبرسق الا أن تلك الوعود بقيت حِبرا على ورق ولم تر النور إلى الآن وتعمّقت مشاكل الجهة من تهميشٍ وعزلة ونقص فادحٍ في مياه الري، حيث يضيع المنتوج أمام أعين أصحابه باعتبار أن هذا النوع من التّين يعتمد بالأساس على الماء ويتطلّب الريْ المتواصل بداية من شهر جوان عندما تبدأ الثمار في النمو. ولكنها مهدّدة بالضّمور بسبب أشعة الشمس الحارقة في ظل غياب الماء، وبذلك تضيع مجهودات الفلاحين. ولذلك فإن سكان دجبّة لا يطلبون من الدولة لا مساعدات مادية ولا شغلا، فقد فقد علمتهم الحياة والواقع أن الدولة لا تفكّر في “أمثالهم” ولا توجد في أجندات المنظومات والحكومات المتعاقبة اهتمام بمثل هذه الجهات وبمتطلبات أهاليها.. أهالي دجبّة فقط ينشدون السّماح لهم بحفر بعض الآبار لريّ أشجارهم وخدمة أراضيهم وتحسين وضعية الطريق لنقل منتوجاتهم إلى المدن المجاورة.
فمتى تلتفت الدولة إلى هذه الجهة ومشاكل فلاحيها وتجيز لهم حفر الآبار حتى يعمّ إنتاج هذا النوع من الثمار الجيدة التي تتوفر بكثرة في منطقة دجبة متى توفرت لها أسباب الحياة ويحرم منها المواطن لارتفاع سعرها والحال أنه يمكن التحكم في ذلك إذا توفر لها الماء.
