الرئيسية / عربي / خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لـ”صوت الشعب”:
خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لـ”صوت الشعب”:

خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لـ”صوت الشعب”:

أصوات النساء عالية في أسطول الصمود، ونستمدّ قوّتنا من صمود وثبات المرأة الفلسطينية

توافد على تونس في المدة الأخيرة العديد من حرائر العالم وأحراره للمشاركة في أسطول الصمود العالمي الذي تعبأ للتوجه الى غزة التي تتعرض منذ حوالي عامين الى حرب إبادة نازية. الأسطول البحري الذي يشارك فيه مناضلات ومناضلون من قرابة 40 بلدا هو صيحة في وجه الوحشية النازية التي تحتل فلسطين وتعربد في المنطقة مدعومة من الإمبريالية العالمية وخاصة الأمريكية و بتواطؤ أنظمة العمالة والعار في المنطقة.

من بين المشاركات في الأسطول الرفيقة خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان والشخصية الحقوقية المعروفة التي تعتز “صوت الشعب” بمحاورتها حول مختلف الأوجه التي تهم هذه المشاركة ضمن الوفد المغربي المناضل الذي يضم كذلك من بين من يضمّ الرفيقين الدكتور عزيز غالي الرئيس السابق لذات الجمعية وأيوب حبراوي، عضو شبيبة النهج الديمقراطي العمالي.

وجب التنويه ان إجراء الحوار تم قبل الاعتداءات التي طالت سفنا من الأسطول في ميناء سيدي بوسعيد وقبل التعطل الحاصل في موعد انطلاق الاسطول نحو غزة الشامخة.

الرفيقة خديجة الرياضي، تبحرون قريبا نحو غزة. ماهي رسالتكم الى فلسطين والى العالم؟

أولا شكرا لجريدة صوت الشعب على هذه الاستضافة الكريمة، وعبرها أود تقديم الشكر للشعب التونسي المضياف الذي وفر لنا كل الشروط للاستعداد المشاركة في هذه المبادرة النضالية التضامنية السلمية.
وبخصوص هذه المبادرة فهي أسطول تضامني يهدف إلى فك الحصار عن غزة وهو رد على المواقف المخزية للحكومات والأنظمة التي تدعم حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني بصمتها وأيضا بدعمها لجيش الاحتلال بما فيها نظامنا المغربي المطبع الذي يفتح موانئ بلادنا لسفن الإبادة. رسالتنا أيضا هي لأطفال ونساء غزة ولكل الشعب الفلسطيني، نقول لهم غزة ليست وحدها وإن أحرار وحرائر العالم معها.

رسالتنا أيضا لكل من يضع نفسه الى جانب الكيان المعتدي نقول إن شعوب العالم تحررت من الهيمنة الصهيونية وأسقطت سرديتها وفهمت حقيقة الصراع في المنطقة ووعت بدورها كشعوب في الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الذي تعرض ولا يزال الى الظلم الكبير.

الرفيقة خديجة، تشاركين في أسطول الصمود رفقة عدد من حرائر العالم. كيف ترين مساهمة النساء في حركة الاسناد لفلسطين؟

هناك مشاركة قوية للنساء في هذا الأسطول. بل إن عددا من رموزه نساء. وعموما هناك حضور قوي للنساء في الحركة الداعمة الشعب الفلسطيني التي لم تبدأ مع بداية حرب الإبادة الجماعية ضد غزة بل معنا ناشطات من بلدان غربية ناضلن من أجل فلسطين لعقود من الزمن. وهناك أصوات نسائية قوية أبرزها صوت المقررة الأممية المعنية بوضعية حقوق الإنسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة، فقد أصبحت فعلا صوت الضمير الإنساني العالمي وتواجه من أجل ذلك حصارا قويا وقرارات انتقامية وجدّ صعبة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية. لكن كل هذا طبعا لن ينسينا دور النساء الفلسطينيات اللواتي يعطيننا دروسا بليغة في الصمود الذي لولاه لما صمد الشعب كله هذا الصمود الأسطوري.

تأتين من بلد دولته مطبّعة. كيف تقيمين نضال الشعب المغربي ضد هذا التطبيع؟

لم يبدأ نضال الشعب المغربي ضد التطبيع بعد توقيع النظام المخزني لاتفاقاته الخيانية مع الكيان الصهيوني. بل كان دائما يناهض كل أشكال التطبيع التي كان يقترفها النظام بشكل سرّي وأحيانا علني في تحد سافر للشعب المغربي المناهض الصهيونية والمعتبر دائما القضية الفلسطينية قضية وطنية. وقد صعّد الشعب المغربي بشكل نوعي من نضاله ضد التطبيع بعد الخيانة العظمى التي ارتكبها النظام في دجنبر 2020. وعرف هذا النضال ذروته خاصة بعد تأسيس الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع. وهي التي نظمت مئات المسيرات والوقفات والاحتجاجات العارمة وفي كل المدن المغربية. واعتُبر الشعب المغربي الأكثر تواجدا في الشارع من أجل فلسطين ضمن كل الشعوب العربية والمغاربية، بعد الشعوب المنتمية لجبهة الاسناد. وقد عبر الشعب المغربي بقوة عن رفضه لهذا التطبيع ويطالب بإسقاطه وتجريمه معتبرا أنه قرار انفرادي لنظام لا يمثل نهائيا الشعب المغربي.

كيف سيأثر أسطول الصمود في تنشيط حركة الإسناد خاصة في المنطقة؟

أسطول الصمود تعبير عن صوت الشعوب التي ترفض ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم واحتلال وإبادة وتجويع وتطهير عرقي، هو فعلا مبادرة غير مسبوقة وتاريخية وأكيد لها تأثير مهم على القوى المتورطة في الإبادة لأنها تفضح مدى عزلة الأنظمة عن شعوبها ومدى الأزمة العميقة لما يسمى بالديمقراطية في الدول الغربية حيث الشعوب منحازة الى صف الإنسانية والأنظمة غارقة في دعم الهمجية، وأكيد أن هذه المبادرة ستزيد من عزلة الكيان الذي أصبح منبوذا في العالم و لم يسعفه جبروته وطغيانه ودعم القوى الامبريالية له وعربدته على الدول وتحديه القانون الدولي دون عقاب .

لكن تبقى المقاومة الفلسطينية هي الكفيلة بتحرير شعبها، ويبقى نضال الشعوب المستمر ضد الأنظمة الاستبدادية في بلدانها وضد الامبريالية العالمية هو الكفيل بإسقاط الصهيونية العالمية. هذا الأسطول حلقة فقط من حلقات نضال الشعوب الوحدوي من أجل فلسطين يجب أن تتبعها مبادرات أخرى أقوى وأكبر الى حين وقف الإبادة وطرد الاحتلال وتحرير فلسطين، كل فلسطين.

إلى الأعلى
×