الرئيسية / أقلام / مع الاحداث …
مع الاحداث …

مع الاحداث …

محسن النابتي التيار الشعبي / الجبهة الشعبية

محسن النابتي التيار الشعبي / الجبهة الشعبية

الحركة الاحتجاجية في تونس تتكيف بسرعة مع المتغيرات الحاصلة في البلاد هدنة بعض الشيء في الشوارع وهجوم كاسح باضربات الجوع و الاعتصامات وهو دليل على عبقرية كبيرة فلا احد سيحتج بالارهاب والوضع الامني فمثل هذه الحركات الاحتجاجية تحيد عصا النظام من جهة و من جهة اخرى لا تترك لهم حجة من ان شاغل يشغلهم عن مقاومة الارهاب …مبروك لقدماء الاتحاد العام لطلبة تونس المفروزين امنيا و النصر ان شاء الله حليف المضربين في قابس وجبنيانة وغيرها ومبروك لمن اتخذوا قرارا تاريخيا من الناصريين بدخول الاتحاد العام لطلبة تونس والنضال في صلبه مع القوى التقدمية الوطنية وقد كنت من بين الذين قضوا سنوات من اعمارهم في صلب هياكل هذه المنظمة العتيدة وكم كنت سعيدا البارحة بسعادة وليد و عثمان و نجوى و رفيقة دربي ام عماد سيف الحق …
————
تم تقديم قانون حماية الامنيين والعسكريين القانون كارثي و لاشك ولكن السؤال لماذا تم تقديم القانون بهذا الشكل ومن قدمه يعرف انه لن يمر المشكل في تونس اننا لا نسأل في ما وراء الاحداث لماذا ؟
في التحليل السياسي نحتاج كثيرا الى العودة الى التاريخ والبعيد جدا واحيانا حتى اساطير الشعوب و خرافاتها تساعدنا على فهم قرار سياسي معين في هذه الحالة لم يكلف احدا و هو يحلل قانون حماية الامنيين و تقديمه بهذه الشاكلة ورفض الجميع له بما فيهم احزاب الحكومة ان يعود للتاريخ القريب جدا جدا ..اليس هذا يذكرنا بحكومة الحبيب الصيد الاولى التي تسألت شخصيا هل تلك حدود الله و العملية عبثية لا اكثر ام هو عبث مقصود و تبين بعد ذلك انه عبث مقصود لتمرير السناريو المفروض دوليا …قانون حماية الامنيين تم تكرار فيه نفس السناريو يعني هو عبث مقصود من نفس الجهات المتحكمة في مصير البلاد و العباد و التي تدير اللعبة من خلف الستار مع جهات دولية وستمرر ماتريده كما مررت الحكومة الثانية و الايام بيننا …
————–
عربيا :
-طرابلس بقعة الدم كما تقو ل الروايات عن شيخ الصوفية في ليبيا و عموم شمال افريقيا والصحراء الكبرى سيدي عبد السلام لسمر …طرابلس ستتحول الى بركة دم في الايام القادمة لان عليها يتوقف مصير الصراع في ليبيا والباقي تفاصيل ولا اعتقد بحصول معجزة سياسية لان الوضع اعقد مما يتصور البعض من انه صراع بين الحكومة المعترف بها في طبرق و مليشيا فجر ليبيا فالصراع يدور على وطن بكامله فيه اضخم الثروات و اهمها لعقود قادمة وموقع استراتيجي مهم جدا وهو في الحقيقة بين قوى دولية تقاتل بأدوات محلية وتتناقض الاجندات حتى بين الحلفاء انفسهم ففرنسا حليفة امريكا تلعب لحسابها الخاص ولا تناسبها حسابات امريكا في ليبيا ودول الخليج كل واحدة تعمل لحسابها دون ان ننسى الكيان الصهيوني الذي يهمه استمرار عرس الدم في ليبيا لصوملتها و انهاء دورها نهائيا …
