الرئيسية / أقلام / الجبهة الشعبيّة أمام مسؤوليتها الوطنيّة التاريخيّة مرّة أخرى
الجبهة الشعبيّة أمام مسؤوليتها الوطنيّة التاريخيّة مرّة أخرى

الجبهة الشعبيّة أمام مسؤوليتها الوطنيّة التاريخيّة مرّة أخرى

الكاتب والباحث السياسي التونسي مصطفى القلعي

الكاتب والباحث السياسي التونسي مصطفى القلعي

من الواضح أنّ التونسيّين وقعوا ضحيّة مغالطات ترقى إلى حجم الجرائم المستحدثة والتي يفلت أصحابها من التتبّع العقاب. إنّ حركة نداء تونس الليببراليّة ليست حزبا سياسيّا بل تجمّعا لأصحاب مصالح ومطامع وهاربين من شيء مّا وخائفين من شيء مّا ومتستّرين عن شيء مّا. هؤلاء المجتمعون وجدوا من يدافع عنهم بشراسة لاسيما من المثقّفين والأكاديميّين والإعلاميّين فساعدوهم على ابتلاع المشهد الانتخابي وهم كانوا قريبين منهم ويعرفون عمق نقائصهم ومشاكلهم خلافا للتونسيّين، وهو ما لا يعفيهم من المسؤوليّة في مغالطة الشعب التونسي. إنّ ما تعيشه حركة نداء تونس من حالة انقسام واضحة قد تتطوّر قريبا إلى تحوّل كبير يعصف بالمشهد السياسي كلّه، يتطلّب من الجبهة الشعبيّة أن تتحمّل مسؤوليّتها الوطنيّة التاريخيّة مرّة أخرى لتقف إلى جانب شعبها المغشوش المخدوع. على الجبهة أن تسرع خطاها نحو المأسسة الكاملة فيجب أن تكون ندوة ماي القادمة بداية حقيقيّة لانتخاب الهياكل المركزيّة والجهويّة للجبهة الشعبيّة. وعلى الجبهة الشعبيّة أن تفتح ذراعيها لكلّ من انتمى إليها وغادرها ويريد العودة أو من لم ينتم إليها ويريد الالتحاق بها. على الجبهة أن تكون الحاضنة الفعليّة لكلّ نفس تقدّمي ديمقراطي اجتماعي تحرّري حتى تكون مهابة صلبة قادرة على قيادة الشعب التونسي نحو المستقبل وحتى تتصدّى لنوازع الرجعيّة الكامنة والمعلنة. فكفى سباتا أيّها الجبهويّون إنّ تونس تناديكم..

بقلم الكاتب والباحث السياسي التونسي مصطفى القلعي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×