بقلم نبيل بن علي
أمام الجرائم الصهيونية في غزة وإبادة البشر والحيوان والحجر التي فاقت الخيال ولم تشهد فضاعتها في كل الحروب السابقة، وأمام الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ضرب وتجاوز لكل القوانين والمواثيق الدولية، تقف منظمة الأمم المتحدة عاجزة عن إيجاد حلّ لإيقاف حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة لأنها ببساطة تخضع لسيطرة الأنظمة الغربية وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية التي تقف سدّا منيعا ضدّ أيّ قرار من شأنه التخفيف من وطأة معاناة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى ذلك فإن موقف الأنظمة العربية الرجعية الخائنة اكتفى بعضها بالصمت في حين أنّ البعض الآخر ساعد الكيان الغاصب بشكل أو بآخر في حربه العدوانية.
في المقابل عرفت القضية الفلسطينية والفلسطينيين في غزة دعما منقطع النظير من شعوب العالم ومكونات المجتمع المدني والسياسي ومن بعض الدول لم يشهد له مثيلا في تاريخ القضايا العادلة التي عرفتها قضايا عادلة أخرى مثل نضال شعب جنوب أفريقيا ضدّ نظام الابارتيد، والاعتداءات الغربية على يوغسلافيا وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا.
فتبعا لحرب الإبادة التي يعيشها شعبنا في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 ولأول مرة يصدر حكم ضدّ الكيان الغاصب. ففي 21 نوفمبر 2024 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يواف غالنت، بتهم تتعلق بجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب بما في ذلك استخدام التجويع كوسيلة حرب وارتكاب أعمال تقتيل واضطهاد ضدّ المدنيين، كما اعترفت عديد الدول سنة 2024 بدولة فلسطين نذكر منها إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا وأرمينيا وجامايكا وجزر الباهاماس وقطعت بعض الدول علاقتها مع دولة الكيان الصهيوني، وندّد ملك بلجيكا بحرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة وأكد أنه يقف إلى جانب كل من يدين الانتهاكات التي تحدث في غزة وأكد أنّ هذا عار على الإنسانية. كما ندّد عديد النواب في البرلمان الأوروبي بما يقوم به الكيان الغاصب من جرائم ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة، وصوّت اتحاد عمال النرويج بالإجماع على قرار مقاطعة “إسرائيل” ومنتجاتها دعما لفلسطين وقضيتها. وخرجت مجموعات يهودية في بريطانيا وأمريكا مطالبة بوقف الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، منادية بالحرية لفلسطين وإيقاف تسليح دولة الكيان. كما ندد زعيم فرنسا الأبية ميلونشون بحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وطالب بإيقاف الحرب وإيقاف الاتفاقيات الممضاة بين الاتحاد الأوروبي و”إسرائيل” لعزلها.
أعدت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الخاصة لدى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة تقريرا لتفعيل القانون الدولي، وثقت فيه كل جرائم نتانياهو في غزة بمساعدة الامبريالية الأمريكية بقيادة ترامب، ففرضت عليها الولايات المتحدة بعض العقوبات. ولا ننسى مسيرات الدعم في أغلب عواصم دول العالم وتحوّلت بعض الحفلات الموسيقية الكبرى إلى دعم للقضية الفلسطينية وأصبح شعار Free Palestine يدوّي في شوارع أغلب كبرى عواصم العالم.
فهل حان الوقت لتتحمل الشعوب العربية وقواها الحيّة مسؤوليتها في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وتجاوز المعوقات التي تحول بينها وبين هذا الواجب القومي والأممي والمتمثل أساسا في الأنظمة العميلة الجاثمة على صدورها والخانقة لكل نفس تحرري، تجسيدا لمقولة حكيم الثورة الفلسطينية الدكتور جورج حبش “إنّ أفضل ما تقدمونه لفلسطين هو نضالكم ضد أنظمتكم الرجعية”.
صوت الشعب صوت الحقيقة
