قال الناطق الرّسمي باسم الجبهة الشعبية حمّة الهمّامي، بخصوص موقف البعض داخل حركة نداء تونس الذي يلقي بمسؤولية “تحالف النهضة والنداء” على عاتق الجبهة الشعبية، إن “هذا كلام فارغ وغير مسؤول، ولا أعتقد أن عاقلا واحدا في نداء تونس يمكنه أن يفكّر بهذه الطريقة لما في ذلك أولا وقبل كلّ شيء من استهانة بحزبه، فهل أن نداء تونس ليست له اختيارات حتى يبقى “ريح تهز وريح ترد” مرّة على اليمين ومرّة على اليسار، مرّة يحب الجبهة ومرة يحب النهضة..”
وأضاف الهمّامي أن من يريد أن يتحالف مع الجبهة عليه أن يتشاور معها بجديّة حول تركيبة الحكومة، بدء برئيسها ووصولا إلى برنامجها ومرورا بتركيبتها، فالجبهة الشعبية ليست من القوى السياسية التي تلهث وراء الكراسي بل هي تريد خيرا لهذه البلاد ولهذا الشعب وهي متمسّكة بالأهداف التي ثار من أجلها وقدّم تضحيات جسيمة.
كما قال الناطق الرّسمي باسم الجبهة الشعبية في حواره مع جريدة “المغرب”، “على افتراض أن الجبهة الشعبية لن تصوّت لسبب أو لآخر لحكومة الصّيد، فهل أن النداء إذا كان يريد حقا أن يبقى وفيا لوعوده الانتخابية، في حاجة إلى أصوات كتلة النهضة؟؟ بالطبع لا، إن عدد النوّاب الملتفين اليوم حول رئيس الحكومة المكلّف والذين يمثّلون “النداء” والقوى التي تحالفت معه في التشريعية والرئاسية يصل إلى 125 نائبا أي بما يفوق الأغلبية الضرورية (109 نائبا) بـ 16 نائبا، والمشكل في الواقع السياسي، ففي “نداء تونس” توجد قوى محافظة مهيمنة وذات أصول “تجمعية” أو غيرها ترى أن مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع “النهضة” وليس مع “الجبهة” وبالتالي فهي تدفع إلى التحالف معها وتسعى إلى تبرير ذلك أمام الرأي العام بأن “النداء مجبر وليس مخيرا بسبب تنطّع الجبهة الشعبية المزعوم.
وأكّد الهمّامي في حديثه مع “المغرب” أنه يجب طرح الأسئلة التالية، هل أن الجبهة هي التي أجبرت “النداء” على تخيير التصويت لمرشّح “النهضة” على حساب مرشّحة الجبهة لتولي منصب نائب رئيس البرلمان؟ وهل هي التي أجبرت “النداء” على التصويت مع “النهضة” على قانون المالية للعام الحالي الذي أعدّته حكومة المهدي جمعة دون مراعاة لمصلحة الوطن والشعب؟ كما أن “النداء” و”النهضة” صوّتا اليد في اليد على النظام الداخلي لمجلس نوّاب الشعب، بما يخدم مصالحهما.. مضيفا “شيئا من الجدية إذن، وكفى مغالطة للرأي العام، إذا حصل تحالف بين “النداء” و”النهضة” في التشكيل الحكومي القادم فلن يكون في الحقيقة بسبب الجبهة بل سيكون نتاجا لالتقاء مصالح، لخيار سياسي واقتصادي واجتماعي، وسيكون نتاجا لغلبة الشق “الندائي” الميّال للتحالف مع “النهضة”..وعلى النداء أن يتحمّل مسؤولية اختياراته ولا يلقي تبعاتها على الجبهة الشعبية”.