الرئيسية / صوت العالم / الملتقى الأممي ضد الحرب الامبريالية الشاملة
الملتقى الأممي ضد الحرب الامبريالية الشاملة

الملتقى الأممي ضد الحرب الامبريالية الشاملة

بقلم زياد بن عبد الجليل

واكب فرع الهجرة لحزب العمال الملتقى الأممي ضد الحرب الإمبريالية الشاملةفي باريس أواخر شهر مارس، وهو من تنظيم حزب العمالوهو حزب عمالي تروتسكي فرنسي. وتندرج هذه المشاركة ضمن النشاط الأممي للحزب المنفتح على القوى الشيوعية والتقدمية المناهضة للحرب الشاملة التي تعدّ لها الإمبريالية. ونعرض على قراء جريدة صوت الشعبفي ما يلي ملخصا لعدد من المداخلات في هذا الملتقى الذي شاركت فيه وفود من 37 بلدا.

سوبهاس جورج عن منظمة الشرارة” من الهند: تحدث عن الوضع في فلسطين واعتبر أن حرب نيتنياهو ترتقي إلى التطهير العرقي، ودعا الملتقى إلى مساندة صمود الفلسطينيين. ثم تعرّض إلى الحرب في أوكرانيا محذرا من أنها ستتطور إلى حرب أوسع، وتحدث عن انخراط الهند في سباق التسلح رغم الفقر المدقع التفاوت الطبقي.

بسام موسى حجي (عضو سابق في حزب العمل الشيوعي السوري سابقا ولاجئ في فرنسا): اعتبر المتدخل أن سقوط الأسد هو شرط لنجاح الثورة لكنه ليس كافيا، مشددا أن الميليشيات المرتبطة بالخارج هي التي تسيطر على سوريا اليوم، ومبيّنا أن الإسلاميين الماسكين بالحكم أبعد ما يكون عن الثورة السورية، وناقدا اليساريين الذين كانوا يساندون الأسد بتعلة أنه علماني. ثمّ قدم شهادة عن مواقف الشيوعيين خلال الحرب الأهلية: فيهم من ساند بشار وفيهم من اختار النضال المدني السلمي وفيهم من التحق بمجموعات مسلحة مختلفة، لكنهم لم يتنظموا في ميليشيات خاصة بهم.

كريستال كايزر عن الخط التروتسكي في حزب العمال المنظم للملتقى: تحدثت عن توجيه الميزانية لتمويل المجهود الحربي في فرنسا على حساب تمويل الخدمات الصحية والاجتماعية الموجهة للمرأة. ودعت إلى التضامن مع ناشطات سياسيات أفغانيات والضغط لقبول استقبالهم كلاجئات في فرنسا. ثم عرّجت على موقف حزبها وخطها من الحركات النسوانيةوشدّدت على أنّ النضال الثوري من أجل حقوق المرأة هو ذلك النضال الذي يرتبط بالنضال الطبقي، وأنّ معاداة الأبوية لا تعني معاداة الرجل بل معاداة الأفكار والممارسات التي تكرّس ملكية الرجل للمرأة.

آداما كوليبالي عن البديل الوطني الأفريقاني البوركيني“: تحدّث عن تدهور الوضع الأمني في الساحل بعد تخريب حلف شمال الأطلسي للدولة الليبية، وبيّن أنّ التواجد الفرنسي سهّل تغلغل الإرهاب. ثم بيّن أنّ الأفريقانية المناضلة هي تلك التي تربط بين تحرر أفريقيا والنضال ضدّ الامبريالية مشيرا إلى ملتقى داكار 2024 الذي دعا إلى بناء هذه الأفريقانية المناهضة للإمبرياليات، ونقد في معرض حديثه الأفريقانية الشوفينيةوالأفريقانية المساندة للانقلابات العسكرية، تلك الانقلابات التي تدّعي الانتماء لفكر سانكارا لكنها لا تطبق برنامجه مبيّنا أنّ المنقلبين استغلوا التململ الشعبي كابحين تطوره نحو انتفاضات شعبية.

