الرئيسية / صوت العالم / ’’لم أعد قادرا على التّنفّس‘‘ في امبرياليّة القتل
’’لم أعد قادرا على التّنفّس‘‘ في امبرياليّة القتل

’’لم أعد قادرا على التّنفّس‘‘ في امبرياليّة القتل

عمر حفيظ

’’لم أعد قادرا على التّنفّس‘‘هي الجملة التي نطق بها George Floyd الأمريكيّ من أصول افريقيّة، الأمريكيّ ذو البشرة السّوداء، وهو مكبوب على الأرض ورقبتُه تحت حذاء شرطيّ أمريكيّ أبيض في هذا الزّمن ’’الترامبي‘‘ ’’ الكورنيّ‘‘ الامبرياليّ.

“جملة ردّدها كثيرون على امتداد العالم وعلى امتداد هذا الزّمن الامبرياليّ”

“ردّدها اليابانيّ في هيروشيما وناغاسكي سنة 1945 بعد إلقاء القنبلة الذريّة ’’الولد الصّغير Little Boy/ ‘‘ على اليابان”

“وردّدها الفيتناميّ في حرب أمريكا وحلفائها عليه”

وردّدها ويردّدها الفلسطينيّ الذي يعيش أعظم تراجيديا في تاريخ الإنسانيّة اليوم، تراجيديا الاحتلال الصّهيونيّ الغاصب، احتلال لا يقتل فقط، وإنّما يزوّر التّاريخ كذلك ويعيد ترتيب الجغرافيا ليطمس هويّة المكان والإنسان،،، احتلال يجد من يدافع عنه سرّا وعلنا،،، احتلال يهبّ لنجدته أردوغان تركيا-الحاكم المسلم الذي تطير ’’دواعشه‘‘ الآن من تركيا إلى ليبيا لنهب ثرواتها النّفطيّة تحت عنوان ’’الدّفاع عن الشّرعيّة الدّوليّة‘‘ شرعيّة ’’ترامب‘‘ وأحذيته القاتلة…

“ردّدها ويردّدها العراقيّ سليل ’’حمورابي‘‘ و’’جلجامش‘‘ بعد أن أعادت أمريكا العراق البابليّ إلى زمن ما قبل الدّولة، زمن الهويّات والطّوائف الدّينيّة، زمن هولاكو والإسلام السّياسيّ والإرهاب والسّبي والدّواعش”
“يردّدها السّوريّ الآتي من مملكة أوغاريت، ومن الزّمن الكنعانيّ، المعمّد بمياه ’’بردى-براديوس- الفردوس‘‘ وبهواء ’’الغوطة‘‘ ودمشق وأسواقها القديمة وجبل ’’قاسيون‘‘،،،السّوريّ الذي توزّع دمه بين القبائل”
“وستظلّ هذه الجملة تتردّد هنا وهناك ما لم يتخلّص العالم من وحشيّة رأسمال المال والعنصريّة والصّهيونيّة والفاشيّة بأسمائها أو أقنعتها المختلفة”
’’لم أعد قادرا على التّنفّس‘‘ لأنّ الأحذية والدّماء تحاصر الإنسانيّ فينا، في كلّ مكان وفي كلّ حين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×