حبيب الزموري
حبيب الزموري
سنوات بالضبط في إجلاء ما يسمى بــــ ” مجلس شورى ثوار بنغازي ” المتكون من قوى الإسلام السياسي في إطار “عملية الكرامة” التي إنطلقت في 15 ماي 2014 تحت شعار معلن هو مكافحة الجماعات الإرهابية و هدف غير معلن هو السيطرة على ليبيا بالقوة مدعوما من قوى إقليمية ودولية , هو ما كرس تقسيم ليبيا إلى محورين ؛ – محور طرابلس ؛ مركز حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج والتي تحمي نفسها بحزام من الميليشيات ذات المرجعية الإخوانية و السلفية والميليشيات التي أنشأها تجار الحرب من ضباط النظام السابق .- محور برقة ؛ ومركزه بنغازي رغم تواجد البرلمان في طبرق وهو يرتكز على القوة العسكرية للمشير خليفة حفتر .
قدرت آخر إحصائيات منظمة الأمم المتحدة لسنة 2019 عدد قطع السلاح الخارجة عن السيطرة بـــ 15 مليون قطعة سلاح أي بمعدل ثلاث قطع لكل مواطن ليبي و هو ما يفسر تعدد مراكز السلطة في ليبيا ففي كل مدينة بل وفي كل حي في بعض المدن سلطة بقوة السلاح تفرض نواميسها حتى على الحكومات و البرلمانات الصورية التي إنتصبت في ليبيا منذ 2011 ولم تتوانى القوى الإمبريالية ووكلائها الإقليميين على إغراق ليبيا بالسلاح رغم الحظر الأممي المعلن على تصدير السلاح إلى ليبيا . سواء تعلق الأمر بالقوى المتمركزة في الشرق الليبي بقيادة حفتر و حلفائه أو بحكومة الوفاق الوطني في طرابلس وحلفائها فإن الطرفين مقيدين بتبعيتهما لقوى خارجية وداخلية لا مصلحة لها في قيام نظام ديموقراطي وطني وشعبي ليبي يوحد البلاد و الشعب الليبي ويستعيد سيادته على التراب الليبي المستباح و ثرواته المنهوبة . إن ليبيا اليوم هي التطبيق العملي والمثالي لمشروع اليمين المحافظ الأمريكي الذي بشر به منذ بداية القرن الـــ 21 بتمويل من وكلاؤه الإقليميون من القوى اليمينية الرجعية بغض النظر عن إصطفافها مع هذا الطرف أو ذاك . إن تواصل حالة الإحتراب وتأجيج النعرات القبلية والمذهبية في ليبيا على المدى المنظور يشكل حجر الأساس في المشروع الإمبريالي والرجعي لإنهاك الشعب الليبي و تهيئته لقبول الحلول المعلبة والجاهزة في
مختبرات ” دبابات الفكر – think tanks ” الليبيرالي المتوحش والمتحفز لوضع يده على الثروة النفطية في ليبيا وهنا لا بد من الإشارة إلى أن ما يحدث في ليبيا ليس بمعزل عما يحدث في العراق و سوريا وفنزويلا في سياق سعي الإمبريالية الأمريكية إلى توفير شروط بقائها بالسيطرة على مصادر الطاقة في العالم التي تحرك الإقتصاد العالمي و التي تسمح لها بخنق الإمبرياليات الصاعدة المنافسة لها .
صوت الشعب صوت الحقيقة