أنيزيو غارساس هومام ناشر من البرازيل: تحدّث عن سياسة الرئيس لولا المتذيلة للبورجوازية البرازيلية التي تدفع نحو النأي بالبرازيل عن الصراع المتصاعد وتتحيّن ما قد يلحق اقتصاد الشمال الرأسمالي من أضرار لتحويلها إلى فرص لمضاعفة أرباحها حين يعوض انتاجها النقص الذي سيحصل، وأشار المتدخل أنّ هذا التكتيك سيفشل بعد استحواذ ترامب على قنال بنما الذي يمثل منفذ التبادل التجاري بين العملاق البرازيلي وعدد من دول أمريكا اللاتينية والعملاق الصيني، واعتبر أنّ موقف السلطة من الحق الفلسطيني سليم لكنها لا تشفعه بمبادرات ملموسة رغم التعاطف الشعبي الكبير مع فلسطين.

ريميديوس مارتين رودريغاز عن المجموعة من أجل الوحدة ضدّ الحرب والاستغلال إسبانيا: تحدث عن رفع الحكومة الإسبانية من ميزانية العسكر استجابة لضغوط الولايات المتحدة وقبولها بتركيز قواعد عسكرية أخرى على أراضيها، كما تحدث عن رفعها من سنّ التقاعد إلى 67 سنة بل 72 سنة فعليا مبينا أن البورجوازية تستغل الخوف من الحرب لتصفية مكاسب العمال، ونوّه بحركة التضامن الشبابية الكبيرة في إسبانيا مع القضية الفلسطينية وضدّ الحرب.

إنوسون أسوغبا مندوب اللجنة العمالية الأممية في البنين: تحدث عن الحرب التي تعدّها أمريكا لتصفية النظام الصيني، وبيّن أنّ الهدف من زرع دولة إسرائيل في المنطقة العربية هو السيطرة الإمبريالية عليها. ثم تعرّض للوضع في منطقة البحيرات الكبرى واعتبر أنّ النظام الرواندي يلعب ذات الدور الذي تلعبه إسرائيل في المنطقة العربية فيها فهي التي تغذي الحرب في الكونغو الديمقراطية. كما بيّن أنّ الجهاديين في منطقة الساحل هم صنيعة إمبريالية، فحيث تتواجد القوات الفرنسية إلى الطوغو والبنين تتناسل الحركات الإرهابية وذلك ما حدث في شمال الطوغو والبنين بعد انسحاب الفرنسيين إليها مؤخرا.

مداخلة دايمونتي براون عن نقابة مدرسي بالتيمور من الولايات المتحدة: تحدثت عن تنسق النقابات فيما بينها في الولايات المتحدة لمجابهة ترامب والقوانين التي تضرب حق الإضراب مبيّنة أنه لا فرق بين الديمقراطيين والجمهوريين وأنّ النضال واجب ضدّهما معا.

أندرياس قانقل مناضل من حزب دي لينكألمانيا: تحدث عن القمع غير المسبوق ضدّ المتضامنين مع الحق الفلسطيني مدافعا على صحة شعار من النهر إلى البحر”. وعرّج على واجب التضامن مع الشعب الأفغاني خاصة مع تراجع ألمانيا على حق اللجوء. ثم قدّم عرضا موجزا عن الوضع في ألمانيا وبيّن أنّ النظام يعتبر أنّ روسيا هي الخطر المحدق بألمانيا خاصة بعد صرف الولايات المتحدة أنظارها إلى الصين. ويرى أن الأوروبيين سيتحولون إلى حرس حدود روسيا ومراقبين لحسن تطبيق الاتفاق الذي تريد الولايات المتحدة فرضه. ثم تحدث عن الميزانية التي ترصدها ألمانيا للحرب والتي تقدر بـ 1700 مليار يورو، وهو ما يمثل 66% من مجموع كل القروض التي تحصّلت عليها ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ستخصص 500 مليار منها لتحديث البنية التحتية لتأمين نقل العتاد إلى الجبهة الشرقية. وختم بالتنبيه من تصاعد الشوفينية اليسارية لدى حزب دي لينكفي ألمانيا.

نينا كورفيد من كاناكي (كاليدونيا الجديدة) عن الحزب العمال لكاناكي تعرّضت مداخلتها لاعتقال مناضلي جبهة تحرير كاناكي وإبعادهم في فرنسا، تدعو إلى التضامن معهم والضغط لإعادتهم إلى كاناكي واستكمال مسار استقلال كاناكي.

