الرئيسية / صوت العالم / “لويس كورفلان” رمز من رموز مقاومة الدكتاتورية في الشيلي
“لويس كورفلان” رمز من رموز مقاومة الدكتاتورية في الشيلي

“لويس كورفلان” رمز من رموز مقاومة الدكتاتورية في الشيلي

بقلم محمود نعمان

“لويس كورفالان” زعيم شيوعي من التشيلي وواحد من أبرز المناضلين الذين قاوموا الفاشية في بلاده. ولد في 14سبتمبر 1916، في مدينة “بترومونت” بجنوب التشيلي. عمل في بداية حياته المهنية كمعلم ثمّ كصحفي ثمّ تفرغ للنشاط السياسي كعضو ثمّ كقيادي في الحزب الشيوعي التشيلي.

انتمى إلى الحزب الشيوعي وهو في عمر 16 عاما، وقد كان الحزب حينها يتمتع بتأثير قوي في الحركة النقابية و عندما أسّس الحزب الشيوعي، بالتعاون مع قوى يسارية أخرى في عام 1936، “الجبهة الشعبية” كتحالف معادي للفاشية كان “كورفلان”، وخصوصا بعد الإضراب العمالي الكبير أحد الناشطين في العمل الدعائي للحزب وللجبهة وعمل كمحرر في جريدة “فرونتي بوبولار” (الجبهة الشعبية) بعد أن أطرد من عمله كمعلم بسبب نشاطاته السياسية والنقابية.

عرف السجون منذ الأربعينات بسبب مقاومته للديكتاتورية في بلاده إذ دخل “كورفالان” السجون لمرات عديدة كان أولها عام 1947 عندما قامت الحكومة الدكتاتورية في حينه بحظر نشاط الحزب الشيوعي والزجّ بالكثير من الشيوعيين في معسكرات الاعتقال ثمّ تولّى قيادة العمل السري للحزب خاصة مهمة إصدار عدد من الصحف الشيوعية، وإصدار العديد من البيانات، وقيادة نشاطات المقاومة ممّا كلفه الاعتقال والتعذيب مجددا سنة 1950 حتى 1958 تاريخ رفع الحظر عن الحزب الشيوعي وعودته إلى النشاط العلني لينتخب في منصب الأمين العام للحزب الشيوعي في الشيلي من 1958 حتى سنة 1989.

إثر انقلاب الجنرال الفاشي “أوغوستو بينوشي” في سبتمبر 1973 على حكومة الوحدة الشعبية بقيادة الاشتراكي “سلفادور أليندي” التي كان الحزب الشيوعي من أبرز القوى المكونة لها، اعتُقل “كورفالان” من جديد وقُتل الرئيس المنتخب “أليندي” وجرت حملة واسعة النطاق تمّ خلالها اختطاف عشرات الآلاف من التشيليين وإرسالهم إلى معسكرات الاعتقال، من ضمنهم “لويس كورفلان” الذي تمّ ترحيله إلى معسكر اعتقال “بريدستيك” في جزيرة “داويسون”. وكان يُعتبر المعتقل السياسي الأبرز لدى الدكتاتورية الفاشية، ومثّل رمزاً لحملات التضامن مع الشعب الشيلي التي نُظِّمَ الكثير من فعالياتها تحت شعار “الحرية للويس كورفالان”. بعد ثلاث سنوات أطلق سراحه، سنة 1976، إثر مفاوضات طويلة وشاقة جرت مبادلته مع معارض سوفيتي لينتقل إلى الاتحاد السوفيتي حيث أقام هناك حتى عام 1988.

ساهم من منفاه في قيادة مقاومة الدكتاتورية الفاشية، بما في ذلك عمليات الكفاح المسلح، ففي عام 1974 شكل الحزب الشيوعي التشيلي قوات أنصار حملت اسم “الجبهة الوطنية للحرية والسلام والتقدم والعدالة الاجتماعية… مانويل رودريغيز”. وقد تمكن “كورفلان” من زيارة بلاده في كنف السرية وهي ترزح تحت الحكم الفاشي المدعوم من الامبريالية الأمريكية.

عاد رسمياً إلى وطنه سنة 1988 ليساهم في دعم العملية الديمقراطية التي تُوّجت بإنهاء الدكتاتورية الفاشية في عام 1990.

وظل حتى وفاته عضواً في اللجنة المركزية للحزب، وانشغل في السنوات الأخيرة بكتابة تاريخ الحزب الذي لعب دورا أساسياً ومقرراً في مسيرته. تفرغ خلال هذه السنوات بشكل أساسي للكتابة فقد صدر له عام 1993 “انهيار السلطة السوفيتية” وفي عام 2000 أصدر “كورفلان” كتابه “حكومة سلفادور أليندي”، وبعد خمس سنوات أصدر كتابه “الشيوعيون والديمقراطية”، وفي الكتابين الأخيرين لخّص “كورفلان” تجربة سنوات حكومة الوحدة الشعبية، ووضع أفكارا حول عمليات التغيير الثوري في تشيلي وعموم أمريكا اللاتينية ثمّ وفي عام 2011 أصدر كتابا آخر بعنوان “ألمانيا الأخرى، ألمانيا الديمقراطية”.

توفي “لويس كورفالان” في 21 جويلية 2010، في العاصمة التشيلية سانتياغو، عن سن 94 عاماً قضّى معظمها في النضال من أجل المثل الاشتراكي.

إلى الأعلى
×