الرئيسية / صوت الوطن / في ذكرى يوم الأرض: خيار المقاومة هو السّبيل إلى التّحرّر من أجل الدّولة الواحدة الدّيمقراطيّة العلمانيّة
في ذكرى يوم الأرض:  خيار المقاومة هو السّبيل إلى التّحرّر من أجل الدّولة الواحدة الدّيمقراطيّة العلمانيّة

في ذكرى يوم الأرض: خيار المقاومة هو السّبيل إلى التّحرّر من أجل الدّولة الواحدة الدّيمقراطيّة العلمانيّة

يوم 30 مارس يحيي الشعب الفلسطيني، ومن خلاله كلّ شرفاء العالم، يوم الأرض رفضا للاحتلال واغتصاب الأرض والعرضSans titre-2 الذي ظلّ سياسة ثابتة للكيان الصهيوني منذ قيامه سنه 1948. فهذا الكيان  الاستعماري والعنصري لم يتوان مطلقا عن وضع اليد على الأرض وافتكاكها وتنظيم الاعتداءات من أجل تهجير أصحابها الأصليّين من العرب الفلسطينيّين سواء كانوا داخل الأراضي المحتلة سنة 1948، أو المحتلة سنة 1967 في الضفة الغربيّة التي تتعرّض اليوم إلى هجوم ممنهج لأجل توسيع مساحات الاستيطان وتهجير السكان الأصليّين بما حول الضفة إلى مجرّد كانتون محاط طولا وعرضا بجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين وهو ما عمّق القناعة لدى غالبية الفلسطينيّين أنّ اتفاقية أوسلو وغيرها من الاتفاقيات مع المحتل الصهيوني لم تخدم في الأساس إلاّ مصالحه.

تأتي ذكرى يوم الأرض لهذا العام في ظلّ وضع فلسطيني وعربي غاية في السّوء. فالانقسام الفلسطيني وصل درجة غير مسبوقة خاصة بين أصحاب السلطة في الضفة من جهة وفي غزة من جهة أخرى، أي حركتي فتح وحماس اللّتين أصبحتا ترمزان إلى النفوذ والمصالح الضيّقة إضافة إلى الارتباط بالمحاور الإقليمية، فحماس أصبحت منذ انفجار الأوضاع في سوريا، منخرطة في المحور القطري التركي ولا همّ لها إلاّ الحفاظ على نفوذها في غزة. أمّا فتح وتحديدا خطّها التّصفوي المرتبط بحكم رام الله، وباتّفاقية أوسلو فإنه لم يجلب للقضية الفلسطينية سوى المزيد من التراجع، وهو ما ضيّع وقتا ثمينا على الشّعب الفلسطيني كان من الممكن توجيهه لتعزيز الوحدة خاصة بين فصائل العمل الوطني في إطار منظّمة التحرير الفلسطينية الممثّل الشّرعي والتاريخي للشّعب الفلسطيني، وتصعيد المقاومة بمختلف أشكالها ضدّ العدو الصهيوني.

أمّا الوضع العربي فقد وصل اليوم أعلى درجات الانهيار، فها هم الحكّام العرب ينظّمون الدورة 28 للقمة العربية في البحر الميّت بالأردن وهم أعجز من أن يواجهوا أي تحدّ من التحديات المطروحة على الشعوب العربية اليوم، وهو ما عمّق دورهم الخياني تجاه فلسطين شعبا وأرضا وقضية، بل إنّ جزء كبيرا من هذه الأنظمة (قطر، السعودية…) متورّط في أبشع أشكال الخيانة من خلال إسناد الاستيطان الصهيوني بمباركة من شيوخ الفتنة والتكفير وهو ما زاد  في صلف الكيان الصهيوني والامبريالية الأمريكية التي تضاعفت عربدتها خاصة منذ صعود الفاشي الجديد ترامب لكرسي البيت الأبيض وهو الذي يجير اليوم لفكرة أنّ خيار الدولتين ولّى وانقضى، ولا أدلّ من استفزازه للفلسطينيّين والعرب تعيينه لسفير جديد في تلّ أبيب معروف بمساندته المطلقة للاستيطان، ويعتبر عجز الأنظمة العربية وطلاقها للقضية الفلسطينية سببا كافيا لتواصل هذه العربدة وهذا الاستفزاز.

مقابل هذه الرداءة يتواصل نضال شعب فلسطين وقواه السياسية التي لم تتخلّ عن الثوابت الوطنية، في كلّ المواقع وبكلّ أشكال وأساليب المقاومة السّلميّة منها والمسلّحة إيمانا بأنّ العدوّ الصهيوني لا يفهم إلاّ لغة واحدة هي لغة الكفاح والمقاومة، وأنّ التّفاوض معه والاشتغال على التّسوية السّياسية ماهي إلّا أضغاث أحلام وضياع للوقت، كما تتعزّز القناعة بأنّ خيار الدّولتين هو حلّ مغشوش وغير واقعي ولن يؤسّس إلاّ لكنتونات منفصلة خاضعة للمحتل، وأنّ الحل العادل هو حلّ الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية، دولة فلسطين العربية التي تكنس جحافل المحتلّين وتحقّق حقّ العودة، دونا عن ذلك فالبندقية المقاتلة هي الخيار الأساسي للشعب وقواه الثورية من أجل التحرير والاستقلال.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى
×