دانيال قلقشتاين أمين عام حزب العمال المنظم للملتقى: بيّن فيه أن مضمون الصراع الطبقي أممي لكن أشكاله وتمظهراته وطنية، واعتبر أن الأفريقانية التي لا تستلهم من تعاليم الماركسية وتنغمس في مقولات الشعب الأفريقي هي شكل من أشكال الشعبوية. وأشار إلى أنّ ما يطبع العمل السياسي محليا وأمميا هو تراجع دور التنظيمات لصالح حركات هلامية ولمقاومة هذه النزعة، يجب تعزيز البناء التنظيمي للأحزاب على قاعدة النضال الطبقي وليس النضال البرلماني، مذكرا أن اليسار هو الذي جاء أولا في انتخابات فرنسا لكن الذي يحكم اليوم هو اليمين ويمين الوسط الذي جاء في ذيل الترتيب وببرنامج خرج ضدّه الملايين في فرنسا.

ياسر غلزار المسؤول عن العلاقات الخارجية في نقابة الجامعة العامة النقابية لكل باكستان“: تعرض في تدخله إلى التدخل الأمريكي في المنطقة العربية منذ 2003 مبيّنا أنّ هدف الإمبريالية هو تفتيت الدول العربية وكان غزو العراق فاتحة لذلك، وخلص إلى أن ما تقترفه إسرائيل في غزة هو مواصلة لهذا التفتيت. وذكر أنّ الولايات المتحدة هي التي زرعت الإرهاب في أفغانستان لضرب الاتحاد السوفييتي ولتأبيد الاضطرابات في شبه الجزيرة الهندية. وتحدث عن باكستان التي تعيش حالة الحرب شبه دائمة بسبب الإرهاب، مبيّنا أنّ الاضطراب في أفغانستان وباكستان يضيق الخناق استراتيجيا على الصين ودعا إلى مقارعة الإرهاب المدعوم امبرياليا.

شان كا واي المدير التنفيذي لحراك العمال في الصين“: بيّن في تدخله أنّ الحرب الشاملة تستهدف الصين وأنّ النظام الصيني يتحرّش بتايوان وبالفلبين، واعتبر أنّ الخاسر من الحرب إن قامت لن تكون البيروقراطية بل الشعب الصيني داعيا إلى الوقوف مع ما تبقى من مكاسب الطبقة العاملة في الصين.

فيكتور سودرشنكو عن رابطة مناضلي الفضاء ما بعد السوفياتي من أوكرانيا: عبّر عن معارضة الغزو الروسي لأوكرانيا ومعارضته لدفع زيلينسكي الشباب الأوكراني في أتون الحرب واصفا التجنيد القسري بالممارسة القمعية في أوكرانيا.

ألكسندر فورونكوف من رابطة مناضلي الفضاء ما بعد السوفياتي من روسيا: يحذر من الامبريالية الروسية العائدة ويدعو للتنسيق بين كل اللاجئين في أوروبا.

مداخلة فرع الحزب في فرنسا : بيّن التدخل أنّ فرع الحزب يشارك في الندوة بعد الوقوف على تقارب وجهات النظر مع المنظمين حول الحق الفلسطيني وحل الدولة الواحدة اللائكية والديمقراطية ومساندة حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال. أمّا في علاقة بالوضع الدولي فقد تعرّض التدخل إلى تكتل الإمبرياليات الغربية ضدّ الإمبرياليات الصاعدة وأنّ الصراع حول الأسواق والمعادن النادرة والسباق للتحكم في التقنيات الحديثة منذر بحرب شاملة نرى نذرها في الحروب الإقليمية. أمّا عن الوضع عربيا فقد تعرّض التدخل إلى مواصلة الامبريالية في تفتيت الوطن العربي مشيرا إلى الحاجة لجبهة عربية لمقاومة المشروع الامبريالي. وبيّن التدخل خديعة الانقلابات العسكرية في الساحل والصحراء والتي لن تحرر شعوبها من ربقة الامبريالية بل ستستبدل إمبريالية بأخرى. أمّا عن الوضع في تونس فقد ذكّر التدخل بسياق انقلاب قيس سعيد ضدّ المسار الثوري وتصفيته لمكاسب الثورة التونسية وسعيه لتصفية الاتحاد العام التونسي للشغل والأحزاب ونزعاته الفاشية وترهيبه للمناضلين السياسيين وتشريده للمهاجرين السود.

هذا وقد اختتم الملتقى بتبنّي الإعلانات التالية:

إعلان للتضامن مع مساجين حركة التحرر الوطني في كاناكي يدعو لإطلاق سراحهم وحق شعب كاناكي في الاستقلال

إعلان للتنديد بالحرب على الشعب الفلسطيني وللتأكيد على حقه في المقاومة

إعلان للتضامن مع الناشطات الأفغانيات وحقهن في اللجوء إلى فرنسا

إلى الأعلى
×