الرئيسية / صوت الثقافة / رسالة مفتوحة إلى السيدة وزيرة الثقافة: “هل أنت جادّة في محاربة الإرهاب”
رسالة مفتوحة إلى السيدة وزيرة الثقافة: “هل أنت جادّة في محاربة الإرهاب”

رسالة مفتوحة إلى السيدة وزيرة الثقافة: “هل أنت جادّة في محاربة الإرهاب”

السيّدة الوزيرةIMAG0690.JPG

تشهد البلاد حالة من الاحتقان السياسي والأمني، وهو في مجمله يعدّ طبيعيا بعد ثورة مازالت في طور الانجاز. كما أن تواصل هذا التوتّر الاجتماعي يعدّ ضرب من العبث حين لا تبرح الحكومات المتتالية الوقوف في نقطة الصّفر في ملف من اهم الملفات التّي كانت قادحا للثورة، وهو ملف التشغيل والكرامة وهما مسألتان متداخلتان تأخذ الواحدة منها بمفاصل الأخرى.

السيّدة وزيرة الثقافة

منذ ان تشكّلت الحكومات المتتالية في البلاد باستثناء الترويكا، ومنذ أن ضرب الارهاب ضربته الأولى القاسمة والتي ذهب ضحيّتها شهيد الوطن الرفيق شكري، والجميع يرفع شعار مكافحة الارهاب. والسعي إلى محاصرة الارهاب وشن حرب على الارهاب وكل تلك الشعارات كلما طُرِحت ركّز طارحها بشكل مثير للريبة على دور الثقافة في مواجهة هذه الطاعون ومكانة الثقافة في التصدّي للفكر الارهابي وحماية البلاد والعباد بزرع بذرة الحياة وحب الحياة في أبنائنا والأجيال الشبابية، وذلك عبر الفن بما هو شعر وسينما ومسرح لكن كل تلك التنظيرات لم نرى منها إلاّ الحل الأمني الذّي رغم بعض نجاحاته لم يمنع ما وقع في شارع محمد الخامس مع أبنائنا الأمنيين.

                                                                                                                                                                              السيدة وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث                                            

 هل حقّا أن الحكومة التي تنتمين إليها جادّة في مواجهة الارهاب؟ أطرح سؤال استنكاري وأنا أكاد اكون على يقين أن الاجابة هي النفي. لأن الواقع يؤكّد عدم الجدّية في جعل الثقافة سلاح حقيقي وأسّ من أسس مكافحة الارهاب والنهوض بالمجتمع وحماية النمط الحضاري التونسي من الاندثار والانهيار تحت الضربات والهرسلة التي يتلقاها هذا النمط الانساني المتمدّن من الدّاخل والخارج عبر ثقافات وافدة من عصور الأقبية والكهوف البعيدة. الوقائع التي أعني والتي تؤكّد عدم جدّية الحكومة في مواجهة الارهاب هو وضع المؤسسات الثقافية التي تعاني في الجهات من ضعف فادح في الامكانيات اللوجيستية ونقص مُشِلٌّ للحركة الثقافية في مستوى الموارد البشرية وأصحاب الاختصاص. كيف يمكن أن نصدّق جدّية الحكومة في مواجهة الارهاب وأغلب ولايات البلاد تفتقر إلى قاعة عرض سينمائي؟

السيدة الوزيرة

كل الشعوب التي شهدت بناء حضاريا تقدّميا متماسكا وعظيما كان الفن هو عماد هذا البناء والمسرح هو عماد هذه الفنون، لكن المتمعّن في واقع المسرح والمسرحيين يلاحظ بما لا يخفى أن البناء الحضاري المنشود مازال بعيد المنال أمام ما تعيشه المؤسسات التربوية والثقافية من غياب لأبناء المسرح وخرّيجي المسرح، فمادة التربية المسرحية تكاد تكون مفقودة في مجمل المدارس والابتدائية والإعدادية والثانوية. كما أن دور الثقافة تفتقر لمختصين في التربية المسرحية بالإضافة إلى مراكز الفنون الدرامية والركحية التي تُعدُّ من اكثر المؤسسات التي تحتاج مثل هذا الاختصاص تفتقر هي الأخرى لأساتذة تربية مسرحية ينهضوا بما هو منوط بعهدة تلك المؤسسات.

السيدة وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث

هل أنت جادّة في شن الحرب على الارهاب؟

لتعلمي إذن أن عدد أساتذة التربية المسرحية المعطّلين عن العمل بلغ 267 أستاذا وأستاذة وأن عدد دور الثقافة كل دور الثقافة بلغ عددهم 267 دار ثقافة دون احتساب مراكز الفنون الدرامية والركحية.

في انتظار الاجابة والاستجابة لحاجة البلاد للمائتان وسبعة وستون جنديا مثقفا في مواجهة الارهاب تقبلّي فائق إنتظاراتي للجواب بنعم في أنّك حقّا ستنخرطين في شن الحرب ضد الارهاب.

وهيبة العيدي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×