-اليمن السعيد تواصل عائلة ال سعود فيه عاصفة الحزم بهدف تقسيمه لا اكثر فيكفي ان تستقل عدن تحت حكم هادي او غيره حتى يتوقف القصف وهو باختصار الهدف الاقصى للحملة فهل بعد هذا العبث عبث …لكن بالنسبة لليمن ينطبق عليه ما قاله عبد الله ابن زبير لوالدته حين قالت له سينكلون بك فقال لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها فاليمن وشعبها الفقير في مرحلة التنكيل وبالتالي لا يهمه و سيواصل المعركة حتى يمل ال السعود من حزمهم …اما السعودية فهي تتقدم نحو الهاوية وللاسف نحن العرب المولعون بحكاوي التاريخ و نحن من قال لنا اول عالم اجتماع في العالم عبد الرحمان ابن خلدون ان التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الاخبار ولكن في باطنه نظر و تحقيق يبدوا اننا اكتفينا نهائيا بالجزء الاول من قول العلامة فما يجري الان و حتى المواقف الدولية و غيرها يذكرنا بحرب العراق و ايران وما خلتفه من دمار اجتماعي زلزل النسيج الاجتماعي في العراق وفككه الى ما نرى اليوم بعد ان ساهم ال سعود في اسقاط البوابة الشرقية نهائيا بعد ان اغرقوها ثماني سنوات و بعد نهاية الحرب انزلوا سعر النفط لتدمير الاقتصاد العراقي المنهك اصلا من الحرب و في 2003 انهوا المهمة كاملة و ازالوا البوابة نهائيا و اليوم الشعب العراقي في مرحلة السلخ بعد ذبحه في 2003 وما اشبه اليوم بالبارحة امريكا تسمح للسعودية التابعة بخرق القانون الدولي وتشن هجوم من خارج مجلس الامن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟وكل ما تقدمه امريكا هو بيع السلاح و الحفاظ على سعر النفط متدني في حرب بلا هدف و تخاض بسعار اعلامي طائفي نتيجته تفكيك النسيج الاجتماعي للسعودية و اليمن وانهاك الاقتصاد السعودي و ستظهر التذمرات الاجتماعية للسطح و ستكون اخطر بكثير من العراق لاننا اما ملايين من العمال الاسيويين الذين يشكلون قنبلة موقوتة في قلب الجزيرة العربية …
– العراق اعتقد انه يختزل ابشع مظاهر المأساة العربية حاليا ويكاد الامر ان يتحول الى مسخرة تاريخية و ما شاهدته بعد اعلان الاغتيال غير المؤكد الى حد الان لعزة ابراهيم الدوري نائب الرئيس صدام حسين و تصريحات العراقيين من كل الجهات و الاتجاهات وحجم الاحقاد و الهستيريا جعلني اقتنع ان هذا الشعب سيعاني كثيرا في السنوات المقبلة لانه باختصار لا يوجد صراع سياسي و انما يوجد صراع طائفي و يخاض بطريقة ثأرية جاهلية و داعش هي صورة مكثفة لكل العاهات في مجتمعاتنا العربية …فلا حل للعراق الا بقيادة في حجم نلسن منديلا العظيم وهي شبه مستحيلة الان الا بمعجزة ربانية فالعراق حله السحري في قيادة تقول كفى دماء كفى ثأر كفى جاهلية قيادة تقول للعراقيين و تقنعهم بسنتهم و شيعتهم و مسحييهم ان بقي فيها مسيحيين وعربهم و كردهم ببعثهم و اسلامييهم و بمقتدى الصدر و عزة الدوري و الصرخي و المالكي اذهبوا فانكم الطلاقاء فقد ولغتم في دماء بعضكم للحد الذي ضجت فيه السموات والارض في بلدكم كفوا فكلكم مجرمون و كلكم ضحايا وكلكم عراقيون وكلكم عراقيون …
—————
في الختام رسالتي لشعب الجزيرة العربية و لكل ابناء امتى العربية ال البيت عرب و لا يوجد ال بيت اخرين فحولوا نقطة الضعف هذه التي تنفخ فيها الصهيونية و الاستعمار لتمزق امتكم دون غيرها من الامم الى نقطة قوة عظمى فعلي عربي و الحسين عربي وزينب عربية دمهم عربي و لسانهم عربي فالتجعلوا منها اكبر نقطة قوة فالعرب ليسوا موالين لال البيت بل هم ال البيت بسنتهم و شيعتهم و بمسيحييهم الذين يعتزون بانتمائهم لهذه الامة فعلي من ابطالهم و عمر رمز العدل في امتهم …
مع الاحداث سجل انا عربي وقبل الاحداث و بعد الاحداث انا عربي .

بقلم القيادي بحزب التيار الشعبي والجبهة الشعبية (تونس): محسن النابتي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×