الرئيسية / عربي / حوار مع السيدة هبة عياد زوجة الرفيق الأسير منذر صنوبر(*) المحكوم بأربعة مؤبدات وأربعين عاما سجنا
حوار مع السيدة هبة عياد زوجة الرفيق الأسير منذر صنوبر(*) المحكوم بأربعة مؤبدات وأربعين عاما سجنا

حوار مع السيدة هبة عياد زوجة الرفيق الأسير منذر صنوبر(*) المحكوم بأربعة مؤبدات وأربعين عاما سجنا

السيدة هبة عياد، هل لو نطمئن بداية على الرفيق الأسير منذر صنوبر خاصة أنكم لم تتمكنوا من زيارته منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى؟

لا معلومات لدينا عن الأسير منذ اندلاع “طوفان الأقصى”. قبل 7 أكتوبر كان هناك اتّصالات خفيفة وسريعة، لكنها توقّفت مثله مثل بقية الأسرى، ونحن لا تصلنا إلا معلومات شحيحة عن طريق المحامين. الأسير يبلغ 47 عاما، اعتُقل في 31 ديسمبر 2003، محكوم بأربعة مؤبدات و40 عاما، يقبع الآن في سجن “رامون” الصحراوية، له اليوم أكثر من عشرين عاما في الأسر. اليوم ليس لنا معلومات إلا معلومة واحدة عن طريق المحامي، صحّته سيئة، فقد 42 كلغ من وزنه بحكم الحرمان من الأكل والتّغذية والرعاية الصحّية. إدارة السّجن تمنع عنهم شفرات الحلاقة والطعام والفيتامينات والحرمان من الخروج للشمس وهو ما أثّر على صحتهم، كما منعت عنهم الأغطية فلكلّ أسير غطاء واحد فقط في البرد القارس طيلة الشتاء وإلى الآن.

الأسير منذر صنوبر محكوم بأربعة مؤبّدات وهو في الأسر منذ 20 سنة. لو نتعرّف على قصّة زواجكما، ولماذا ربطتِ مصيرك بأسير؟

منذر معتقل منذ 2003 منذ الانتفاضة الثانية بأحكام ثقيلة جدّا، لكن ذلك لم يمنع حبّنا لبعضنا، الحبّ عند الفلسطينيّين مرتبط بالوطن. بدأ حبّي لمنذر قبل عشر سنوات حين ذهبت لزيارة أخي في السحن، ارتبطنا بعلاقة قوية فيها كثير من الاحترام والمشاعر الحلوة، هذه المشاعر التي تخترق جدران السجن. كنّا كل زيارة نتبادل النظرات التي تطوّرت إلى حب فقرّرنا تحويله إلى زواج من خلال عقد القران.
رزقت منذ شهرين بابنك “شمس الحرية” بعد تهريب نطفة من المعتقلين. هلا حكيت لنا عن هذا الوجه الآخر للصمود والبطولة؟
رزقت بابني “شمس الحرية” منذ شهرين وثلاثة أيام، لقد قرّرنا أن نكون أبوين وحقّقنا ذلك، ليس هناك شيء إسمه المستحيل عند الفلسطينيّين. نحن نحبّ الحياة ما استطعنا إليها سبيلا. أنجبنا طفل يوم 14 فيفري سمّيناه “شمس الحرية” ليكون شمس الحرية لأبيه. بقينا مدّة حتى خروج العينة، وهو ما لم يكن سهلا، وربنا وفقني للحمل بسرعة في شهر جوان بعد إجراء الفحص، ظهر الحمل بعد أربعين يوم، وكان خبر حلو عليّ وعلى منذر حين تأكّدنا من نبض الجنين، وبدأنا الإعداد للأبوّة والأمومة وإعداد الإسم، لكن الحرب عطّلت التحضيرات المشتركة.

لعبت الحركة الأسيرة ولازالت دورا سياسيا ونضاليا محوريّا في نضال حركة التحرّر الوطني الفلسطينية. كيف ترين دورها اليوم وغدا مع التطورات الحاصلة في القضية الفلسطينية؟

الحركة الوطنية الأسيرة هي عنوان وحدة الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة، هم عنواننا وفخرنا ومصيرنا، بدون الأسرى لا توجد قضية، هم يختصرون القضية في مختلف أبعادها، هم عنوان التّضحية بأعمارهم من أجل الشعب الفلسطيني، طبعا الحركة الوطنية الأسيرة لعبت دورا هاما وهي عمود وركيزة للحركة الوطنية، في الحرب الأخيرة تغيّبت الحركة الأسيرة بحكم الهجوم القمعي الوحشي عليها من قبل إدارة السجون وحكومة نتنياتهو.

السيدة هبة، أنت زوجة أسير وناشطة في ملف الأسرى في الضفة الغربية. ما خصوصية هذه الواجهات من نضال الشعب الفلسطيني؟

أنا ناشطة في فضاء “حريات” للدفاع عن الأسرى منذ 13 عاما أي منذ تخرّجي من الجامعة. أنتمي إلى الحراك النّشيط بالضفّة الغربية، وللمقاومة الشعبية التي تتصادم يوميا مع المستوطنين والمستوطنات والحواجز، الطبيعة الجغرافية للضفّة صعبة جدا. شباب الضّفة ناشط خاصة في ملف الأسرى. لقد تحوّلت قضية الأسرى لدينا إلى عقيدة ونحن نحمل هذه العقيدة الثابتة والراسخة حتى يتحرر الأسرى وتتحرّر فلسطين.

ماهي رسالتك إلى الشارع العربي والأممي بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني؟

لا أتوجّه للدول سواء العربية أو في العالم، فأغلبها لا يساند قضيتنا إلا عددا محدودا. أنا أنتمي لشعب فلسطين القوي الذي يصنع المعجزات، الاحتلال يحاول قتلنا لكن شعب فلسطين لا يموت. في الحرب الأخيرة المساندة من الشارع العربي كانت ضعيفة، العدو الصهيوني يجد المساندة من حلفائه وأصدقائه، ونحن قوّتنا في صمود شعبنا.
أرجو أن تتمكّن المقاومة من إنجاز صفقة تبييض السجون والمعتقلات خاصة من ذوي الأحكام الثقيلة، وأن ينتهي العدوان على غزّة قريبا.

(*) قيادي بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

إلى الأعلى
×