الرئيسية / صوت العالم / اليمن السّعيد يسعد أحرار العالم
اليمن السّعيد يسعد أحرار العالم

اليمن السّعيد يسعد أحرار العالم

لم يكترث كثيرون لتهديدات الناطق الرسمي للجيش اليمني الذي أكدّ جاهزية قوّات بلاده لاستهداف كلّ بواخر وسفن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر انتصارا للمقاومة الفلسطينية وشعبها.
أكثر من ذاك الإهمال لوعيد الجيش اليمني سادت في الأوساط العليا السّياسية والعسكرية للكيان الصهيوني وشركائه في العدوان الهمجي ونعني الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الكثير من الآراء والتصريحات المستخفّة وحتّى المستهزئة من قدرات القوات اليمنية على تنفيذ تهديداتها التي وضعها أحد أكبر الإعلاميين الصهاينة في خانة ولع “العرب بالحديث والشعارات الجوفاء” !!!!
فعلى النقيض من كلّ تلك التوقّعات والآراء استفاق العالم صبيحة الأحد 19 نوفمبر على أنباء العمل البطولي لوحدات عسكرية يمنية خاصّة تمكنت بحرفيّة عالية من السيطرة على سفينة ضخمة واقتيادها إلى ميناء “عدن” ليتّضح فيما بعد ملكيّتها لرجل أعمال “إسرائيلي” ورغم كلّ محاولات الكيان الصهيوني إنكار أيّ علاقة بـ”غلاكسي ليدر” مع المسارعة بإدارة الإسطوانة الممجوجة المتمثّلة في إلقاء المسؤولية على “إيران”. بهدوء كبير وشجاعة أكبر نقل أحرار “صنعاء” إسنادهم للمقاومة الباسلة وشعبها الصّامد إلى مستويات عالية ومرتفعة ثبّتت بما لا يدع مجالا للشكّ التفرّد اليمني عن مجمل النظام الرّسمي العربي المحكوم بالتّخاذل والتواطؤ.
“يمن” الشّجعان قفز فوق كلّ مصاعبه وفظاعات عدوان السنوات الطويلة التي دمّرت الاقتصاد وأنهكت الشّعب بحصار ظالم وأعلن منذ الأيّام الأولى التي أعقبت “طوفان الأقصى” الدخول الرّسمي لدولة “اليمن” في حرب مع الكيان الغاشم نصرة لشعب فلسطين ومقاومته.
“يمن” الكبرياء بذاك القرار أخرج نفسه من بوتقة تآمر النظام الرّسمي العربي وغدره ووضع كلّ مقدّراته في صفّ المقاومة وباشر بصفة ملموسة التزامه من خلال إطلاق صواريخه ومسيّراته نحو الأراضي المحتلّة وتحديدا نحو” إيلات”.
“يمن” الجرأة داس كلّ الحسابات الصغيرة واندفع إلى المعركة بنسق تصاعديّ أوصله يوم الأحد الماضي إلى توجية ضربة موجعة للملاحة البحريّة بالبحر الأحمر و”باب المندب”.
فاحتجاز السفينة عمل بطولي عواقبه الوخيمة ليس فقط على العدوّ الصهيوني وأنشطته التجارية والاقتصادية وإنّما على دول العدوان الأمريكي/الغربي وباقي الرّجعيات العربية وخصوصا بالخليج.
فالأيادي القوّية لشجعان “صنعاء” فوق واحد من أهمّ الشرايين الأساسية للملاحة البحرية وتجارتها الدّوليّة وليس مستبعدا بالمرّة أن تكثّف تلك السّواعد أعمالها ضدّ مصالح دول العدوان وسط ذهول قيادات الأخيرة وعجزها عن الردّ.
فالجغرافيا وتحديدا التّباعد الكبير (حوالي 2000 كم) بين اليمن ودولة الاحتلال ضيَّق خيارات الردّ العسكري للأخيرة وجعلها في دائرة الفرجة والتْشكي وانتظار نجدة أساطيل أمريكا أو بعض دول الخليج العربي وتحديدا “السعودية”.
“اليمن السعيد” باندفاعته البطوليّة مع المقاومة أذكى مشاعر الانتصار للقضية الفلسطينية في السّاحات العربية والدّوليّة وضيّق الخناق على كافّة الأنظمة العربيّة والإسلاميّة وشقْ الطريق الأنسب والأصوب أمام كلّ محور المقاومة.
عمار عمروسية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×