مرة أخرى، تعود الإمبريالية الأمريكية، بقيادة دونالد ترامب، إلى مهاجمة دولةً من أمريكا اللاتينية – فنزويلا الآن – مستخدمةً الأكاذيب والافتراءات، بهدف تهيئة بيئة مواتية لغزو عسكري لأراضيها. والجميع يعلم أن هذه الأساليب ليست جديدة، فذكرى ما حدث لبنما في ثمانينيات القرن الماضي لا تزال حاضرة في الأذهان، عندما كان الرئيس آنذاك مانويل أنطونيو نورييغا هدفًا لهجمات الحكومة الأمريكية، التي كان شعارها الأساسي هو الدفاع عن قناة بنما. وحدثت ظاهرة مماثلة للجنرال عمر توريخوس، الذي كان يسعى أيضًا لاستعادة السيادة على القناة.
واليوم، يتّهم دونالد ترامب، بموقفه الفاشي المعتاد، الرئيس الفنزويلي بأنه تاجر مخدرات، ويصف حكومته بأنها “منظمة إجرامية”. كل هذا نابع من السياسة التوسعية لإدارة ترامب، التي، كعادتها، تعتبر أمريكا اللاتينية حديقتها الخلفية. في الواقع، أصبحت فنزويلا الآن هدفًا لحكومة اليانكي، لأسباب اقتصادية بالتحديد، إذ تمتلك البلاد ثروة معدنية ونفطية هائلة، وكذلك لأسباب سياسية، إذ ترفض حكومة مادورو الاصطفاف وراء الولايات المتحدة، وهو ما يُثير بلا شك غضب ترامب الفاشي.
وقد شهد تاريخ أمريكا اللاتينية أمثلة صارخة على التدخل الأمريكي، حيث دفعت شعوبها ثمنًا باهظًا للدفاع عن سيادتها، أي حقها في تقرير مصيرها بحرية. وهي اليوم حريصة على استقلال بلدانها في وجه الغطرسة الأمريكية، وتتضامن تلقائيا مع أي شعب تتعرض سيادته إلى الخطر.
لذلك بادرت الأحزاب والقوى الثورية والتقدمية في المنطقة للتنديد بالتحرش الذي تتعرض له فنزويلا اليوم وبما يحاك لها من مؤامرات، نورد منها في ما يلي بيان الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالإكوادور المتضامن مع عمّال فنزويلا وشعبها:
الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني في الإكوادور:
نرفض التدخل العسكري الأمريكي المحتمل في فنزويلا
وندعم عمال هذا البلد وشعبه
في الساعات الأخيرة، نشرت الحكومة الأمريكية سفنًا حربية مزودة بأنظمة صواريخ موجهة وغواصات نووية وطائرات استطلاع على الساحل الفنزويلي. تحمل هذه السفن 4500 جندي، منهم 2000 من مشاة البحرية، وقد أُعلن عن مضاعفة هذا العدد. يُظهر هذا العدد الضخم من القوات العسكرية أن الإمبريالية الأمريكية تُعدّ لتدخل عسكري في فنزويلا، وهو ما ندينه بشدة.
إنّ التبرير الفظّ الذي قدّمه الرئيس دونالد ترامب هو أنّ هذا يهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات. فهل الغواصات والصواريخ النووية ضرورية لهذا الغرض؟ هذه حجج واهية، تُشبه تلك التي استُخدمت في مناسبات أخرى لإخفاء الحملات العسكرية ضدّ شعوب ودول ذات سيادة. يكفي أن نتذكر ما حدث عام 2003، عندما شنّت الإمبريالية الأمريكية حملة دعائية مكثفة لإقناع العالم بامتلاك الحكومة العراقية أسلحة دمار شامل كيميائية ونووية تُهدّد البشرية. وتحت هذه الذريعة، غزت البلاد، مُقتّلةً الآلاف. وبعد سنوات، اضطرت للاعتراف بأن هذه الأسلحة لم تكن موجودة قطّ. فهل يُخططون الآن لتكرار هذا السيناريو، وهذه المرة بفنزويلا مسرحًا له؟
إن حزبنا يرفض حزبنا رفضًا قاطعًا التعبئة العسكرية الأمريكية في مياه البحر الكاريبي، وأيّ محاولة لغزو فنزويلا. هذا البلد الذي يُعتبر بالفعل ضحية سياسات التدخل التي تنتهجها الإمبريالية الأمريكية، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والتي تُترجم إلى حصار وعقوبات اقتصادية مُدانة بنفس القدر.
ونحن إذ نؤكد تضامننا مع العمال والشعب الفنزويلي، وندافع عن حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير، فإننا ندعو العمال والشباب والشعب في بلدنا، وفي جميع أنحاء العالم، إلى إظهار دعمهم الفعّال للشعب الفنزويلي البطل.
• الإمبريالية الأمريكية، ارفعي يديك عن فنزويلا!
• كل التضامن مع العمال والشعب الفنزويلي!
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني في الإكوادور
21 أوت/أغسطس 2025
صوت الشعب صوت الحقيقة
