الرئيسية / أقلام / بقلم سمير طعم الله: ثقافة قانون الطوارئ لبث ثقافة الخوف
بقلم سمير طعم الله: ثقافة قانون الطوارئ لبث ثقافة الخوف

بقلم سمير طعم الله: ثقافة قانون الطوارئ لبث ثقافة الخوف

سمير طعم الله

سمير طعم الله

معنى طرأ في لسان العرب : طَرَأَ على القوم يَطْرَأُ طَرْءاً وطُرُوءاً أَتاهم مِن مَكانٍ أَو طَلَعَ عليهم من بَلَدٍ آخَر أَو خرج عليهم مِن مكانٍ بَعيدٍ فُجاءة أَو أَتاهم من غير أَن يَعْلَمُوا أَو خَرج عليهم من فَجْوةٍ وهم الطُّرَّاءُ والطُّرَآءُ ويقال للغُرباءِ الطُّرآء وهم الذين يأْتُون من مكان بعيد طرأ علينا من مكان بعيد ومن زمان بعيد، أخاله أحد قصور البايات، لينقل إلينا ثقافة الطوارئ، عن حين غرّة ومن باب المفاجأة “الماسطة”، لأن كل شيء كان يسير على عادته وخاصة بعد أن مرّ على حادثة سوسة أكثر من أسبوع. خرج علينا ليعلِّمنا ثقافة الطوارئ في زمن طارئ وفي ثورة طارئة هي الأخرى، ثورة جاءت لتؤسس لقيم العدالة فما كان من الطّرآء عليها (أي الغرباء) إلاّ أن ركبوا ودلدلوا الساقين وشرعوا في نشر ثقافة الرّعب والتخويف. فرئيس الدّولة القائد الأعلى للقوات المسلحة نبّه أعداء البلاد إنّهم على وشك أن يربحوا الحرب، فقط نتقصهم ضربة أخرى شبيهة بما وقع في سوسة. وريس الدّولة الذّي ذهب إبّان الحملة الانتخابية إلى الملاسين والأحياء الفقيرة وتغرغرت عيناه بدموع التماسيح وهو يتحدّث عن “الزّوالي” أعطى أكثر من نصف خطابه ليجمّل مسؤولية تردّي الأوضاع “للزواولة” وتحركاتهم (علما وأن الخطاب موجّه ضد الإرهاب). وأولى بركات ثقافة الطوارئ التّي بشّر بها السّيد الباجي قايد السبسي أن أجّل بعض العروض الثقافية المبرمجة في مهرجانات المدن بتعلّة الأمني ومواجهة الإرهاب. ومنذ إعلان هذه الحالة (الله يجيرنا) والأخبار تتالى بإكتشافات عظيمة ومحاولات جدّية وخطيرة لضرب المنشآت العمومية.. أما كان يكفي رفع اليقظة الأمنية إلى أعلى درجاتها. ثمّ هل بالمني وحده سنواجه الإرهاب وبزرع سياسة (طايح قبل الضربة)؟؟ سنشعل الحياة فرحا وفنّا وجبا في الحياة وسوف لن نعترف بحالة الطوارئ ولا بثقافة الخوف، وسنسهر حد الصباح وسنناضل ونتظاهر في الشوارع. وسنواجه الإرهاب يا راعي الإرهاب.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×