الرئيسية / عربي / الكيان الصهيوني يمعن في سياسات التّنكيل والتقتيل
الكيان الصهيوني يمعن في سياسات التّنكيل والتقتيل

الكيان الصهيوني يمعن في سياسات التّنكيل والتقتيل

بقلم عمار عمروسية

لم تترك حكومة “نتانياهو” فسحة وقت طويل أمام الكثيرين بمنطقتنا والعالم القائلين سواء عن حسن نيّة أو دونها باقتراب ساعة تأقلم الكيان النازي مع مقتضيات القانون الدولي ومؤسساته القضائية بما يخفّف من وطأة الجرائم الفظيعة المرتكبة في “غزة”.
فجيش الاحتلال كعادته قابل أحكام المحكمة الدولية الداعية إلى وقف العدوان على “رفح” والانسحاب منها مع فتح معبرها بإزدراء كبير تمثّل في إطلاق حملة هستيرية ضدّ كلّ الهياكل القضائية العالمية (محكمة العدل الجنائية والمحكمة الدولية) فهي على حدّ تعبير “نتانياهو” “مؤسسات غير أخلاقية، ومعادية للسامية…”!!!
وهي في نظر وزير مالية الكيان “سموتريتش” حسب ما ورد بصحيفة “بديعوت آحرنوت” “أدوات بالية من عصر قديم تهاوى”!!! ووصل الأمر لدى “بني غفير” إلى اعتبارها “منصّات إرهابية بيد” السنوار” والفلسطينيين”!!!
وكما أسلفنا الذكر، أغلق كيان الاحتلال قوس التحليلات المرتبكة وأسقط كلّ الأوهام وتمادى في جرائمه البشعة مساء 25 ماي من خلال مجزرة الخيام التي ذهب ضحيتها حوالي 45 شهيدا ومئات الجرحى وأردفها يوميّا بفظاعات جديدة في “رفح” ومناطق أخرى بالقطاع.
آلة التّدمير والتقتيل لا تهدأ وتواصل دورانها على رقاب النّازحين والمشردّين من الأطفال والنساء تحت غطاء عجز وتآمر ما يعرف بالمجتمع الدولي الخاضع كلّيا لشرطيّ العالم “الولايات المتحدة الأمريكية” التي أخذت على عاتقها إدارة حرب الإبادة الجماعية بالمشاركة النشيطة ميدانيا وتأمين تدفّق السْلاح وتوفير الغطاء السياسي والديبلوماسي للكيان النازي الذي يواصل الاستفادة من حالة الإفلات من كلّ عقاب.
فالمذابح المرتكبة هذه الايّام رغم جميع تفاصيلها البشعة المصوّرة كما لم يحدث في أيّ حرب سابقة ليست من وجهة نظر البيت الأبيض سوى حوادث هامشية في عمليّة عسكريّة محدودة ومتوازنة وفق ما أفاد به “كيربي” أمس في ندوة صحفية.
فالمجازر الوحشية في “رفح” و”جباليا” وشرق “خان يونس” وأجسام الأطفال والنساء المتفحّمة لا تثير سوى مشاعر القلق عند “بايدن” ووزير خارجيته وهي في أحسن الحالات حوادث يستحقّ بعضها التحقيق!!!!
بالاعتماد على هذه التبريرات الوقحة ترسم “واشنطن” سياستها مقتفية على الدّوام سردية الكذب والتّزوير التي يديرها رئيس الحكومة الصهيوني.
والأنكى من ذلك تأهب الولايات المتحدة الأمريكية المستمر لاستعمال حقّ النقض بمجلس الأمن.
فالفيتو الأمريكي كان دوما جاهزا لإجهاض أيّ قرار أممي ضدّ الكيان المارق وهو ما فعلته لإسقاط المقترح الجزائري الأخير لوقف العدوان ليفتح الطريق أمام جيش الاحتلال حتّى يواصل مذابحه وأعماله الانتقامية ضدّ المدنيين العزّل لتعويض إخفاقاته المدويّة أمام بطولات المقاومة الأسطورية التي أسقطت جميع حسابات “نتانياهو” وجعلت هدفه الأعلى المتمثّل وفق قوله “النّصر المطلق” وهما وسرابا باعتراف الكثير من جنرالات الجيش الصهيوني وخبراء الكيان زيادة عن اليأس المتنامي داخل الجمهور الصهيوني.
فالعدوان المستمرّ فشل في تحقيق كلّ أهدافه وأضحى منذ أشهر بمثابة الحرب العبثية فضلا عن انقلابها إلى مصيدة استنزاف عميق للكيان، وهو استنزاف له تكاليفه العالية بشريا والضخمة اقتصاديا وماليا زيادة عن تهاوي أسس العقيدة العسكرية لجيش الاحتلال الذي فقد تفوّقه الاستخباراتي منذ 7 أكتوبر ونزع منه وهم الحسم السريع للحروب وأفقده هالة الجيش الذي لا يقهر.
جرأة المقاومة وشجاعتها وحسن إدارتها للمعارك الميدانية مع الصمود البطولي لحاضنتها الشعبية قلب كلّ موازين القوى وجعل من أشهر العدوان الطويلة محطّات متجدّدة أمام حركة التّحرر الوطني الفلسطيني لمراكمة الانتصارات وتثبيتها.
فالخناق يضيق حول الكيان الهمجي وعزلة حكومته تتوسّع بإطرّاد وسط شعوب العالم قاطبة ونذر إخضاع حكومته إلى مربّع المحاسبة تتعزّز.

إلى الأعلى
×